اطبع هذه الصفحة


يامن ضاق رزقك وعظم همك!

د. عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid


بسم الله الرحمن الرحيم
 


1. إنَّ الله قسَّم الأرزاقَ بين عباده، ولا بُدَّ أن تصل إلى كل نفسٍ قسمتُها، ولن تموت هذه النفس حتى تُوفَّى قسمتها.

2. الرزق بيد الرزَّاق، قسَّمه بين عباده، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدره عمن يشاء، وأمرنا المولى جلَّ في عُلاه أن نسعى ونعمل بجدٍ؛ ليكون جلب هذا الرزق حلالاً يوافق ما يُرضي الله سبحانه.

3. لن تموت نفسٌ قبل أن تأخذ رزقها كاملاً مُكملاً، لا نقصان فيه ولا زيادة، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى عندما قال: "إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا".

4. الله تبارك وتعالى قسَّم الأرزاق للبشر والجن والدواب، والطيور المحلقة في السماء، والأسماك التي تغوص في أعماق البحار، فرزقها الله منةً وكرماً منه لا وجوباً عليه، بل هذا من فضله وكرمه وعطائه جلَّ في علاه، فالله يُعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء.

5. أخي المسلم .. كن على يقينٍ قويٍّ أنَّ الله رازقك، ولا رازق لك غيره .. وحتى إن تأخر هذا الرزق فإنك حاصلٌ عليه بلا شكٍّ.

6. سيحصل كلُّ إنسانٍ على رزقه .. فلا يدفعك إبطاء الرزق إلى معصية الله، فإنَّ ما عند الله تحصل عليه بطاعته، ولا بمعصيته.

7. عندما يتعلَّق قلبُ المسلمِ بخالقه، ويدرك أنَّه رازقه، يرتاح فكره، وتهدأ نفسه، فلا ينظر بحسدٍ إلى غيره، ويصبر على أقدار الله.

8. إنَّ الذي حمل الحاسد إلى حسده غفلته عن مبدأ أنَّ الأرزاق بيد الله، يُعطيها لمن يشاء، ويمنعها عمَّن يشاء، فلو أنَّه أدرك هذا المعنى، وأخذ بالأسباب وتوكل على الله، لوجد أنَّ الله قد فتح عليه أبواباً من الرزق، لكنَّ غفلته منعته عن إدراك ذلك.

9. إن أُبْطِئَ عليكم رزقكم فلا تقتروا، ولا تيأسوا، واعلموا أنَّه آتيكم لا محالة، وأنَّه لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها، قليله وكثيره، صغيره وكبيره.

10. إن أعمارنا محدودة، وآجالنا محتومة، وأرزاقنا مكتوبة، ولن ينال غيرنا شيئاً من رزقنا، فكلٌ يموت بانقضاء أجله بعد أن يكون قد استكمل رزقه الذي كُتب له.

11. الرزَّاق سبحانه وتعالى يتولى تقسيم الأرزاق، فقد كتب أرزاق العباد في السماء، فهي وعد الله وحُكمُه في القضاءِ قبل أن يكونَ واقعاً مقدوراً في الأرضِ بين الخلائق.

12. إنَّ ما عند الله من رزقٍ حلالٍ لا يُطلب إلا بطاعة الله، فهذا الذي يقبل الرشوة، أو يأكل الربا، أو يظلم الناس في مستحقاتها، إنما يطلب الكسب بمعصية الله، فهذا الرزق رزقٌ غيرُ مشروعٍ.

13. على المسلم أن يطرق السبل المشروعة لتحصيل رزقه الحلال، وهذا الرزق آتٍ له بعد بذل السبب بلا شكٍّ؛ لأن الله كتبه له، وقدَّره له.

14. يا من ضاق رزقُك، وعظم همُّك، وكثر عليك دينُك .. الزم الدعاء لله الرزَّاق الكريم، فالله لا يُخيِّبُ سائله، واسأل الله مقسِّم الأرزاق أن يعطيك من فضله وكرمه وعطائه وإحسانه.

15. إنَّ الرزق لا يكون في المال فقط، فالقناعة كنز لا يفنى، والعلم النافع ينفع أهله، والولد الصالح ذخر خيرٍ لأهله.

16. تبارك الله الذي أتقن كل شيء خلقه، وجعل أرزاق الخلائق عليه، فقد ضمن رزقهم، وسيؤديه لهم كما وعدهم، فعلى العباد أن يركنوا إليه وحده لا شريك له، فأرزاقه لن تُعجل قبل حلولها، ولن تؤخر.

17. ثقوا بضمان الله سبحانة، فالأرزاق إن تأخرت آتية لا محالة، واعلموا أن طلب الرزق الحلال عبادة؛ لذا فاحرصوا على طلبه بالطرق الجميلة المحللة، دون كدٍّ أو تهافت على الحرام أو الشبهات.

18. قسَّم الله الأرزاق بين عباده لكل واحد بحسب إرادته، وهذا الرزق لا يزيد ولا ينقص، ولا يتقدَّم ولا يتأخَّر، ومع ذلك فإنَّ الإنسان مأمورٌ أن يعملَ ويسعى ليحصل على هذا الرزق، وإنَّ هذا العمل يُعدُّ عبادة يقوم بها العبد تقرُّباً لله سبحانه.

19. إنَّ رزق الإنسان مقدَّرٌ ومعلومٌ، فقد كُتب الرزقُ على الإنسان وهو في بطن أمِّه ولم يخرج إلى الدنيا بعد، فلا يزيد رزقه عند خروجه إلى الدنيا عن ما كُتب عليه ولا ينقص، والمسلم الحقُّ لا يقلق على زرقه أبداً.

20. لن يموت الإنسان قبل أن يستكمل رزقه الذي كُتب له، فلو استقرَّ هذا المبدأ في نفوس المسلمين لما سرق السارق، ولما خاف الفقير، ولما قلق الغني، فهي أرزاق آتية لا محالة.

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية