بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة لصاحب التموينات

أخي صاحب تموينات /                                                المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                                                           وبعد
فإن بيننا رابطة هي أعظم من رباط النسب والرحم والوطن ، انها رابطة الأخوة الإسلامية والصلاة الإيمانية التي لا تجمع بيننا فحسب بل وتوجب علينا المحبة والتآلف والتناصح والتعاون على كل أمر فيه نصرة لهذا الدين القويم أو إصلاح لمجتمعنا الكريم وبدافع من هذه الأخوة التي قررها الله في قوله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} رأيت أن أكتب إليك هذه السطور متضمنة التنبيه على بعض الأخطاء التي يغفل عنها أو عن آثارها بعض أصحاب البقالات وأنا على يقين من أن هذا التنبيه سيلقى منك قبولاً واهتماماً لما في قلبك من خشية الله ومحبته ، ولحرصك على رضا ربك وطاعة حبيبك صلى الله عليه وسلم ، ولا سيما وأن خطر هذه الأخطاء يكمن في ضررها على دينك الذي تلقى به ربك يوم تبعث إليه للحساب فتفرح بكل حسنة قدمتها ، ولا تملك أمام كل سيئة – وإن صغرت – إلا الحسرة والندامة .
ولا أشك أن الآخرة أعظم في قلبك من الدنيا ، وأن دينك أكبر في نفسك من أن تضحي بجزء منه مقابل دراهم قليلة ، ولكنها الغفلة عن حقارة هذه الدار وعظمة الواحد القهار ، وإلا فأي عاقل يرضى بأن يقتحم من الذنوب ما يعرضه لعذاب النار التي أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم : (( ان أهون عذاباً من يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه )) .
أخي وفقك الله :
إن من أبرز هذه الأخطاء التي يتساهل فيها البعض بيع الصحف والمجلات التي تحارب الفضيلة والأخلاق وتطلب الربح على حساب المتاجرة بغرائز الشباب ونشر الرذيلة في الأمة عبر صور الغلاف والمقالات التي توافقني أن كاتبها وناشرها لم يهتم بسخط الله ولا بالخلق الكريم ، وانك أخي حفظك الله حين تسمح ببيعها تشارك في مسؤولية ترويجها وتحقيق أهداف أصحابها من حيث لا تشعر ، وثق بأن الله سيبارك لك في بضاعتك وبيعك دون الحاجة إلى أن تخلط بكسبك الحلال مالاً حراماً { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }
ومن الأخطاء أيضاً التي شاعت حتى ظن البعض أنها حلال مباح بيع الدخان الذي قد أفتى العلماء الناصحون بتحريمه لأنه من الخبائث التي تضر بصحة المسلم وبالمقابل يجني أعداء الأمة آلاف الملايين من وراء المتاجرة به في بلاد الإسلام وأنت بإذن الله لا ترضى بأن تساهم في ذلك مهما در عليك من ربح : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ } .
أخي المسلم :
أعد قراءة هذه السطور بتأمل وتجرد عن كل شيء سوى مراقبة الله وأعلم أن كل حجة لا تنفعك يوم القيامة لا خير فيها واتقوا الله واعلموا انكم إليه تحشرون .
وفي الختام أودعك وأنا أدعوا الله أن يبارك في رزقك ، وأن يمتعك بالصحة والسعادة ، والله يحفظك ويرعاك .

وكتبه لك أخوك
الشيخ / عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض

الصفحة الرئيسة