اطبع هذه الصفحة


تنفخ حتى توقف

عايش بن ماجد المطيري


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


حتى أكون صريحاً في بداية الأمر أن الدافع لي في كتابة هذه الكلمات , هي مشاهد أشاهدها في كثير ممن حولي وناس أسمع عن قصصهم وربما هي ملاحظة لاحظتها على نفسي ايضاً !

بالطبع نعرف ان الإنسان يفرح بثناء الناس عليه ويسعى احياناً للأسف أن يعمل لأجل الثناء فقط ! ما أشاهده من مشاهد متنوعة حول "الانتفاخ" الذي اقصده هو ذاك الرجل الذي وصل لمرحلة من مراحل الانتفاخ وربما يكون وهمٌ بأنواع متعددة (وهم الكمال – وهم التميز –وهم الإنجاز ) وأوهام بعضها فوق بعض ! وانتفخ حتى غفل عن إصلاح نفسه وتعديلها وتطويرها ! ظاناً بأنه وصل لشيء عالي لا يمكن له ان يصل لأكثر من ذلك ! النتيجة أنه توقف !

مشاهد كثيرة أراها من أناس وأنا اترقبهم من بعيد أتمتم بنفسي (اللهم سلّم سلّم ) وأنا في حيرة من نفسي هل أبادر و أبدي رأيي تجاهه , فأخشى ان يقول حاسد أو عاجز ! وربما كان توقعي خطأ لكن لا يهم هو وصل لمرحلة من مراحل الانتفاخ المؤلمة التي أدّت لتوقفه ! اتألم كثيراً من توقف الكثير من المميزين عن اعمالهم ! يجب أن نخشى من التوقف ونحذر من الانتفاخ ! لا يجب ان يكون ثناء الناس لك هو غاية تريدها و إذا كان الثناء لا بد منه فاحذر ان يخدّرك حتى لا يوصلك للانتفاخ ويوقفك ! احياناً يكون ثناء الناس والانتفاخ يعمينا عن معرفة اخطاءنا أو اعوجاج طريقنا او اشياء كثيرة من هنا وهناك ! وكما قيل المطلوب حتى لاتقف ! مراجعة النفس ! مراجعة النية ! التنافس مع النفس لطلب الافضل , عدم الغرور ! نعم لا تغتر لا تغتر حتى لا تقف !
حتى لا تقف إياك أن تنتفخ !

عايش بن ماجد المطيري – الدمام – 13 /ذو الحجة / 1437هـ

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية