اطبع هذه الصفحة


تزين الهاشتاق بالرد على بدعة الإغلاق

محمد صالح المنجد
@almonajjid


بالله عليكم هذا الذي وصفوه بأنه باحث شرعي وقال إن إغلاق المحلات للصلاة بدعة ، ماذا سيكون عنده الصحابة في الأحاديث الآتية ، وهل هم مبتدعة ؟

عن ابن عمر أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة, فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال ابن عمر: فيهم نزلت {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله

عن ابن مسعود أنه رأى قوماً من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة,فقال عبد الله بن مسعود: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}

عمرو بن دينار : كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد فمررنا بسوق المدينة وقد قاموا إلى الصلاة وخمروا متاعهم, فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد, فتلا سالم هذه الاَية {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} ثم قال, هم هؤلاء

هذا وضع سوق المدينة النبوية وكله كان يُغلق للصلاة بنصوص هذه الأحاديث والآثار وغيرها ، كان هناك التزام جماعي

فماذا يريد أعداء الصلاة اليوم : أن يبقى الباعة من المغرب إلى العشاء مثلا يبيعون بلا صلاة ، والمحل الذي فيه بائع واحد ، ماذا سيفعل ؟

ثم يحتجون بالمطاعم ، ومعلوم من الواقع الآن أن المطاعم تغلق أبوابها الأمامية ولاتستقبل زبائن جددا ولكنها لاتطرد الموجودين ولم يقل أحد بطردهم

وإذا حضر العشاء والعشاء فابدؤوا بالعَشاء ، وأقسام الطوارئ في المستشفيات لاتُغلق للصلاة ، و .. و .. فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا !

الالتزام الجماعي لا يحتاج إلى هيئة : الناس كلهم هيئة ، متى تنشأ الحاجة الى الهيئة ؟ لمّا يحصل الخلل

وحديثه صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لقد هممت إن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"

قال الحافظ في الفتح : فيه الرخصة للإمام أو نائبه في ترك الجماعة لأجل إخراج من يستخفي في بيته ويتركها

والسؤال - الآن - أيهما أقوى حُرمة : البيت المغلق أم الدكان الظاهر المفتوح على الشارع ؟

وبالتالي أيهما أَوْلى بالإخراج الشخص الذي في بيته أم الشخص الذي في الدكان ؟

‎فإغلاق الدكان فيه حماية للمال ، فإذا كان يُغلقه لينصرف للنوم في بيته فأًوْلى أن يُغلقه ليذهب لبيت الله .

وتجارة تخشون كسادها أحبّ إليكم من الله ‏ إغلاق المحلات وقت الصلاة دليل على عظم الصلاة عند المسلمين حيث تركوا محابّهم من أجل الله عزوجل

عن الحسن: والله لقد كانوا يتبايعون في الأسواق فإذا حضر حق من حقوق الله بدأوا بحق الله حتى يقضوه ثم عادوا إلى تجارتهم.

وكثير من المحلات ضيقة تصعب الصلاة فيها على العامل ، ثم لو صلى فيها ودخل عليه زبون ماذا يفعل ؟ سيضطر لإغلاقه عليه ليصلي ، إذن فليغلقها للمسجد

ومعلوم أن البيع والشراء مُلْهٍ ومُشْغل ، فإذا لم يقطعه للصلاة، ربما توالى عليه الزبائن فلم يجد وقتا ليصلي ، كما نجد في بعض المحلات المزدحمة

ثم هذه الآية العظيمة تبيّن بجلاء ترك البيع لأجل المسجد ( في بيوت أذن الله أن ترفع .. يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع)

ولمساجد الأسواق في بعض كتب الفقه أحكام خاصة كمسألة تعدد الجماعات وتواليها في المسجد الواحد

ومن الملاطفات أن بعض أئمة السلف كان يقول للجماعة في المسجد بعد الصلاة : " نجّحوا أصحاب الحوانيت " يعني أعطوهم المجال للمرور والإنصراف لشغلهم

الممارسة الخاطئة لا تُلغي المبدأ الصحيح
 

تـغـريـدات