اطبع هذه الصفحة


المنتقى من كتاب العبودية
لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-

انتقاء:إبراهيم بن فريهد العنزي


بسم الله الرحمن الرحيم

المنتقى من كتاب العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:

1-
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة. ص19

2-
العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهى تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له. ص24

3-
من خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما قد يحب الرجل ولده وصديقه؛ ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى..وكل ما أحب لغير الله فمحبته فاسدة وما عظِّم بغير أمر الله فتعظيمه باطل. ص25

4-
"يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين: الله، ومن ظن أن المعنى: حسبك الله والمؤمنون معه، فقد غلط غلطا فاحشا.. ص26

5-
المعرفة بالحق إذا كانت مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كان عذابا على صاحبه. ص28

6-
الإله: هو الذي يألهُه القلب بكمال الحب والتعظيم والاجلال والإكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك. ص30

7-
في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " احتج آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فلماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه فهل وجدت ذلك مكتوبا علي قبل أن أخلق؟ قال: نعم " قال: " فحج آدم موسى ". وآدم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا أن المذنب يحتج بالقدر؛ فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لإبليس وقوم نوح وقوم هود وكل كافر، ولا موسى لام آدم أيضا لأجل الذنب؛ فإن آدم قد تاب إلى ربه فاجتباه وهدى ولكن لامه لأجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة؛ ولهذا قال: فلماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فأجابه آدم: إن هذا كان مكتوبا علي قبل أن أخلق. ص35

8-
لا ريب أن المشركين الذين كذبوا الرسول يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة أمر الله. ص46

9-
أصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر الله. ص48

10-
كل ما أمر الله به عباده من الأسباب فهو عبادة، والتوكل مقرون بالعبادة؛ كما في قوله تعالى: "فاعبده وتوكل عليه". ص51

11-
قال الزهري: كان من مضى من سلفنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة. وذلك أن السنة كما قال مالك رحمه الله: مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ص52.

12-
يظن البعض أن المسجد الأقصى هو الصخرة والقبة المحيطة بها، وليس كذلك. ص62

13-
في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وإن منع سخط " فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر ما فيه دعاء وخبرا وهو قوله:" تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".. وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه، ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال. ص64

14-
يروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال: "الطمع فقر واليأس غنى وإن أحدكم إذا يئس من شئ استغنى عنه". وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه؛ فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع فيه ولا يبقى قلبه فقيرا إليه ولا إلى من يفعله، وأما إذا طمع في أمر من الأمور ورجاه فإن قلبه يتعلق به فيصير فقيرا إلى حصوله وإلى من يظن أنه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك. ص65

15-
العبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك فإذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا إليه وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا إليه ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل وإنما أبيحت للضرورة. ص65-66

16-
"فابتغوا عند الله الرزق" ولم يقل: فابتغوا الرزق عند الله؛ لأن تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر، كأنه قال: لا تبتغوا الرزق إلا عند الله. ص 69

17-
الله تعالى ذكر في القرآن: الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل، وقد قيل: إن الهجر الجميل هو هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا معاتبة، والصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق. ص 69

18-
وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل؛ فإن يعقوب قال: "فصبر جميل" وقال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله". ص70

19-
كلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. ص71

20-
وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لأمورهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر. ص72

21-
الحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس الغنى عن كثرة العرَض وإنما الغنى غنى النفس ". ص73

22-
من أعظم أسباب هذا البلاء -[الحب الفاسد]-: إعراض القلب عن الله؛ فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ولا ألذ ولا أطيب، والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه أو خوفا من مكروه. ص74

23-
قال تعالى في حق يوسف: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله؛ ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له بحيث تغلبه نفسه على اتباع هواها، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج. ص75

24-
قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه؛ فإن ذكر الله عبادة لله، وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها، وأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. ص75

25-
هذه الأمور –[المال ونحوه]-نوعان: منها: ما يحتاج العبد إليه كما يحتاج إليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه بل بمنزلة الكنيف الذي يقضى فيه حاجته من غير أن يستعبده فيكون "هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا". ومنها: ما لا يحتاج العبد إليه فهذا لا ينبغي له أن يعلق قلبه به فإذا علق قلبه به صار مستعبدا له وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه.. ص77

26-
جعل الله لأهل محبته علامتين: اتباع الرسول والجهاد في سبيله؛ وذلك لأن الجهاد حقيقته: الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان.. ص79

27-
حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهو موافقته في حب ما يحب وبغض ما يبغض، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان. ومعلوم أن الحب يحرك إرادة القلب فكلما قويت المحبة في القلب، طلب القلب فعل المحبوبات.. ص80

28-
القلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة "إياك نعبد وإياك نستعين". ص82-83

29-
ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن " الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". كما أن النار لا يخلد فيها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فجعل الكبر مقابلا للإيمان؛ فإن الكبر ينافي حقيقة العبودية. ص84

30-
قال صلى الله عليه وسلم: "يقول الله: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته" فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة، ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار، ولهذا كان شعار الصلاة والأذان والأعياد هو التكبير وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة.. ص85

31-
الإنسان له إرادة دائما، وكل إرادة فلا بد لها من مراد تنتهي إليه فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وإرادته، فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته بل استكبر عن ذلك فلا بد أن له مراد محبوب يستعبده غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب..ص86

32-
الشرك غالب على النصارى والكبر غالب على اليهود. ص88

33-
الخلة: هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله، ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه.ص94

34-
لفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب. ص94

35-
قول بعض الناس: إن محمدا حبيب الله وإبراهيم خليل الله، وظنه أن المحبة فوق الخلة قول ضعيف؛ فإن محمدا أيضا خليل الله؛ كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة. ص96

36-
قال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. ص100

37-
من ظن أن الذنوب لا تضره لكون الله يحبه مع إصراره عليها، كان بمنزلة من زعم أن تناول السم لا يضره مع مداومته عليه وعدم تداويه منه لصحة مزاجه، ولو تدبر الأحمق ما قص الله في كتابه من قصص أنبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار وما أصيبوا به من أنواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير بحسب أحوالهم، علم بعض ضرر الذنوب بأصحابها ولو كان أرفع الناس مقاما.. ص101

38-
بقدر تكميل العبودية تكمل محبة العبد لربه وتكمل محبة الرب لعبده وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا. ص107

39-
كثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له وإخلاص دينها له؛ كما قال شداد بن أوس: يا نعايا العرب! يا نعايا العرب! إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية، وقيل لأبي داود السجستاني: وما الشهوة الخفية؟ قال: حب الرئاسة. ص109- 110

40-
وإذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء ويخاف من حصول ضد ذلك، بخلاف القلب الذي لم يخلص لله، فإن فيه طلبا وإرادة وحبا مطلقا، فيهوى ما يسنح له ويتشبث بما يهواه، كالغصن أي نسيم مر به عطفه وأماله، فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة، فيبقى أسيرا عبدا لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما. ص111

41-
قول القارئ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، تقديره: قراءتي بسم الله، أو اقرأ باسم الله. ومن الناس من يضمر في مثل هذا: ابتدائي بسم الله، أو ابتدأت بسم الله، والأول أحسن؛ لأن الفعل كله مفعول باسم الله، ليس مجرد ابتدائه. ص132

42-
لا يعرف في صريح اللغة من لفظ (الكلمة) إلا الجملة التامة. ص135

43-
جماع الدين أصلان: ألا نعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بالبدع. ص 137.

والحمد لله أولا وآخراً.

 

تغريدات