اطبع هذه الصفحة


خاطرة | محاربة الحزن

ريان الحيدر
@apopdr11


بسم الله الرحمن الرحيم
 


إن قدَّر الله وأصابك سهم الحزن، فمن الطبيعي أن تتوجَّع، لكن السؤال الأهم متى تتخارج من هذا التوجع ؟

فئة تصاحبه طويلا وأخرى تكنسه من عقلها سريعا مع أن السهم المؤلم متماثل في الحالتين .. لماذا الاختلاف يا ترى؟

من بعض التجارب مع المكدرات وبعض القراءات في قصص أصحابها وجدت السبب الرئيس لاحتلالها العقل والمكوث فيه طويلا كامن في إطعامنا إياها التفكير واجترارنا لذكرياتها .. وبمعرفة السبب يدرك شوط كبير من الحل، فعلى من يريد التطهر من الأحزان أو على الأصح الإقلال منها أن يفر بتفكيره بكل ما أوتي من عزم عندما تلمع في عقله أول بادرة تفكير في قضيته المحزنة .. فقطع التفكير في الشيء عند أول وروده للعقل سهل نسبي مقارنة بمحاولة قطعه بعد أن جثى في العقل طويلا.

أعلم أن الأمر عسير خاصة عند تعملق الحزن وتشعُّبه، وأعلم كذلك أنك ستحارب جيوش الإلحاح على التفكير .. لكن صدقني إن فصل التفكير عن القضية في بداية تكوّنها هو المنعطف الأهم لإعادة النبض لسعادتك، واللحظة الأسهل لبتر ذلك التفكير.

ومحاولة قطع التفكير المحزن أشبه ما تكون بالمريض الذي نبت فيه ورم خبيث، استئصاله يسير عند بدايته عسير عند استفحاله وانتشاره.

ومع ذلك فمحاولة إيقاف التفكير في الأمر المحزن يظل مربط الفرس حتى وإن أتى بعد الاسترسال الطويل معه، لكن الأمر هنا سيحتاج إلى مجابهة صارمة مع إلحاح التفكير لفترة، كونه سيطل عليك بين الحين والآخر وذلك لاختزان تفاصيل التفكير في عقلك مما يُسهِّل استجلابها ويُعسِّر نسيانها.

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية