اطبع هذه الصفحة


أسرى غونتانامو !

بقلم الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي


أَسْرى ! أَشَدُّ من الجِبالِ قُلوبُهُـمْ   ---   ويَقيِنُـهُـمْ بـالله لـمْ يَتَـزلـزلِ
وعزيمـةٌ أقْسى مِنَ القيد الحَدِيـ   ---   ـدِ يَعُّـض مِنْ أيْدٍ تُشَدُّ وأرْجُـلِ
وبِعـزَّة الإيمـان والتوحيـد والـ   ---   أمَـلِ الأغـرِّ المُشْـرِقِ المُتَهَلِّـلِ
هدفٌ لهُمْ أُسْمى وأَكْبَرُ مِنْ هَـوى   ---   دُنْيـا ولَهْـوٍ عَارضٍ مُتَـزَيِّـل
ومَضَوا إِلَيْهِ عَلى الصِّراطِ المسَتَقيـ   ---   ـمِ ! عَلى يَقِينٍ صَادِقٍ مُسْتَبسِـلِ
****
حَمَلَتْهـمُ في الجـوّ طائـرةٌ لأَبْـ   ---   ـعَدِ رُقْعَةٍ ! لِظَلامِ سِجْنٍ مُـؤْزِلِ(1)
مـا بَيْنَ أَغـلالٍ وبَيْنَ سَـلاسِـلٍ   ---   شَـدَّتْهُـمُ لمقـاعِـدٍ ولأَرْحُـلِ (2)
شَدَّتْ على عُنُقٍ أَعزَّ ! على يَـدٍ !   ---   وبقيَّـةِ الأَطْـرافِ بَيْنَ الأَحْبُـلِ(3)
عَصَبُوا عُيونَهِمُ ! وصَبّوا في العُرو   ---   قِ مُخَدِّزاً ! حَذَرَ الجَبانِ المُذْهَـلِ
نَصَبُوا الحِرَاسَة حَوْلَهُمْ ! فَمُد جّجا   ---   نِ لِكُلِّ مَشْـدودِ الوَثَـاقِ مُكَـبَّـلِ
فَزَعٌ يُمَزِّقُ مِنْ قلوبِ المجرِمِـيـ   ---   ـنَ الظالمـين المعْتَدِينَ الجُهَّـلِ
فكأنّمـا تِلكَ القلـوبُ قُلـوبُ طَيْـ   ---   ـرٍ مُفْزَعٍ واهي الجنـاحِ مُهَلهَـلِ
لا يَسْتَطيعونَ اللِّقاءَ لـدَى النِّـزا   ---   لِ ولا مواجَهَـةَ الكمـيِّ الأبْسَـلِ
فَرُّوا إِلى جَوِّ السماء ! تَحَصَّنُـوا   ---   بالطائراتِ ! بِكُلِّ هَـوْلٍ مُـرْسَـلِ
بالقاذِفـاتِ تَصُـبُّ مِنْ أَهْوالِهَـا   ---   وبِكُـلِّ بُـرْجٍ زاحِـفٍ متنَقـلِ (4)
فَـرُّوا ! ويدْفَعُهُم بِذلِـكَ رُعْبُهُـمْ   ---   فَزَعاً بِحِقْدٍ في النُّفـوسِ مُؤصَّـلِ
***** 
واهـاً ! يُسَاقُ المؤمِنون وقيدُهُـم   ---   يطغَـى على أَيـدٍ تُشَـدُّ وأرجُـلِ
كـمْ سبَّحتْ تِلْكَ الأيادي أو دَعَـتْ   ---   لله خاشِعَـةً بطـرفٍ مُسْـبِـلِ(5)
ولكَـمْ سَعَـتْ أَقْدامُهُـمْ لله فـي   ---   خَيْـرٍ يَعُـمُّ وفي جَهـادٍ أطْـولِ
حَمَلوا الأسَارَى والقُيـودُ عَلَيْهـمُ   ---   فَزَعـاً إلى نائـي الدّيـارِ مُغَـوِّلِ
حَمَلوهُمُ " لِغُوَنْتَنامـو " سِجْنِ قـا   ---   عِـدةِ الطغاةِ المجرمـين السُّفّـلِ
حَذَرَ الشّقيِّ المجْرمِ المذْعُورِ مِـنْ   ---   فِئَـةٍ أشَـدَّ على العَـدُوِّ وأَعْجَـلِ
ومَضَى الأسَارى والقلوبُ يَقينُهـا   ---   بالله أثْبَـتُ مِنْ رَوَاسِـي الأجْبُـلِ
وَهَبَ السكينةَ للنُّفـوسِ فأشْرَقَـتْ   ---   بُشْـرى وآيَـةُ مَوْعِـدٍ لم يَخْـذُلِ
وُهُدىً يَموجُ على جوانِبهِمْ رضى   ---   نـوراً يَشُقُّ مِنْ الظـلام الألْيَـلِ
ونـدىً يرِفُّ ونَسْمَةٌ تْحِنِـو فَيـا   ---   لِحُنُـوِّ بَـرْدٍ في الهَجِيـرِ مُظَلِّـلِ
ومَضَوا ! وعِزَّةُ دينهِمْ تَسْمُو بِهـمْ   ---   أَمْنـاً على صَبْـرٍ أَعـزَّ وأجْمَـلِ
عَبَقِ الجِنانِ وفَرْحَـةِ اللّقيـا بِـدا   ---   ر الخُلْـدِ والنُّعمى وطِيبِ المنْـزِلِ
عَمَرَتْ قُلُوبَهُـمُ على شَوْقٍ يَمُـو   ---   جُ ولهْفَـةٍ لعـلاً أجَـلَّ وأكْمَـلِ
هذي البُطولة ! ما أَجَـلَّ جمالَهـا   ---   شَوقٌ يُلحُّ وعَزْمَةُ الصَبْرِ الجَلـي
****


الموقع على الإنترنت : www.alnahwi.com
البريد الإلكتروني : info@alnahwi.com
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)مُؤْزِل : ضيّق ويجلب الضيق . (2) أَرحُل : جمع رحْل . (3) أخْبُل : جمع حبل . (4) بُرْجٍ زاحِفٍ : الدبَّابةَ . (5) طرف مُسْبل : مرسل للدّموع .
 

واحة الأدب

  • هذه أمتي
  • قصائد وعظية
  • منوعـات
  • أدبيات
  • قصائد نسائية
  • مسرى النبي
  • حسين العفنان
  • عبدالرحمن الأهدل
  • صالح العمري
  • عبدالرحمن العشماوي
  • عبدالناصر رسلان
  • عبدالمعطي الدالاتي
  • موسى الزهراني
  • د.عبدالله الأهدل
  • د.أسامة الأحمد
  • الصفحة الرئيسية