اطبع هذه الصفحة


فوائد الجزء لـ (17) ضمن مشروع #غرد_بفوائد_كتاب #تفسير_السعدي

ذات الخِدْر ‏@aalkhdr


بسم الله الرحمن الرحيم

#غرد_بفوائد_كتاب

من تفسير ش/ عبدالرحمن السعدي - برّد الله مضجعه- الجزء السابع عشر
[ سورتي الأنبياء والحج ]

تحت إشراف ش/ حسان الفاضل

- (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضون ) أي: غفلة عما خلقوا له، وإعراض عما زجروا به. كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا !

- وفي معنى قوله: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } قولان:
أحدهما : أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل .
الثاني: أن المراد بقرب الحساب الموت، وأن من مات، قامت قيامته.

-( وهم في غفلة معرضون )
هذا تعجب من كل غافل معرض، لا يدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء، فهذه حالة الناس كلهم، إلا من أدركته العناية الربانية، فاستعد للموت وما بعده !

- { وَهُوَ السَّمِيعُ } لسائر الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات !

- { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ }
هذه الآية وإن كان سببها خاصا بالسؤال عن حالة الرسل المتقدمين لأهل الذكر وهم أهل العلم، فإنها عامة في كل مسألة من مسائل الدين، أصوله وفروعه، إذا لم يكن عند الإنسان علم منها، أن يسأل من يعلمها !

- ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ )
وفي هذه الآية دليل على أن النساء ليس منهن نبية، لا مريم ولا غيرها،
لقوله { إِلَّا رِجَالًا } !

- { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ }
في تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم، نهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهي له أن يتصدى لذلك !

- { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي: شرفكم وفخركم وارتفاعكم، إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم !

- ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُون ) لا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكر بهذا الكتاب !

- ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَة ) أهلكنا بعذاب مستأصل !

- ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ )
هذا عام في جميع المسائل الدينية، لا يورد مبطل، شبهة، عقلية ولا نقلية، في إحقاق باطل، أو رد حق، إلا وفي أدلة الله، من القواطع العقلية والنقلية، ما يذهب ذلك القول الباطل ويقمعه فإذا هو متبين بطلانه لكل أحد. وهذا يتبين باستقراء المسائل، مسألة مسألة، فإنك تجدها كذلك !

- ( كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ) السماء بالمطر ، والأرض بالنبات !

- ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) من السقوط ، ومحفوظا أيضاً من استراق الشياطين للسمع !

- ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت )
هذا كأس لا بد من شربه وإن طال بالعبد المدى، وعمّر سنين !

- ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ )
هذه الآية، تدل على بطلان قول من يقول ببقاء الخضر، وأنه مخلد في الدنيا، فهو قول، لا دليل عليه، ومناقض للأدلة الشرعية. !

- { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ْ} أي: خلق عجولا، يبادر الأشياء، ويستعجل بوقوعها، فالمؤمنون، يستعجلون عقوبة الله للكافرين، ويتباطئونها !

- { أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ْ}
أي: بموت أهلها وفنائهم، شيئا فشيئا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين !

- { وَهَذَا ْ} أي: القرآن { ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ ْ}
فوصفه بوصفين جليلين، كونه ذكرا يتذكر به جميع المطالب، من معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن صفات الرسل والأولياء وأحوالهم، ومن أحكام الشرع من العبادات والمعاملات وغيرها، ومن أحكام الجزاء والجنة والنار !

وكونه { مباركا ْ} يقتضي كثرة خيراته ونمائها وزيادتها، ولا شيء أعظم بركة من هذا القرآن، فإن كل خير ونعمة، وزيادة دينية أو دنيوية، أو أخروية، فإنها بسببه !

- ( وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ )
سماه ذكرا، لأنه يذكر ما ركزه الله في العقول والفطر، من التصديق بالأخبار الصادقة، والأمر بالحسن عقلا، والنهي عن القبيح عقلا !

- ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُم )
تأمل هذا الاحتراز العجيب، فإن كل ممقوت عند الله، لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم
إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: " إلى عظيم الفرس " ولم يقل " إلى العظيم "

وهنا قال تعالى: { إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ ْ} ولم يقل " كبيرا من أصنامهم "
فهذا ينبغي التنبيه له، والاحتراز من تعظيم ما حقره الله، إلا إذا أضيف إلى من عظمه !

- ( قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم )
هذا استفهام تقرير، أي: فما الذي جرأك،
وما الذي أوجب لك الإقدام على هذا الأمر؟! ْ

- ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُم )
فتعسا لهم تعسا، حيث عبدوا من أقروا أنه يحتاج إلى نصرهم، واتخذوه إلها !

- ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِين)
من بركة الشام، أن كثيرا من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجرا لخليله !

- { وَكُلَا } من داود وسليمان { آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا }
وهذا دليل على أن الحاكم قد يصيب الحق والصواب وقد يخطئ ذلك، وليس بمعلوم إذا أخطأ مع بذل اجتهاده !

- ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ )
أي: علم الله داود عليه السلام، صنعة الدروع، فهو أول من صنعها وعلمها وسرت صناعته إلى من بعده !

- ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ )
يحتمل أن تعليم الله لداود صنعة الدروع أن يكون - كما قاله المفسرون-:
1- إن الله ألان له الحديد، حتى كان يعمله كالعجين والطين،
من دون إذابة له على النار !
2- ويحتمل بما علمه الله من الأسباب المعروفة الآن، لإذابتها، وهذا هو الظاهر !

- ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ )
لا مانع من عروض هذا الظن للكمّل من الخلق على وجه لا يستقر، ولا يستمر عليه !

- ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا )
أي: حفظته من الحرام وقربانه، بل ومن الحلال، فلم تتزوج لاشتغالها بالعبادة، واستغراق وقتها بالخدمة لربها !

- ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم )
والحكمة في دخول الأصنام النار، وهي جماد، لا تعقل، وليس عليها ذنب، بيان كذب من اتخذها آلهة، وليزداد عذابهم !

- دخول آلهة المشركين النار، إنما هو الأصنام، أو من عبد وهو راض بعبادته ، وأما المسيح، وعزير، والملائكة ونحوهم، ممن عبد من الأولياء، فإنهم لا يعذبون فيها !
 



[ سورة الحج ]


- { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } لا يقدر قدره، ولا يبلغ كنهه !

- ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ) .. الآية
ذكر دليلين عقليين :
أحدهما : الإستدلال بابتداء الخلق
الثاني : إحياء الأرض بعد موتها

- { لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا } أي:
لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه !

- ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْي )

{ ثَانِيَ عِطْفِهِ } أي:
لاوي جانبه وعنقه، وهذا كناية عن كبره عن الحق، واحتقاره للخلق !

{ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ } أي:
يفتضح هذا في الدنيا قبل الآخرة، وهذا من آيات الله العجيبة، فإنك لا تجد داعيا من دعاة الكفر والضلال، إلا وله من المقت بين العالمين، واللعنة، والبغض، والذم، ما هو حقيق به، وكل بحسب حاله !

- سميت الجنة جنة، لاشتمالها على المنازل والقصور والأشجار والنوابت التي تجن من فيها، ويستتر بها من كثرتها !

- ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم )
في هذه الآية الكريمة، وجوب احترام الحرم، وشدة تعظيمه، والتحذير من إرادة المعاصي فيه وفعلها !

- ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود )
أي: طهره لهؤلاء الفضلاء، الذين همهم طاعة مولاهم وخدمته، والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق، ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم !

- ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ )
قدّم الطواف على الاعتكاف والصلاة، لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف، لاختصاصه بجنس المساجد !

- ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا )
الحكمة في جعل الله لكل أمة منسكا، لإقامة ذكره، والالتفات لشكره !

- { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
هذا يشمل جميع النفقات الواجبة، كالزكاة، والكفارة، والنفقة على الزوجات والمماليك، والأقارب، والنفقات المستحبة، كالصدقات بجميع وجوهها !
وأتي بـ { من } المفيدة للتبعيض، ليعلم سهولة ما أمر الله به ورغب فيه، وأنه جزء يسير مما رزق الله !

- ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )
كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر !

- { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي:
أبشروا يا معشر المسلمين، فإنكم وإن ضعف عددكم وعددكم،
وقوي عدد عدوكم وعدتهم فإن ركنكم القوي العزيز، ومعتمدكم على من خلقكم وخلق ما تعملون، فاعملوا بالأسباب المأمور بها، ثم اطلبوا منه نصركم، فلا بد أن ينصركم !

- { فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية !

- ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين )َ

هذه بشارة كبرى، لمن هاجر في سبيل الله، فخرج من داره ووطنه وأولاده وماله،
ابتغاء وجه الله، ونصرة لدين الله، فهذا قد وجب أجره على الله،
سواء مات على فراشه، أو قتل مجاهدا في سبيل الله !

- ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا )
يحتمل أن المعنى أن المهاجر في سبيل الله، قد تكفل برزقه في الدنيا، رزقا واسعا حسنا، سواء علم الله منه أنه يموت على فراشه، أو يقتل شهيدا !
فكلهم مضمون له الرزق، فلا يتوهم أنه إذا خرج من دياره وأمواله، سيفتقر ويحتاج، فإن رازقه هو خير الرازقين !

- { إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }
من لطفه أنه يُري عبده، عزته في انتقامه وكمال اقتداره،
ثم يظهر لطفه بعد أن أشرف العبد على الهلاك !

- { إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }
من لطفه أنه يعلم مواقع القطر من الأرض، وبذور الأرض في باطنها، فيسوق ذلك الماء إلى ذلك البذر، الذي خفي على علم الخلائق فينبت منه أنواع النبات !

- { إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
من كمال قوته، أنه أهلك الجبابرة والأمم العاتية، بشيء يسير، وسوط من عذابه !


[ تم بتيسر الله وتوفيقه وإعانته ]
 

تغريدات