اطبع هذه الصفحة


أيسرك أن تفوتك هذه الفضائل ؟

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


‎فوات شيئاً من الدنيا له أثره على غالب النفوس لأننا كثيراً ما نتعلق بالعاجل ويأسرنا الحاضر ، ولكن ثمةً أناس يتطلعون لما وراء الغيب لإيمانهم بعظمته وسمو قدره ، ولو حاول الحاضر أن يغرهم إلا أنهم ينظرون إلى السماء وما يكون وراءالحجب .

‎ولعلي أسلط الضوء - هنا - ونحن في بداية ليالي الشتاءالطويلة إلى عبادة جليلة يعيش معها المؤمن الصالح وتعيش معها المؤمنة الصالحة لذيذ الوقت وروح الحياة الحقيقة وسعادة القلب وأنس الخلوة مع يقينهم بعِظم أجورها في الآخرة وماتورث صاحبها من المنازل العالية في الجنة .
‎ إنها " صلاة الليل " التي قد جاءت النصوص بفضلها وأبانت الشريعة مكانتها وجلت الأدلة رفعتها وكثرة ثواب أهلها .

* صلاة الليل عبادة أثنى الله فيها على من قبلنا من الأمم فهم أهل قنوت وركوع وسجود وقيام وفي هذا تنويهاً لفضل هذه العبادة إذ ذكرهم بها دون سواها .

* صلاة الله قربة لله وأي قربة !
‎إنها عبادة الأولياء والأصفياء ، المحبون لمولاهم ، المؤثرون مراضيه على مراضيهم وشهواتهم أهل الدرجات العلى ففي الجنة - يا طالبها - غُرفاً يرُى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها " لجمالها ولرفعتها " أعدها الله لأهل صلاة الليل ، فيالحرقة القلوب ويالخيبة التفريط ، فكم من ليالٍ أضعناها في قيل وقال ومشاهدات إن لم تكن حراماً فأقلها حرماناً من هذه الفضائل .

* صلاة الليل مكّفرة للسيئات والخطايا والآثام ، ومنْ منّا لا يُخطئ ولا تغلبه نفسُه الأمّارةُ بالسوء ولكن ذنوب النهار تغسلها ركعات الليل ، وآثام اليوم تمحوها دعوات السجود .

* صلاة الليل حاجبٌ كبير عن الخطايا فهي " منهاة عن الأثم " فلصلاة الليل أثرٌ في تقوية النفس ونفرتها عن الحرام والأثم فآيات أهل قيام الليل تمنعهم عن الخطيئة وسجادتهم ودعواتهم تحميهم من نزغات الشياطين .

* كلُ واحدٍ له حوائج وما منّا إلا وتسكن قلبه أمنيات وصلاة الليل سبيلٌ لتحقيقها ، ودعوات السحر وجوف الليل طريق تحقيق المطالب العالية ، ولئن تأخرت - قليلاً - فهي خير لأن ربك يحب إلحاحك ، ويُفرحه قيامك وسؤالك فلا تظن أنه منعك بخلاً أو عجزاً حاشا وكلا - فهو الكريم سبحانه - ولكنها أقدار صادرة عن حكمة منه ويكفيك أنه شرفك بقيامك وألهمك دعوات ربما خبئها لك ليوم أن تلقاه .

* صلاة الليل لعظمتها جاءت بعض النصوص بإخفاء ثواب أهلها تشويقاً للنفس وتعظيماً للثواب قال سبحانه في وصف ليل الشرفاء : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " ثم نوه بالثواب تشويقاً فقال : " فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قرة أعين " والسبب : " جزاء بمايكون يعملون " فافرح ياقائم الليل فأنت على موعد مع عطايا ربك الرحيم الكريم ، واهنأ بهذا الشرف فلو علمت عظيم أجرك لطار القلب فرحاً به .

* لئن شرّق الناس أو غرّبوا في إلباس الشرف للخلق فقد أبانه أعرف الناس عليه الصلاة والسلام بقوله " واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل...." فاظفر بهذا الشرف وهاتيك المكانة .

* صلاة الليل :
‎- بها رحمة الله وصحة البدن
‎- وبسببها تبعد عن الغفلة
‎- وصاحبها يكون من المقنطرين أهل الأجور
‎- وبها نيل محبة الله والفوز برضاه
‎- ولأهل الليل ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة إلا استجاب الله له .

* في صلاة الليل لذة قد حكاها أهل الليل بما لا تحيطه العبارات ولا يدركها إلا أهلها في الخلوات فاسلك سبيلهم لتذق ماذاقوا من لذيذ الأنس وحلاوة المناجاة .

‎استعن بالله أيها المؤمن واغتنمي يامؤمنة ساعات البقاء في الدنيا فيوشك أن يقرب الرحيل من الدنيا فيتحسر العبد على تفريطه بليله .
 

كتبه محب الخير /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
حساب تويتر @adelalmhlawi

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية