اطبع هذه الصفحة


العبودية هي الحرية

منصور مزيد السبيعي


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

أخي المسلم:


لقد كثرت النداءات والمطالبات بالحرية

وهي مطلب فطري إنساني إسلامي عقلي أكدته الفطرة، وأيدته الخلقة، ودعمته الشريعة، ولكنها ينبغي أن تظل في الحدود التي وضعها واهبها وهو الله جل في علاه.

الإسلام وضع الإطار المتين الذي يحمي كلمة الحرية البراقة من الانحدار إلى الهاوية، وحدد معالمها الصحيحة حتى لا تستغل هذا الاستغلال السيئ في تدمير المجتمعات..

كل حرية تنافي هذا الأصل وهو عبوديتنا لله هي حرية زائفة تالفة، وإننا إذا أردنا أن نمارس حريتنا علينا أن نمارسها وفق هذا الأصل وهو أننا عبيد لله.

افتتن الكثير مع الأسف بمصطلح الحرية وشعار الحرية الذي روّج له أعداء الإسلام ووسعوا دائرته لتحقيق أهدافهم من تدمير

- القيم الدينية
- والخلقية
- وإماتة الوازع الديني والخلقي
- وتحطيم النظم الاجتماعية.

الحرية التي يريدها الإسلام هي الحرية التي تبني الشخصية، وتحرص الأمن، وتحفظ النفس والفطرة وتقيم الحق والعدل، وإذا تجاوز الإنسان حدود وضوابط الحرية كان ذلك سببًا للهدم والتدمير

مشكلة كل معنى من المعاني الكريمة مشكلته في شيئين :


- في التوصيف

- والتوظيف

والحريه ككل معنى كريم تعرضت في توصيفها وتوظيفها للتلاعب والتحريف، فالمجرم يفهم الحرية ممارسة السلب والنهب والقتل، والمحتال يفهم الحرية سلب الأموال وممارسة الغش الاحتكار وحيل المضاربة والقمار.. وقد تصور للمرأة الحرية على أنها انفلات من ضوابط العفة والقوامة، وكل الضوابط الأخلاقية.

يخطئ من يجعل الحرية مركبًا يستبيح بها كل شيء دون ضوابط، فليس من الحرية أن يرضي الإنسان شهوته على حساب آلام الآخرين.. ليس من الحرية أن يدمن المسكرات ويترك وراءه ذرية محطمة الملكات.

الحرية الفكرية التي ينادي بها اليوم بعض منتكسي الفطرة هي أن تجهر بشتم العقيدة وأن تستخف بالدين.

الحرية عند آخرين هي أن تعمل ما تشاء وترتكب من المنكرات ما يحلو لك دون مراعاة لتعاليم الدين ولا لآداب المجتمع..

لا شك أن فهم الحرية على هذا النحو سيسوق المجتمع إلى الدمار ويعرض ثوابته للخراب وأي تماسك يبقى في المجتمع وكل فرد فيه يعمل بما يرى ولو ضرَّ ذلك الآخرين.

إن العار كل العار أن تسحق المبادئ والقيم باسم الحرية، والعار كل العار أن يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه الأماجد وعلى رموز الإسلام تحت مسمى الحرية.

إنها حرية وأقولها بكل حرية.. لا بارك الله في هذه الحرية..

اللهم أصلح أحوالنا، واجعل بطاعتك اشتغالنا، وإلى الخيرات مآلنا..
 

كتبه : منصور مزيد السبيعي
رماح
يوم الاثنين الموافق 1438/7/6هـ
 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية