اطبع هذه الصفحة


ميلاد

عطاء

 
أفكارٌ ثائرة تصدر طنيناً في رأسه.تعبثُ براحته...
تعلو أزيزاً وتنخفض طنيناً .. حتى ... بات لا يستطيع لرأسه حملاً...
كم كان يتمنى أن يوقف تلك العجلة الماضية بحزم لتطحنه طحناً وتسحقه سحقاً ..ليكون لاشيء..!!!
لكن قلباً في داخله كان ينبض من بين تلك الأكوام ,يتعلق ببقيةٍ من أمل .. و يُطلّ برأسه ينازع بقية من روح أن ترحل وتتركه..فهو يعشق الحياة..
الحياة..!!! كلمة كان يحب أن يعيشها بعمقها الحقيقي الذي تعنيه..
ولذلك كانت روحه تطمح لحياة سرمدية أبدية لايعكر صفوها شيء ولا يقلق راحتها أمر..
أتراه يجدها..!!؟؟
كان هذا السؤال يمرّ كالطيف يزوره وهو لاهٍ في دنياه اللاهية بصخب.
فينسل من فرحه المصطنع -والذي عبثاً كان يحاول أن يصنعه ويرسمه
لمن حوله في ابتسامة ربيعية لاتعرف من الحياة إلا معنىً واحد هو الأنس واللهو..أو ضحكة يهتزّ لها المكان حين تجلجل..لتصنع قناعاً مزيفاً  للسعادة الوهمية التي ينجح كثير من البشر في صنعها وخداع الناس بها..ليصطدم بغمامة تمر مسرعة تدفعها رياح الوحشة لتكدر صحو يومه وتعكر صفو ماءه..
ليت دموعه كانت تغسل ذلك الشعور الذي يشعره بغربة نفسه عن نفسه ولكنها كانت تتأبى عليه لتعلن عليه حرباً ضروسا لتدمّر بقايا أمنٍ في بقايا نفس...!!!
خيّل إليه أنه نفوسٌ تتصارع في نفس..!!!
كان لايملك إلا أن يفرّمن ذلك الصوت الخفي الذي داوم طرقاً على فطرته السوية والتي تبحث عن حياة حقيقة عارية من الألوان البراقة..والزائفة.
كم كان يتمنى أن يجيب ذلك النداء القابع في زوايا نفس لم تحسن فك رموز لغة كانت تداوم طرقاً على شعوره..
وكم كان يشعر باختناق ورغبة في البكاء..!!
بل ربما مرت به أيام كان يحادث نفسه بعد لهوه..وعبثه..
هل هذا أنا؟؟؟!!!!!
وكحلقة أخذت في اقتراب على عنقه وهو يراها تهمّ بإزهاق الحياة التي كان يحبها ويعشقها..أخذت تقترب وتقترب حتى أطبقت على عنقه لتجهز عليه...ثارت أنفاسه..وأطبق على صدره..ودمعت عيناه وهو يرى أنه سيودعها..نعم سيودع الحياة..لكن إلى حياة أخرى..!!!!
أتراه كان يحلم بتلك الحياة التي سيرحل إليها...!!!؟
وكأنما أبصر لأول مرة...وكأنما اخترق ببصره أنواراً كاشفة..

وفي لحظة من الزمان غير منسية..مرّ ذلك الطيف الآمل كبرق لامع ليوقظ الأمل في نفسٍ يائسة ...فكان ميلاد روحه التي تحررت من آصارها وأغلالها..وأخذت ...ترفرف .... وترفرف ....وترفرف إلى علو ٍلتكون بامتداد الأفق سعةً..
خيل إليه أن قلبه كاد ينخلع وجداً ....وشوقاً إلى تلك الحياة الحقيقية...
هبت نسائم السحر الباردة العذبة لتحمل ذلك القلب على كفيها بعيداً ليحلق علواً..ويتعلم لغة
جديدة ...لم يكن يحسنها من قبل..إنها لغة مناجاة..
استجمع بقية من قوة..وخرج صوت الوليد عذباً شجياً ليخترق الغمام
يارب...!!!
يارب!!!
يارب..!!
قالها بعمق آلامه وجراحاته ...
.فاستنارت منه الروح
وانقشعت عن سمائه سحب الغفلة...
لتودع الموت
و تؤذن بميلاد ....حياة..
 

أدبـيـات
  • هذه أمتي
  • قصائد وعظية
  • منوعـات
  • أدبيات
  • قصائد نسائية
  • مسرى النبي
  • حسين العفنان
  • عبدالرحمن الأهدل
  • صالح العمري
  • عبدالرحمن العشماوي
  • عبدالناصر رسلان
  • عبدالمعطي الدالاتي
  • موسى الزهراني
  • د.عبدالله الأهدل
  • د.أسامة الأحمد
  • الصفحة الرئيسية