اطبع هذه الصفحة


أجمل قصة كتبتها في حياتى

فهد بن محمد الهاجري

 

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة لا تكاد تفقد وهجها في كل مرة يكون فيها الحديث عن مشروع العناية بالمصاحف المستعملة في الدمام وضواحيها حيث الحدود الجغرافية التي يعمل فيها المشروع كان عبدالله يعمل في جزء من المدينة وكنت أنا أعمل هناك في الجزء الآخر .
أمن مدينة الخبر لسنوات عديدة من دون أن يعرف كلاً منا الآخر بدأت أحداث الحكاية عندما اقترح مدير مدرستي أ. عمر الفالح بأن نجعل من هذا العمل العظيم (جمع المصاحف القديمة) عملاً أكثر تنظيماً وإتقاناً فصاغ لي خطاباً موجهاً لمكتب التعليم بالخبر مفاده عن رغبتنا الشديدة بالتعميم على مدارس المنطقة بجمع المصاحف وأن تكون مدرستنا هي المقر الرئيسي، ولا أنسى تلك اللحظة الجميلة التي ناداني فيها من فصلي وأخبرني فيها بهذا الرأي السديد ومن شدة فرحي بهذا الخبر لزمت أنفه مباشرة وسلمت عليه كما هي

العادة عند أهل البادية، أخذت الخطاب وتوجهت مباشرة وهناك كان الخيط الأول للتعرف على أخي عبدالله الغامدي .

فأذكر حينها بأنني لم أدخل مباشرة على المدير فقد إنتظرت لبعض الوقت لاجتماع كان يديره وكنت غاضباً بعض الشي ربما لاعتقادي بأنني أحمل أعظم مشروع في هذا العالم والخطاب الذي أمسكه بين يدي كان بالنسبة لي أعظم خطاب كنت أحمله في حياتي وبينما كنت أنتظر فإذا بأحد المشرفين يلقي التحية ويقول: هل أستطيع أن أخدمك بشئ شكرته وأظهرت له رغبتي بمقابلة المدير شخصياً لأخبره بنفسي عن فحوى الخطاب الذي كلفني به مديري المباشر وقد كنت في غاية السعادة فرد قائلاً: قد يتأخر وبإمكاني إيصال فكرتك إليه إن رغبت في ذلك فأخبرته بالتفاصيل وهنا جاءت اللحظة الحاسمة فالأول مرة
في حياتي أسمع باسم عبدالله الغامدي
عندما أخذ يحدثني عنه المشرف الفاضل وبأن لديه نفس الفكرة التي جئت بها وبأنه قدم خطاباً لإدارة التعليم منذ فترة بهذا الخصوص، وبأن له جهوداً حثيثة في حفظ المصاحف، وفي ختام اللقاء قدم لي توصية
حاول أن تلتقي بالأخ عبدالله لتوحيد الجهود وفي لحظة ما، شعرت بأن خطابي قد ذهب أدراج الرياح ولم أدرك حينها بأن الخطاب قد كتب أصلاً لأتعرف على عبدالله
رجعت إلى مدرستي أخبرت مديري بالقصة فقال: لابأس على الأقل قدمنا محاولة .
إنتهى الفصل الأول من القصة .

بعد ستة أشهر من هذا الحدث العابر لمحت ذلك الرجل الستيني في مسجد حيِّنا وقد أخذ مكانه في أحد زوايا المسجد جالس على كرسيه وأمام طاولته الصغيرة مربعة الشكل المساحة المحببة إلى قلبه كما عبَّر عن ذلك ولاحظت بأن على هذه الطاولة أدوات (مقص وصمغ ولاصق بألوان متعددة وأشياء أخرى )
كما لاحظت أعداداً كبيرة من المصاحف على هذه الطاولة وقد قام بوضعها فوق بعض، كان مشهداً مهيباً، عظيماً، جليلاً، لم أشعر إلا وأنا ألقي عليه التحية وأبتسم في وجهه وأدعو له وسألته بمباشرة وعفوية ماذا تفعل.. ماالعمل الذي تقوم به؟ بادلني الإبتسامة ورد عليَّ التحية وعرفني بنفسه معك أبا أحمد المدني تقاعدت منذ فترة وجيزة من شركة أرامكو السعودية وكان أمامي خياران بعد التقاعد إما الجلوس وهذا معناه التلاشي أو الحركة والعمل وأن يكون لك بصمة في هذه الحياة فكان الخيار الثاني فها أنذا أتجول بين مساجد الحي أقيم في المسجد لعدة أيام
وأحياناً لعدة أسابيع أجمع فيها المصاحف التي تحتاج إلى تعديل وإصلاح وأعيد تجديدها أمام مرأى من الجميع -عملاً تطوعياً - دعوت له وشكرته على هذا العمل العظيم .
حتى هذه اللحظة بدأ كل شئ طبيعياً حتى سألته بأن هناك بعض المصاحف في بعض المساجد غير قابلة للتعديل لشدة التلف فيها ابتسم ابتسامة هادئة وأجاب كلامك صحيح بالنسبة لتلك النوعية من المصاحف أضعها في كراتين وأحملها لصديقي عبدالله الغامدي بالدمام، فاجأني عبدالله الغامدي يعود إلى المشهد من جديد ولكن هذه المرة برغبة شديدة مني أن أتعرف عليه أكثر

