صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من مشفقة شامية إلى أهلها في السعودية

ندى الفاروقي


بسم الله الرحمن الرحيم


أعيش حاليا في بلاد الشام بعد أن عشت سنين طويلة من عمري في المملكة العربية السعودية، ويعلم الله ويعلم أخواتي في الله كم أكن لهذا البلد المعطاء من احترام ومحبة ولأهلها من تقدير كبير؛ لأني حقيقة وجدت كل الحب منهم والترحاب وعلموني ووقفوا بجانبي؛ لكي أحصل على أشرف العلوم وهي العلوم الشرعية.

قلبي تمزق حينما قرأت ما حدث في الجنادرية، وحادثة الاعتداء على الرجل الفاضل الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه: رجل شريف أحب بلاده وعرف الله تعالى حق المعرفة، وعلم عن الله تعالى بأنه سبحانه إذا أنزل عقوبته عمت الجميع الصالح والطالح ، بارك الله بك أخي وسدد خطاك وكلنا ندعو لك، ونقول: كثر الله تعالى من أمثالك.

وحفظ الله تعالى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التي كم أدعو الله تعالى أن تكون في بلادنا هيئة تعلي من شأن الدين، وتربي النساء اللاتي إن رأيت بعضهن في لباس لا يليق بهن أصابني غثيان من تفريطهن في لباسهن وحجابهن هداهن الله تعالى إلى الحق، ونسال الله أن يقيض في بلادنا هيئة مثل هيئتكم الموقرة تحفظ لنا بصرنا وأخلاقنا وأسماعنا ، حفظهم الله من كل مكروه وسدد أقوالهم وأفعالهم وأعانهم على قول الحق وفعله.

وأقول لإخواني وأخواتي الذين يريدون أن تصبح المملكة ساحة رقص وغناء:
ماذا تفعلون في بلاد حوت أرضها الحرمين؟
ماذا تفعلون في بلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أتحاولون أن تجروا بلادكم إلى الهاوية؟
أتحاولون أن تعيدوها إلى ما قبل الإسلام.. إلى الجاهلية؛ فالجاهلية ليست فقط فترة من الزمن محدودة، وإنما هي طابع روحي وعقلي.. طابع يسقط القيم الأساسية للحياة البشرية السوية كما أرادها الله عز وجل، وتحل محلها قيم سافلة تستند إلى الشهوات والفسق والمجون .

أتحاولون أن تخرجوها من النور إلى الظلمات؟ دولة مهبط الوحي التى تبنت الدعوة إلى الله في أنحاء العالم، وانتشر الإسلام منها إلى العالم أجمع منذ رسالة الحبيب وإلى الآن!!
تريدون الاختلاط؟ تريدون أن تُسقطوا المرأه في الوحل؟
والله لما رأيت الأخوات يرقصن بعباءتهن السوداء في الجنادرية -والتي أعتبرها هي الأناقة والحشمة ورمز للدين الإسلامي- لما رأيتهن يتمايلن بها أمام الرجال لم أملك إلا البكاء والحزن على كفران النعم الكثيره التي يمتلكنها ويحاولون رفسها بأرجلهن في لحظات مرح زائف، لا تجر على المملكة والأمة الإسلامية إلا الخزي والخنوع والانحلال.

ألم تعتبرن يا نساء المملكة بما يحدث في بلاد الكفار؟ ألم تقابلن أمريكيات مسلمات تخمرن من رؤوسهن إلى أرجلهن؛ سعيا وراء دين عظيم يحفظ لهن حقوقهن، ويحقق لهن سعادة لا توصف؛ لأن زوجها المسلم عرف الشرف والدين، ومكانة العرض، فحفظ لها كرامتها وعلمها الإسلام.. فتركت الواحدة منهن بلادها وأهلها وهاجرت هجرة شريفة إلى بلاد الحرمين، وكم أعرف منهن كثيرات، لا يفكرن في زيارة بلادهن خوفا من الانتكاسة، ثبتهن الله وأحسن ختامهن.
ألم تعتبروا يا أهل المملكة الحبيبة بسقوط دول من حولكم، وبعضها الآن بأيدى ظلمة يقتلون ويعتدون على النساء بلا شفقة ولا رحمة، وضاعت أدنى حقوق الإنسان بها، والله فسقت المرأة في تلك البلاد كثيرا وتحررت ، غنت، رقصت وتعرت..
وكنا نبكي ولجأنا إلى المملكة لنحتمي من غضب الله تعالى وها نحن نرى ثمار الفساد في بلادنا ولا يخفى عليكم ما يحدث في شامنا.

لا أريد أن أكون في مقامي هذا واعظة لأنكم نهلتم في بلادكم الكريمة من أشرف نبع، وهو نبع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي نحبه ونقول سمعا وطاعة لأمره عليه الصلاة والسلام، وأعلم أن بداخلكم خيرا كثيرا، ولكني أقول يا أهل السعودية الحبيبة: أفيقوا أفيقوا أفيقوا؛ فالعقاب شديد، والله عز وجل لن يرضى بما تفعلون في بلادكم، وكلامي بالطبع للفئة التي تجر البلاد إلى الدمار من جراء تقليدها الأعمى للانفتاح.
وعندما احتل الأجانب الشرق الإسلامي حاولوا ويحاولون ولن يتوقفوا عن محاولاتهم في فرض الفلسفة الأوربية والأمريكية الساقطة على العالم كلما سنحت لهم فرصة، ونرى الأن تمرير برامج الفسق والغناء في الوطن العربي، والتي يتبناها كبار المستثمرين الفاسقين من المسلمين، يريدون تخريج دفعات من المغنيين والراقصات. وأعتقد أن القراء الكرام يعرفون أسماء هذه البرامج التي ما أنزل الله بها من سلطان وتوضع لها جوائز ضخمة لتخريب أبناء المسلمين وبناتهم، ولو قلت لمن يستثمرون في نشر هذا الفسق: ضع هذا المال في قرية من القرى لإعمارها لتململ وأظهر العجز.

يا أهل السعودية: لديكم القرآن والسيرة مطبقتان في فطرتكم، قوتان عظيمتان تستطيعان أن تشعلا العالم الإسلامي بنار الحماسة والإيمان فحافظوا على هذه الرواسخ، وارجعوا إلى ما تربيتم عليه.

ولدى اقتراح للذين يريدون إفساد المملكة: إن أردتم أن تسقطوها في أوحال الفسق والمجون، وتفتحوها على مصراعيها لأهل الخنا والفجور فالأولى بكم أن تهاجروا منها إلى البلاد المتحررة من الشريعة وتتركوا المملكة وطنا نظيفا للطيبين من المسلمين الذين يريدون العفة والحشمة.. فاتركوا هذا النعيم الذي ترونه تخلفا لأهله الكرام يتمتعون به.
 

أختكم في الله
ندى الفاروقي
بلاد الشام الأبية


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية