اطبع هذه الصفحة


"القيْد مِنْ الّصيد" مقتطفات اقتطفتُها لكم من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي

وليد الخليفي
‏@W_MK1


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فهذه مقتطفاتٌ اقتطفتُها مما أودعه ابن الجوزي رحمه الله تعالى من فوائد ودرر، في كتابه النافع: (صيد الخاطر) أسميته بــ:

"القَيْد مِنْ الصّيدِ"

معتمداً في الإحالة لرقم الصفحات على طبعة دار ابن خزيمة، الطبعة الثانية، 1419هـ_1998م، تحقيق: عامر بن علي ياسين وفقه الله.

قال رحمه الله تعالى:

" المواعظ كالسّياط ! " ص37.

"أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين" ص41.

" إنّ تصنف العالِم ولدُه المُخلّد" ص 53 .

"إنّما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها" ص67.

"اسمع مني بلا محاباة: لا تحتجن عليّ بأسماء الرجال، فتقول: قال بِشر، و قال إبراهيم بن أدهم، فإن من احتج بالرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة" ص74.

" المحنةُ العظمى؛ مدائحُ العوام، فكم غرت ! " ص78.

"في الأمثال: (المرء حريص على ما مُنِعَ، و توّاق إلى ما لم ينل) ويقال: (لو أُمِرَ الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه) وقالوا: "ما نهينا عنه إلا لشيء!" . و قد قيل: (أحب شيء إلى الإنسان ما مُنِعَا) ص87.

"فإن التذاذي بالعلم، و إدراك العلوم، أولى من جميع اللذات الحسية !" ص93.

"فربَّ شخصٍ أطلق بصره، فحرمه الله اعتبار بصيرته" ص104

"يُخفي الإنسانُ الطاعةَ فتظهر عليه، و يتحدث الناس بها، و بأكثر منها ، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً و لا يذكرونه إلا بالمحاسن، ليعلم أن هنالك رباً لا يُضيع عملَ عاملٍ، وإن قلوبَ الناس لتعرف حال الشخص و تحب، أو تأباه، و تذمّه، أو تمدحه وَفْقَ ما يتحقق بينه و بين الله تعالى." ص 109.

"وفي قوّةِ قهر الهوى لذةٌ تزيد على كل لذّةٍ" ص115.

" يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، و لا يرى بعين فكره القطع" ص115 وكذلك قوله: "لو رأى اللص قطع يده هان عنده المسروق" ص668. وكذلك قوله:" فإن اللص يرى أخذ المال و ينسى قطع اليد" ص754.

" فإن اعترض جاهلٌ فقال: فقد جاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله، فالجواب أن أبا بكر صاحب معاشٍ وتجارةٍ، فإذا أخرج الكل أمكنه أن يستدين عليه، فيتعيش، فمن كان على هذه الصفة لا أذُمُّ إخراجه لماله، و إنما الذم متطرقٌ إلى من يُخْرِجُ مالًه، و ليس من أرباب المعائش" ص118 .

"واعلم ـ وفقك الله تعالى ـ أن البدن كالمطيّة، ولابد من عَلْفِ المطيّة، والاهتمام به، فإذا أهملت ذلك كان سبباً لوقوفك عن السير" ص119، وكذلك قوله:"وقد كان سفيان الثوري إذا سافر؛ ففي سفرته حَمَلٌ مشويّ وفالوذج، و كان حَسَنَ المَطْعَمِ، و كان يقول:( إن الدابة إذا لم تحسن إليها لم تعمل)" ص241.

" من نزلت به بليةٌ، فأراد تمحيقها، فليتصورها أكثر مما هي تَهُن" ص133.

"لولا كرْبُ الشدة، ما رُجيتْ ساعاتُ الراحة" ص133.

" لم يبقَ لأهل العلم وقعٌ عند الولاة، فمن داخَلَهم؛ دَخَلَ معهم فيما لا يجوز، و لم يقدِرْ على جذبهم مما هم فيه، ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشُّرْطة !" ص153.

" الإنفراد و العزلة، عن الشر لا عن الخير" ص156.

"جحا قالت له أمه: احفظ الباب، فقلعه و مشى به، فأخذ ما في الدار، فلامته أمه. فقال: إنما قلتِ احفظ الباب، و ما قلتِ احفظ الدار" ص214 .

"ربَّ كلمةٍ جرى بها اللسانُ هَلَكَ بها الإنسانُ" ص233.

" كثيرٌ من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبةً، و هي تَقْدحُ في الأصول؛ كاستعارة طلاب العلم جُزءً لا يردّونه !" ص244.

" رأيت من نفسي عجباً: تسأل الله عز وجل حاجاتها، و تنسى جناياتها؟ فقلت : يا نفس السوء أو مثلك ينطق؟ فإن نطق فينبغي أن يكون السؤال العفو فحسب؟"ص245.

" لقيت جماعةً من علماء الحديث، يَحْفَظون و يَعْرِفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبةٍ يُخرجونها مَخْرجَ جرحٍ و تعديلٍ ! " ص259.

وقال عن الصوفية: " ولقد بلغني عن جماعةٍ منهم، أنهم كانوا يوقدون الشمع في وجوه المُرْدان، وينظرون إليهم، فإذا سُئِلوا عن ذلك، سخروا بالسائل، فقالوا:نعتبر بخلق الله !" ص274.

"رأيت كثيراً من الناس يتحرّزون من رشاشِ نجاسةٍ، و لا يتحاشون من غيبة، و يكثرون من الصدقة، و لا يبالون بمعاملات الربا، و يتهجدون بالليل، و يؤخرون الفريضة عن الوقت! " ص290.

" إن رأيت زلةً فامْحُها بتوبةٍ، أو خرقاً فارْقًعهُ باستغفارٍ" ص334.

" فاصبر أيها الخاطئ، حتى يتخلل ماءُ عينيك خِلَالَ ثوبِ القلبِ المُتنجّس" ص338.

" ما رأيت أعظم فتنةً من مقاربة الفتنة، وقلّ أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حامَ حولَ الحِمى يوشك أن يقع فيه" ص350.

"والله لقد رأيتُ من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشّع في نفسه ولباسه، و القلوب تَنْبو عنه، وقَدْرُه في النفوس ليس بذلك! ورأيتُ من يَلبسُ فاخرَ الثيابِ، وليس له كبيرُ نفلٍ ولا تخشّع، و القلوبُ تتهافتُ على محبته، فتدبرت السبب فوجدته السريرة !" ص355.

"أعوذ بالله من صحبة البطّالين، لقد رأيت خلقاً كثيراً يَجْرون معي فيما قد اعتاده الناس، من كثرة الزيارة، و يسمون ذلك التردد خدمةً، ويطلبون الجلوسَ، ويُجرون فيه أحاديث الناس، و ما لا يعني، و ما يتخلله غيبةٌ ... فجعلتُ من المستعد للقائهم؛ قطع الكاغد، وبري الأقلام، وحَزْمُ الدفاتر، فإنّ هذه الأشياء لابد منها، ولا تحتاج إلى فكرٍ وحضورِ قلبٍ، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيعَ شيءٌ من وقتي ! " ص385.

"رأيتُ من الرأي القويم، أنّ نفع التصانيف، أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عُمُري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تُحصى ما خُلِقوا بعدُ" ص386.

"قيل لرجل : لنا حُوَيْجَةٌ، فقال: اطلبوا لها رُجَيْلاً"ص419.

" كلّ من يحفظ جانب المخلوقين، و يضيّع حقّ الخالق، يُقلّب اللهُ قَلْبَ الذي قَصَدَ أن يُرْضِيَهُ فيُسْخِطُهُ عليه" ص424.

"وربَّ مفشٍ سرّه إلى زوجةٍ أو صديقٍ، فيصير بذلك رهيناً عنده، ولا يتجاسر أن يُطلّق الزوجة، ولا أن يهجر الصديق، مخافةَ أن يُظهر سرّه القبيح" ص435.