من هو عبدالله الغامدي ؟

فأجابني سريعاً وبلا تردد نحن صديقان اجتمعنا على هذا العمل منذ زمن وبادرني بمفاجأة كانت هي من أحلى المفاجآت في حياتي لأنها تحمل تاريخاً لدي مجموعة من المصاحف الممزقة التي سأوصلها لعبدالله فسألني: هل تود مرافقتي ؟ وبلا تردد: وافقت على الفور وقد كان هذا الفصل الثاني من القصة .
في اليوم التالي أتيت بسيارتي وحملنا المصاحف ووجهتنا كانت إلى الدمام وبوصف أدق وجهتنا كانت إلى الذي كنت أسمع عنه طوال هذه المدة، وفي حماس شديد لمقابلته والذي أصبح صديقاً مقرباً بعد ذلك .
اتجهنا إلى الطرف الغربي من مدينة الدمام حيث كان يسكن أبا عمر وقد كان أبا أحمد دليلي
في الطريق وما هي إلا دقائق معدودة وإذا بنا نقف أمام كراج البيت نظر إلي أبا أحمد وقال لي: انزل فسألته هل وصلنا قال: نعم وما قصة هذا الكراج وأين منزل من أتينا من أجله ؟! قال: لاتستعجل وهو يمسك بيده جهاز الجوال ويتصل بعبدالله وماهي إلا لحظات يسيرة وأكرر كانت تاريخية _حرفياً_
إلا وبذلك الرجل الخمسيني يخرج من منزله ألقى التحية على إبي أحمد وعانقه ومازحه ثم اتجه إلي وسلم عليَّ بحرارة وحفاوة وكان أبا أحمد وهو يعرفنا على بعضنا فيسمع كل منا اسم الآخر في تلك اللحظة شعرت بأن أرواحنا تلاقت قبل أجسادنا، العجيب أن لقاء ثلاثياً لم يجمعنا بعد ذلك وكأن الله قد أرسل أبا أحمد ليعرفني بأبي عمر ومن ذلك المكان وأمام ذلك (الكراج) الذي جعله مستودعاً لجمع المصاحف بدأت علاقتي الجميلة بعبدالله وتوحدت الجهود
وقد كان هذا الفصل الثالث من القصة .
أجلس مع مجموعة من ألاصدقاء أهم مايميزهم الفاعلية والإيجابية وحب الإنجاز ، أحدثهم دائماً عن الرائع عبدالله الغامدي والعمل العظيم الذي يقوم به والذي عنوانه الرئيس ( تعظيم ) القرآن الكريم وبأنه يجمع المصاحف بكميات كبيرة من ضواحي المدينة تفوق طاقة الرجل الواحد ويودعها كراج منزله تمهيداً لإرسالها إلى المركز الخيري بالخرج ولا أنسى هنا رفيق دربه الأخ محمد الغامدي الذي شاركه هذا الجهد المبارك والذي تعرفت عليه فيما بعد ليصبح صديقا مقرباً بعد ذلك .
صديقي ماجد أباالخيل رئيس قسم الدعوة بجمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام كان يستمع باهتمام بالغ ويسألني عن التفاصيل وكنت أحاول تقديم الإجابات ولم أكن أعلم حينها بأنه قد كان يخطط لمفاجأة جميلة
بعدها بأيام يتواصل معي ويطلب لقاء عبدالله الغامدي لمزيد من التفاصيل
يغيب الشيخ ماجد أباالخيل لبضعة أسابيع ليرجع لنا بعد ذلك ببشارة من فضيلة الشبخ أ.د. عبدالواحد المزروع عميد كلية الشريعة والقانون بالدمام والقائم على أعمال الجمعية قد وافق مشكوراً _وفقه الله وسدده_ على تبني مشروع العناية بالمصاحف رسمياً، واعتباره أحد مشاريع الجمعية .
وقد كان هذا الفصل الرابع من القصة .
ومن هناك انطلقت المسيرة في العاشر من رمضان من عام ١٤٣٥هـ .
وباقي القصة يمكنكم متابعتها عبر حساباتنا

@Ta3theem

 

تربية الأبناء

  • التربية الإيمانية
  • التربية العبادية
  • التربية الأخلاقية
  • التربية النفسية
  • التربيةالاجتماعية
  • التربية العلمية
  • التربية السلبية
  • فقه الأسرة
  • وسائل التربية
  • زاد المربي
  • كتب وبحوث
  • صـوتـيـات
  • الصفحة الرئيسية