اطبع هذه الصفحة


تغريدات يوسف النفجان عن #الحوت_الازرق

Yousef AlNafjan
@Nafjan


بسم الله الرحمن الرحيم
 

في لغط كبير حاصل بسبب تقارير إخبارية عن حصول حالات انتحار بسبب لعبة اسمها "الحوت الأزرق". للأسف أغلب الجهات الناقلة للتقارير هذي تبالغ وتشرحها بشكل خاطئ وغير مسؤول قد تتسبب بانتشار الهلع بين الناس.

بحاول أشرح الحوت الأزرق بشكل أوضح عشان الناس تفهمها وتعرف تتجنب أخطارها.


الحوت الأزرق ليست لعبة جوال أو بلايستيشن، بل هي عبارة عن مجموعات (قروبات) على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. بدأت فكرة القروبات هذي في روسيا عن طريق منصة VK الشبيهة بفيسبوك. فكرتها هي أن مدير القروب (وهو شخص حقيقي) يقوم بإرسال تحديات يومية للأعضاء لمدة 50 يوم.

التحديات تبدأ سهلة نسبيا، مثل أن الأعضاء يصحون الساعة 4 صباحا ويتفرجون على فيلم رعب، وترتفع درجة صعوبتها وخطورتها نسبيا حتى تتحول لإيذاء النفس، ويفترض أنها تنتهي في اليوم الخمسين بالانتحار. يبدو أن مدراء القروبات يضعون الأعضاء تحت ضغط نفسي عشان يجبرونهم على الاستمرار في التحديات.

اللعبة سببت هلع في روسيا وكان في مبالغات عجيبة بخصوص عدد ضحاياها بدون أي دليل. في تقارير إعلامية كثيرة عن اللعبة ترسمها كأنها تنوم لاعبيها مغناطيسيا أو أنها تدفع كل شخص يلعبها للانتحار (غير صحيح أبدا). اللعبة أيضا انتشرت حول العالم عبر منصات مختلفة، ومن ضمنها الدول العربية.

الخطر الحقيقي للعبة الحوت الأزرق هو أنها تعطي ضعاف النفوس، تحديدا اللي عندهم نزعات إجرامية وسادية، طريقة لاستدراج ضحايا للتحكم فيهم. وللأسف أكثر فئة تنجذب لهذا النوع من القروبات هم الأطفال والمراهقين، خصوصا أنهم يحبون تجربة الجديد وأحيانا يستخدمون شبكات التواصل بسذاجة.

ومن الأطفال اللي راح يجربون اللعبة ويدخلون قروباتها، قد يكون في نسبة منهم يعانون من العزلة والاكتئاب ومشاكل نفسية أخرى قد تعرضهم للتلاعب والضغط النفسي والتنمر الإلكتروني أكثر من غيرهم. مدراء هذي القروبات يستغلون هذي الناحية للضغط عليهم والحث على الاستمرار في التحديات.

مع أن في مبالغات كبيرة جدا في عدد الأطفال اللي وصل الأمر بهم إلى محاولة الانتحار فعليا بسبب الحوت الأزرق، لكن يبدو أن هناك ضحايا فعلية لهذي "اللعبة". لكن الهلع اللي وسائل الإعلام تحاول تنشره بخصوص الحوت الأزرق يظل خطأ، لأنه يركز على النواحي الغير مهمة للموضوع وينقل صورة خاطئة.

المشكلة مش في تجنب لعبة الحوت الأزرق تحديدا والتنبيش عنها لوحدها. ممكن تظهر في المستقبل ظاهرة جديدة أو لعبة باسم مختلف وبطريقة أخرى تؤدي لنفس النتيجة. التركيز على الحوت الأزرق وغيرها ما راح يحل المشاكل الفعلية اللي وراها. في وراها مشكلة أكبر.

المشكلة الحقيقية تكمن في طريقة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل قد يعرضهم للتنمر الإلكتروني أو للتعرف على أصدقاء السوء، اللي ممكن يقودونهم لتصرفات خاطئة أو خطرة. أيضا تكشف اللعبة عن أثر مرض الاكتئاب والمشاكل النفسية اللي تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للتأثر بهذه الأمور.

الحل ليس في الهلع من كل مجهول والخوف الغير مبرر من كل ظاهرة اجتماعية جديدة. الحل الصحيح هو مراقبة استخدام الأطفال والمراهقين لشبكات التواصل الاجتماعي ومعرفة أصدقائهم والانتباه لمؤشرات تدهور الصحة النفسية لديهم واستشارة المختصين بهذه الأمور قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه.



https://twitter.com/Nafjan/status/1013422079373463552

 



فيديو محمد البسيمي عن الحوت الأزرق
https://www.youtube.com/watch?v=avcuS
 

هل الحوت الأزرق لعبة ؟ ام شخص ؟ ام مشكلة في كل مجمع احد وسائلها التقنية؟ - فيصل السيف
https://twitter.com/falsaif/status/1014463389307949057 


 

تغريدات