اطبع هذه الصفحة


أنت شاب من بلد الحرمين فكن قدوة حسنة

عبدالهادي الخلاقي


بسم الله الرحمن الرحيم


مع إن المملكة العربية السعودية تعتبر من أكثر البلدان العربية والإسلامية حفاظاً على الهوية والتقاليد العربية والإسلامية الأصيلة إلا أن صرعات الموضة بدأت تكسر هذا الحاجز وتقتحم هوية الشباب السعودية وتحدث في هذا الجيل طفرة غير مسبوقة في شباب اليوم الذين باتوا يعاقرون صرعات الموضة الغربية والأجنبية التي لا تمت لأعرافنا وتقاليدنا بصلة ، فقد غزت الثقافة الغربية شبابنا وأدخلت تشوهات كبيرة على هوية الشباب السعودي الذي أصبح يقلد الغرب في أمور قد لا تتناسب مع هويتنا الإسلامية وبيئتنا العربية وخاصة في بلد الحرمين الشريفين ومن هذه الأمور التي انتشرت بشكل واسع وكبير لبس نوع من أغطية الرأس تشبة "الطرحة" التي تلبسها النساء، فيا عجبي لمن يخرج بصحبة أمه أو أخته أو زوجته وهو يشابهها في لبس هذا النوع من الألبسة التي باتت تنخر في هوية شبابنا الذي نُأمل عليهم بان يكونوا مشاعل للرقي والثقافة والصلاح بين اقرأنهم من شباب العاملين العربي والمسلم وحتى الغربي.

قرأت ذات مرة قصة غاية في الروعة يروى فيها ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻣﻦ شباب ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ السياحة والترفية عن أنفسهما وبعد أن وصلا إلى تركيا لاستأجرا غرفة في احد الفنادق هناك سألهما موظف الاستقبال في ذلك الفندق من أين انتم؟ فقالا له: نحن من السعودية من المدينة المنورة ﻓﻔﺮﺡ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭ ﺃﻋﻄﺎﻫﻤﺎ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ، ﻓﺴﻌﺪﺍ ﺍﻟﺸﺎﺑﻴﻦ ﻭ ﺳﻬﺮﺍ ﻃﻮﻝ الليل حتى الفجر وعندما هما بالنوم، تفاجأ ﺑﻤﻦ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻓﺠﺮﺍ .. ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﻤﻮﻇﻒ الاستقبال ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪﻧﺎ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ بنا عندما ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺃﻧﺘﻢ ﻫﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ، تفاجأ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﻭﺃﻳﻘﻆ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: استيقظ إن أهالي المنطقة ينتظروننا في المسجد لنصلي بهم صلاة الفجر؛ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﻣﺎﻡ .. ﻭﺟﻠﺴﺎ ﻳﻔﻜﺮﺍﻥ ﻛﻴﻒ سيتصرفان في هذه الحالة .. ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﻳﻄﺮﻕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ: ﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮﻛما ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻓﺪﺧﻼ‌ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ وتوضأ ﺛﻢ ﻧﺰﻻ‌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺻﻼ‌ﺓ ﺟﻤﻌﺔ ، ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﺼﻼ‌ﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ "ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ" ﺑﻜﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻠﻰ ﻓﻴﻬﻢ : ﻓﺒﻜﻴﺖ ﻣﻌﻬﻢ وﺑﻌﺪ الصلاة أنكب ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ علينا حبا برسولنا الكريم صل الله عليه وسلم وبعدها تغيرت حياة هذين الشابين .

هذه القصة تبين لنا مكانة المواطن السعودي في قلوب المسلمين وحبهم لهم من حب رسولنا الكريم لذا فليس هناك مبالغة إن قلنا انه يجب على كل مواطن سعودي أن يكون قدوة حسنة وان يكون على خلق ودين لأنه قدوة يحتذا به لما لهذه البلد من مكانة مقدسة وبما خصها الله عز وجل دون سائر البلدان وجعل جميع المسلمين يولون قبلتهم تجاهها في كل صلاة فالمتربصون بكم كثر والشامتون بضياعكم أكثر والساعون لدماركم يبذلون الغالي والنفيس من اجل سلبكم قيمكم العربية الإسلامية الأصيلة أفلا تعقلون ياشباب الحرمين؟!.

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية