صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حَبّةُ رُزّ ( قصص قصيرة جدا )

حسين بن رشود العفنان
@huseenafnan

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

(1)
قِصّةٌ باردة
***
سمع هذه القصة الباردة من أمِّه عشرات المرات..
ترويها وقد بُسط أمام عينيها الذابلتين أمسُّها النابت المزهر..!
لكنّه يُكفِّنُ شعوره ويغرق معها في سرورها ، وكأنّه لم يسمعها في حياته!



(2)
حَبَّةُ رُزّ
***
ضَرَبَ السيل بيتهم المتهالك ، قضى على والديه في لحظتهما ، وحَمَله ـ وهو في مهده طفلا ـ بهديره وقوته وغمسه في قلب الوادي ، فَوُجِد بعد ساعات حيّا ناجيا عالقا في جذع طلحة ، وبعد خمسين عاما مات بحبة رز !

(3)
كُسُوف
***
كان طالبا نَابِها ، قويّ الحواس ، ، يملك ذكاء حركيّا أَتَبَيّنُهُ في حصة الرسم والرياضة ، رفيعا في ملبسه وكلامه ، وحين يغيب عن الصّف تغيب ابتسامتي وحماستي ، وفي يوم أصبح سارح النظرات ، منطفئ الوجه ، منتن البدن ، يأكل حروفا كثيرة ، ويتعثر بيسير الكلام...
لقد تَدَابَرَ والداه وافترقا !


(4)
جهلٌ خَانِق
***
وجد شهادته العالية ظلّا زائلا ، وجهلا خانقا ، بعد أن أجهد ماله واحتياله في طلبها ، لذا عاد يفاخر في عمله وفي مجالسه بشهادته الثانوية !

(5)
في فِقرةٍ واحدة
***
أمسك بمخطط عمَّته ، ليرفع قواعد بيتها ، بيتها الذي كان مُنيتها منذ شبابها ، احتال في العمال ، احتال في الحديد ، احتال في الأثاث ، فخَزَنَ مبلغا كبيرا من ورائها ، لقد وضع السعادة في كمِّه!
لكنه في وقت قصير أنفق أضعافه في علاج فِقرة واحدة من فِقار ظهره!

(6)
أبو شرّين
***
ضَرَبَ باب مكتبي ، والبِشْر يعلو وجهه ، رفعتُ بصري في عينه الحيّة المُشْرقة دون أن تنقلب ملامحي ، فهو أبو العجائب والغرائب :
(سالم...سالم...هل تعلم بأنّ المدير هَمَس لمساعده في أمري وقال: لا تحتسب تأخّره ولا حتى غيابه ولا تُثِرْ غضبه ، فهذا أبو شرّين ربما ينفيك من الدنيا ! )

(7)
لَحْظَةُ صِدق
***
قال ( نُعيم ) وهو يدير حديثا في ضميره :
أنا كاره لك ، وإن قبحك لا يذكرني إلا بالشيطان ، وإن لك لسوءا في خلقك وثقلا في روحك ، وكم تمنيت أن أكون شمسا فوق رأسك لأصفعك كل صباح وأنت تركض باحثا عن لقمة تسدّ بها فقرك وعجزك ، صحيح أنني سلبت طفولتك وأجمل أيامها ، وتسببت بوسواسك القاهر ، وكنت أنسج الأراجيز اللطيفة لأضحك الغرباء على خطواتك المترددة وجلدك المُتمشّق ورائحتك التي تصرع الميت.
وكم وجدت بسالتي وقوة نفسي في ضربك أمامهم وإسالة دموعك البغيضة التي دائما ما تختم ليلنا البهيج بشؤم وتطفئ أنواره !
ثم غار قلبه من الخوف : أ...أ..أرجوك لا تتركني نهبا للوحدة والهجران والفراغ ، أنا أحبك ، فأنت مني وأنا منك !

(8)
عَافِية
***
تعجب ! فقد خرج من مجلس أصاحيبه لأول مرة ، منشرح الصدر ، رحيب القلب ، ففطن بأنهم تشاغلوا عن التصوير والغيبة!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية