اطبع هذه الصفحة


بعض الاختيارات مِن كتاب"فوات الوَفَيات"لابن شاكر الكتبي

ماجد بن محمد العسكر
‏@majed149


بسم الله الرحمن الرحيم


إليكم بعض الاختيارات مِن كتاب ( فوات الوَفَيات ) لابن شاكر الكتبي – رحمه الله .
وهو كتابٌ وضعه صاحبه في التراجم ، وعنايته بالأدب واضحة جلية .
1 – لما ولي القادر بالله العباسي الخلافة جمع مَن كانت مهنتهم التجسس على المسلمين ، وجعلهم على الحدود ليأتوه بخبر الأعداء ! ( 1 / 112 )
2 – كان بهاء الدين بن النحاس الحلبي شيخ العربية بالديار المصرية ، وكان لا يكلم أحداً في حل النحو إلا بلغة العوام ، لا يراعي الإعراب . ( 2 / 289 )
3 – كان أحمد بن المدبر إذا مدحه شاعر ولم يرض شعره ، قال لغلامه : امضِ به إلى المسجد الجامع ، فلا تفارقه حتى يصلي مئة ركعة. فتجافاه الشعراء إلا الفرد المجيد ، فجاءه الجمل الشاعر ، فاستأذنه في النشيد ، فقال له : قد عرفتَ الشرط ؟ قال : نعم . قال : فهات إذاً . فأنشده :


أردنا في أبي حَسَنٍ مَدِيحاً = كما بالمْدحِ يُنتَجَعُ الوُلاةُ
فقُلْنا : أكرمُ الثَّقلَيْن = طُرّاً ومِنْ كَفَّيْه دِجْلَةُ والفُراتُ
وقالوا : يَقْبَلُ المدحات لكنْ =جَوَائزُهُ عليهن الصَّلاةُ
فقلتُ لهم : وما يغني عيالي = صَلاتي إنما الشأنُ الزَّكاةُ
فيأمُرُ لي بكَسْرِ الصَّاد مِنها = فَتُصْبِحُ لي الصَّلاةُ هي الصِّلاتُ
 

فضحك وقال : من أين لك هذا ؟ فقال : من قول أبي تمام :

هُنَّ الحَمام فإن كَسَرت عيافة من حائِهِنّ فإنهن حِمام
 

فاستظرفه ، ووصله . ( 1 / 172 )


4 – من شِعر ابن عز القضاة في ود الصديق ( 1 / 211 ) :

لِمْ أنت في ود الصديق تُفَرط = ترضى بلا سببٍ عليه وتسخط !
يا مَن تَلَوَّن في الوداد أما ترى = ورقَ الغصون إذا تَلَوَّنَ يسقط ؟!


5 – بقي الحافظ النووي – رحمه الله – قريباً مِن شهرين يغتسل كلما قرقر بطنه ! ( 2 / 593 )

6 – مِن شعر أسبهدوست في الحُمّى ( 1 / 196 ) :


وزائرةٍ تزور بِلا رقيبٍ = وتنزل بالفتى من غير حُبّه
وما أحدٌ يُحِب القربَ مِنها = ولا تحلو زيارتُها بقلبِه
تبيت بباطن الأحشاء منه = فيطلب بُعدها مِن عظم كَربه
وتمنعه لذيذ العيش حتّى = تُنغّصه بمطعمه وشربه
أتت لزيارتي مِن غير وعدٍ = وكَم مِن زائرٍ لا مرحباً به


7 – قيل إن عبدالله بن الزبير – رضي الله عنهما – لما مات دفنته أمه في دار أم المؤمنين صفية بنت حيي – رضي الله عنها – ، ثم إنه زِيد في المسجد ، فأصبح مدفوناً قريباً مِن النبي صلى الله عليه وسلم . ( 1 / 533 )

8 – لا تأمن الشاعر الكاذب !
قال عبدالقاهر الجرجاني ( 1 / 700 ) :

لا تأمن النفثة مِن شاعرٍ = ما دام حياً سالماً ناطقاً
فإنَّ مَن يمدحكم كاذباً = يُحسِن أن يهجوكم صادقاً !


9 – شاعر يعشق عمياء

قالوا : تَعشقتَها عمياء ، قلت لهم = ما شانها ذاك في عيني ولا قدحا
بل زاد وجدي فيها أنها أبداً = لا تعرف الشيب في فوديّ إذ وضحا
إن يجرح السيفُ مسلولاً فلا عَجَبٌ = وإنما اعجبُ لسيفٍ مُغمَدٍ جَرَحا
كأنما هي بستانٌ خلوتُ بهِ = ونامَ ناظرُهُ سكرانَ قد طفحا
تَفَتَّحَ الوردُ فيه مِن كمائمِه = والنرجسُ الغضُّ فيهِ بَعدُ ما انفتحا


10 – ثلاثة مكروهون :
مِن شعر النصير الحمامي ( 2 / 560 ) :

إني لأكره في الأنامِ ثلاثةً = ما إنْ لها في عَدِّها مِن زائدِ
قُربُ البخيلِ ، وجاهلاً مُتَعَقِّلاً = لا يستحي ، وتوَدُّدَاً مِن حاسدِ !


11 – لم يصف لأحدٍ يومٌ كامل ( 2 / 638 )
قال يزيد بن عبدالملك في بعض أيام خلواته: الناس يقولون إنه لم يصف لأحد يوم كامل، وأنا أريد أن أكذبهم في ذلك . ثم أقبل على لذاته وأمر أن يُحجب عن سمعه وبصره كل ما يكره، فبينما هو في صفو عيشه إذ تناولت جاريته حبابة حبة رمان فغصت بها فماتت، فاختل عقله، وتركها ثلاثة أيام لم يدفنها ،ثم دفنها ، ثم نبشها من قبرها، وتحدث الناس في خلعه من الخلافة، ولم يعش بعدها إلا خمسة عشر يوما. وفيها يقول :

فإن تَسلُ عنكِ النفسُ أو تَدعِ الهوى = فباليأسِ تسلو عنكِ لا بالتَّجَلدِ
 

أكتفي بهذا القدر ، والكتاب جديرٌ بالمطالعة في أوقات الفراغ .

** النسخة التي بين يدي نسخة جيدة الطباعة ( على غير عادة دار الكتب العلمية ) ، وهي بتحقيق علي معوض ، وعادل عبدالموجود .
 

تغريدات