"هذا العُمُرُ موسمُ، و التِجارات تختلفُ، و العامّةُ تقولُ: (عليكم بما خفَّ حملُه وكَثُرَ ثمنُه) فينبغي للمستيقظ ألّا يَطْلُبَ إلّا الأنفسَ، وأنفسُ الأشياءِ في الدنيا معرفةُ الحقِّ عزّ وجلّ" ص483.

"تفكرت في قول شيبانَ الراعي لسفيان: (يا سفيان عُدَّ مَنْعَ اللهِ إياكَ عطاءً منه لكَ، فإنه لم يمنعك بخلاً، إنما منعك لطفاً، فرأيته كلامَ من قد عَرَفَ الحقائق" ص522.

"فالعجب لمن يترخص في المخالطة، و هو يعلم أن الطبعَ لصٌ يسرق من المخالطة ." ص552. وكذلك قوله:" ما رأيت أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لا يصلح ، فإن الطبع يسرق" ص662.

"وإن وقعت المخالطة للأمراء، فذاك تعرّضٌ لفساد الدين؛ لأنه إن تولّى لهم ولايةً دنيويةً فالظلم من ضروراتها، لغلبة العادة عليهم والإعراض عن الشرع، وإن كانت ولايةً دينيةً كالقضاء، فإنهم يأمرونه بأشياء لا يكاد يمكنه المراجعة فيها، ولو راجَعَ لم يَقبلوا، وأكثرُ القومِ يخافُ على منصبه، فيفعل ما أُمِرَ به و إن لم يَجُزْ ! " ص553.

وقال عن الصوفية: " آه لو كان لهذا الزمان عُمَرُ، لاحتاجَ كلَّ يومٍ إلى مائة دِرَّةٌ " ص555.

"و جمهورُ الناسِ اليومَ معارفٌ، ويندر فيهم صديقٌ في الظاهر، فأما الأخوة والمصافاة فذاك شيءٌ نُسِخَ، فلا يُطمع فيه" ص613 وقال: "والسبب في نسخ حكم الصفا، أنّ السلف كان همتهم الآخرة وحدها، فصفت نياتهم في الأخوة والمخالطة، فكانت ديناً لا دنيا، و الآن فقد استولى حبُّ الدنيا على القلوب، فإنْ رأيت متملقاً في باب الدين فأخْبُره تَقْلِهِ. ( أي اختبر حقيقته تبغضه) ص613.

" قال الفضيل بن عياض: (إذا أردت أن تصادق صديقاً فأغضبه، فإن رأيته كما ينبغي فصادقه) و هذا اليوم مخاطرةٌ، لأنك إذا أغضبت أحداً صار عدواً في الحال" ص613.

"ولا خيرَ -واللهِ- في سَعَةٍ من الدنيا ضيّقت طريقَ الآخرةِ" ص629 .

"هِمَّةُ المؤمنِ متعلقةٌ بالآخرة، فكلٌّ ما في الدنيا يُحرّكُهُ إلى ذكر الآخرة، وكلُّ من شَغَلَهُ شيءٌ فَهِمّتُهُ شغلُه، ألا ترى أنه لو دَخَلَ أربابُ الصنائع إلى دارٍ معمورةٍ، رأيتَ البزّارَ يَنظر إلى الفُرْشِ، ويحرزّ قيمته، والنجارَ إلى السقف، والبنَّاء إلى الحيطان، و الحائك إلى النسيج المخيط، والمؤمن إذا رأى ظلمةً ذَكَرَ ظلمةَ القبرِ، وإن رأى مؤلماً ذَكَرَ العقاب، وإن سَمِعَ صوتاً فظيعاً ذكر نفخةَ الصّور، وإن رأى الناس نياماً ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذةً، ذَكَرَ الجنة، فَهِمّتُهُ متعلقةٌ بما ثَمَّ، وذلك يشغله عن كلِّ ما تمَّ" ص644.


"لا ينبغي للعاقل أن يُظْهِرَ سراً، حتى يَعلم أنه إذا ظَهَرَ لا يتأذى بظهوره" ص709.

هذا ما تيسر جمعه، والله أعلم وصلى الله وسلم، على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

السبت 17/1/1434هــ.


 

تغريدات