اطبع هذه الصفحة


فرحةٌ لم تكتمل في #يوم_الجمعة !!

همام الطويل
hmm11am@


بسم الله الرحمن الرحيم



رحتُ إلى الجامعِ عندَ الساعةِ العاشرةِ ونيّفاً على الخمسينَ دقيقة !!
فلم يتبقّى على صعودِ الخطيبِ منبرَهُ إلّا القليلَ القليلَ ، فلمّا دخلتُ الجامع فرحتُ فرحاً شديداً ؛ فذاك مكانٌ في الصفِ الأولِ خلّف الأمامِ ، وذاك مكانٌ تحت المنبر ، وذاك آخر وذاكَ وذاك ، والصفُ كلّهُ مكانٌ إلّا قليلاً ، فأسرعت إلى الصفِ ، وقلبي يكادُ يطيرُ من الفرحِ ، فما أن وقفتُ بالصفِ إلّا وأحسستُ بشعورٍ غريبٍ ؛ ما هذا ؟!
ماذا حدث ؟! لِمَ الفرح ؟!
لِمَ الجامعُ لم يمتلي ؟! ألم يتبقى القليل ؟!
فأين المصلّين ؟!

فوقفتُ مندهشاً فزِعاً ما الذي يجري ؟! فإنّي لا أرى إلّا قِلّةٌ من الشيّب !! فأين من راح في الساعة الأولى وقرّب بدنة ، ومن راح في الثانية وقرّب بقرة ، ومن راح في الثالثة وقرّب كبشاً أقرن ، ومن راح في الرابعة وقرّب دجاجة ، هل كلهم سيأتون في الخامسة ومعهم البيض ، أم سيأتون بعد أن تطوي الملائكة الصحف ؟!

واقعٌ مريرٌ وخطبٌ جللٌ وأمرٌ يبعث على الأسى
ألمٌ ألمّا بنا ،، فأذاقنا كأس المــرارة والقــرح !!

لِمَ الزهدُ الكبيرُ في الأجورِ يا رفاق !!
فليسَ منّا من شهد العقبةَ ، ولا بدراً ولا أحدا ، ولا الخندقَ ولا الفتحَ ، وكُلّنا تخلّفنا عن العُسرة ، وليس منّا ولا من بيننا من رأى أحمدا ، يجوبُ طرقاتِ مكةَ والمدينة ، ولم نقاسي ما قاسى عمار وسميّة ، ولا حتى بلالاً من أميّة ، فلمَ الكسلُ والدّعه ، ولمَ التفريطُ في الكنوزِ من الأجورِ ؟!

يا صاح !!
أعمارُنا قصيرةٌ ؛ فلسنا كالأقوامِ السابقة ، فنبينا -صلى الله عليه وسلّم- يقول : (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلّهم من يجوز ذلك) ، ولهذا شُرِعَ لنا من الأعمالِ اليسيرةِ ما نسبقُ به الأمم السابقة ، فالحرف الواحد من القرآنِ بحسنةٍ والحسنةُ بعشرِ أمثالها ، واثنا عشر ركعة في اليومِ كفيلة أن تبني لكَ بيتاً في الجنّة ، وسبحان الله وبحمده مئة مرة تغفر خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر ، وغيرها الكثير الكثير من فضائلِ الأعمال كقيام الليلِ وصلاةِ الضحى وذكرِ الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأبحِر في كتبِ السنّةِ تجد عجب العجاب والموفّق من وفّقه الله !!

وقبلَ هذا صلاتُكَ صلاتُكَ ، وبرّكَ بوالديكَ ، وصلّةُ أرحامِكَ ، وأمرُكَ بالمعروفِ ونهيُكَ عن المنكر ، ففيها الفوزُ والنجاةُ بإذن الله ...

يا صاح !!
(من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)
سابق ونافس إلى جنّة عرضها السماوات والأرض !!


يوم السبت ١٤٣٨/١٠/٧
هممّام hmm11am@

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية