اطبع هذه الصفحة


ناكر الجميل

عبد القادر اللبّان

 
أتيتُ بنبةٍ وزرعتها في أعلى جبل --- فأثمرت وفكان مذاقها مرّ كحنظل
فيا ليتني لم أشق وأزرع --- وليتني لعمل الزراعة كنت أجهل

فمن يزرع المعروف في أرض بورٍ --- مهما تكلف من تعب يضمر وينكد
فما لقيت مـن للمعروف أهلاً --- ولم أجد لجني حصاده محراثاً ومنجل

فكنت كواقد شمعٍ في قاعات عُميٍ --- أو كزارع وردٍ في أعماق جدول
فلن أرى لِحُسْن صَنيعي جميلَ ردٍّ --- ولا من على التعبير للعرفان يعمل

فكأنّي عن النُبلِ في واد ٍ سَحِيقٍ --- أو مِنَ السلاح في الهيجاء أَعزل
أكان ما صنعت من معروف جهلاً؟ --- أم لو تغاضيتُ عنه كان أعقـل

فاتقِ مِمَّـن أحسنت إليه شـرّاً --- وابتعد ولا تكن منه على وجَل
فالقِدرُ ينضح بما يَحويه عادةً --- ومن نفس ما يَحْـوِيه يُؤكَـل

خُلقتُ من الحديدِ أشـدُّ بَطْشاً --- ولكنّي مـن المكارم كنت أنهـل
فلو خُيرّت بعيشي مع خَسِيسٍ --- لكـانَ عليَّ وقع السيفِ أسهـل

فيا من أتيت في طلب المكارم جَاهِداً --- وعـن أهل المروءة , عَنِّي فاسأل
ترى نَبْعاً مـن الوفاء يفيض مني --- سلسبيلاً, ومن لم يعرفني يجهل

فـإنْ كنت فـي مُقارنةٍ فَإنِّـي --- بَحـْرٌ للمكـارم وغيـري جَـدْوَل
فَكُنْتُ في العطايا والهدايا حاتـمٌ --- وفي الوفاء والمروءةِ كنت السَمَوْأل

فَالحَسَدُ دَاءٌ , أَنـت مُعتّل بِـهِ --- أَوْ حُسَامٌ فِيهِ حَتْمـاً سوف تُقْتَـل
فَلا تُلْصِقُ لِنَفْسِـكِ أَيَ فَخْـرٍ --- فأنـت من الكـلاب واللـه أبخل

سألت اللـهَ.. أن أبقى بعيـداً --- عـنكَ وعن أمثالك, أَجْدَى وأَمْثَـل
وأن أقضي غريباً طـول عمري --- عزيزاً وافـراً لكرامتي محترم مُبَجَّل

***** 15-11- 1993 عبد القادر اللبانَّ

 

عبدالقادر اللبّان
  • إسلاميّات
  • حكمة
  • وجدانيّات
  • وطنيّات
  • مقالات
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية