صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







العين : ( تريفها - حقيقتها - الوقاية منها - العلاج منها )

عيسى سالم سدحان


بسم الله الرحمن الرحيم
 



تعريف العين


العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه

حقيقة العين


العين حق كما أخبر رسول الله صلاواة الله وسلامة عليه جاء عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لَسبَقَتْه العينُ ) والعين إعجاب العائن بالمعيون وقد تكون إعجاب من العائن بنفسه لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا رأى أحدُكم من نفسِه أو مالِه أو أخيه ما يُعجبُه فليدعُ بالبركةِ فإن العينَ حقٌّ )أخرجه النسائي من حديث عامر بن ربيعة

الوقاية من العين


لقد جعل الله تعالى أسباب تقي الإنسان من العين ومن ذلك أذكار الصباح والمساء جاء عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( قُلْ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) .رواه أبي داود والترمذي وصححه ،وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ) . رواه أبو داود وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، قَالَ : ( أَمَا لَوْ قُلْتَ ، حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّكَ ) .
فهذه الأذكار اذا حافظ عليها المسلم في يومه وليلة كانت سبب في وقايته من العين
 
علاج العين


علاج العين نوعان حسي ومعنوي

أولاً الدواء الحسي وهو أنه من إصيب بعين وعلم من عائنه فانه يجب على العائن أن يغتسل أو يغسل يديه وجهه ورجليه ثم يُصب الماء على من إصيب بالعين ودليل ذلك ما أخرجه أحمد عن سهل بن حنيف أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ، وسارُوا معه نحوَ مكَّةَ، حتى إذا كانوا بشِعْبِ الخَرَّارِ مِن الجُحْفةِ، اغتسَلَ سَهْلُ بنُ حُنَيفٍ، وكان رجُلًا أبيضَ، حسَنَ الجسمِ والجِلْدِ، فنظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ أخو بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ وهو يغتسِلُ، فقال: ما رأَيْتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ، ( جلد مخبأة ) أي جلد عذارء فلُبِطَ ( لبط ) أي صُرع وسقط .بسَهْلٍ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ، هل لك في سَهْلٍ؟ واللهِ، ما يَرفَعُ رأسَهُ، وما يُفِيقُ، قال: هل تتَّهِمون فيه مِن أحدٍ؟ قالوا: نظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ، فدعَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامرًا، فتغيَّظَ عليه، وقال: علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه؟ هلَّا إذا رأَيْتَ ما يُعجِبُك برَّكْتَ؟ ثمَّ قال له: اغتسِلْ له، فغسَلَ وجهَهُ ويدَيْهِ، ومَرْفِقَيْهِ ورُكْبتَيْهِ، وأطرافَ رِجْلَيْهِ، وداخلةَ إزارِهِ ( داخلة إزاره ) أي الجزء الملامس للبدن من الإزار في قَدَحٍ، ثمَّ صَبَّ ذلك الماءَ عليه، يصُبُّهُ رجُلٌ على رأسِهِ وظَهْرِهِ مِن خَلْفِهِ، يُكفِئُ القَدَحَ وراءَهُ، ففعَلَ به ذلك، فراح سَهْلٌ مع الناسِ ليس به بأسٌ.) وفي سنن أبي داود عن عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت: (كان يُؤمَرُ العائنُ، فيتوضَّأُ، ثمَّ يغتسِلُ منه المَعِينُ. )

ثانيا الدواء المعنوي هو الرقية الشرعية فهي من أسباب الشفاء من العين دل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْمُرُنِى أَنْ أَسْتَرْقِىَ مِنَ الْعَيْنِ)وفي صحيح مسلم أن بُرَيْدَةَ بنِ حُصَيْبٍ الأسْلَمِيِّ قالَ: (لا رُقْيَةَ إلَّا مِن عَيْنٍ، أوْ حُمَةٍ) (والحمة) أي لدغة السام

والرقية الشرعية لها شروط ثلاثة

أولاً أن تكون من القرآن العظيم أو من ما وردت به السنه النبوية
ثانيا أن تكون باللسان العربي أو بمايعرف معناه
ثالثاً أن لايعتقد الأنسان أنها مؤثره بذاتها وإنما يعتقد أنها سبب ويعلق قلبه بالله عزوجل

ومن ما جاء من الأحاديث الصحيحة في الرقية الشرعية مارواه مسلم عن عائشة زَوْجِ النَّبِىِّ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ( رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ) وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِى مَاتَ فِيهِ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِى.) وعند مسلم كذلك عَنْ عَائِشَةَ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّىْءَ مِنْهُ أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ قَالَ النَّبِىّ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا ـ وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا ـ «بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا»قَالَ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ«يُشْفَى»وَقَالَ زُهَيْرٌ«لِيُشْفَى سَقِيمُنَا»)

 
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية