اطبع هذه الصفحة


غَارَةٌ على بَغْدَاد

د.محمد إياد العكاري

 

ما بالُ دجلةَ في العراق يخضَّبُ؟!
والمَوتُ يحصدُ في السَّواد سَواده
واللَّيلُ أضحَى بالقَذائفِ شُعلةً.
وعَلَتْ بلادُ الرَّافدين كَآبةٌ..
وعيونُه تبكي الحضَارة دُمِّرَت..
والقَصفُ مُستعرٌ بها وبأَهْلها..
وبكلِّ أسلحَةِ الدَّمارِ تَفَنُّناً..
والغَربُ يُرغي بالتَّقدُمِ خدعةً..
والشَّرُّ يَزحفُ للمَعَالمِ كلِّها..
والظُلمُ يَنشُرُ في البِلادِ رمَادَهُ..
فإذا الفَنَاءُ مع القذائِفِ منَّةٌ!!
والاعتداءُ على الشُّعوبِ مُبَرَّرٌ!!
أي الخُطوبِ دَهى ؟ وأيَّةُ غارةٍ؟؟
والمسلمُونَ من المُصيبةِ زُلزِلوا!!
والكلُّ يركنُ للسَّلامِ وأمنهِِِِ..
عصرُ الغُثَاءِ فلا قرارَ ولا حجى..
والرَّأيُ همِّشَ في الخطوب مذيَّلاً
قَرنٌ يَفوحُ الغَدرُ من أقطَابِهِ..
والمجلِسُ الدُّوليُّ صَاغَ قَرَارَهُ..
والأمنُ للقطبِ الأصَمِّ وحِلفِهِ!!
والسِّلمُ هُدِّدَ والسَّلامُ بنكبةٍ
أترى التَقدُّمَ بالمجازِرِ والفنا؟!
أترى التحرُّرَ للشُّعوبِ بذبحها؟!
دارُ الخلافَةِ والرَشيدِ تضرَّجَتْ
بغدادُ يا صرحَ الشُّموخِ مُعَلَّقاً
بغدادُ صوتُكِ في الزَّمانِ مُجلجِلٌ
بغدادُ يا مدنَ المدائِنِ زَهوَةً
كيفَ الغُزاةُ تَكالَبوا وتَجَاسَروا!؟
غَابَتْ شَريعَتُنا وشُتِّتَ شَمْلُنا
والحَالُ من دُنيا المَبادئ ذِلَّةٌ..
درسٌ تخضَّبَ بالدِّمَاءِ لأُمَّتي
عَصْرُ السُّباتِ مَضَى ودبَّتْ صَحوةٌ
ورأتْ شُمُوسَ المَكرمَاتِ بدينها..
والعزُّ والحصنُ الحصينُ عَقيدَةٌ
هذا السَّبيلُ إلى الثُّريا والعُلا .

 

والنَّارُ في أهلِ الخَصيبِ تلهَّبُ؟!
وعلى الفُراتِ النَّائحاتُ َتحوُّبُ..
واليوم من حمَّى الحَرائقِ غَيهَبُ..
وجهُ الزَّمانِ من الفَظاعةِ مُغضَبُ..
بغدادُ عَاصِمَةُ العَراقَةِ تُضرَبُ..
والحِقدُ أسودُ والضَّغينةُ أَحْزَبُ..
فالقُطبُ طَاغٍ والزَّمانُ تَقلُّبُ..
فالطُّهرُ يُسبى والكَرامَةُ تُغصَبُ..
والكَيدُ أعمَى والدَّواهي تنشبُ..
فَترى الغُزَاةَ بكلِّ ساحٍ صَوَّبوا؟!
وإذا الخرَابُ مع الرُّجومِ تقرُّبُ!!
والاحتلالُ كرامَةٌ لا تُسلَبُ!!
رعناءَ تُرمى بالجنون وتُرعبُ..
وبِلادُ يعرُبَ أصْبَحَت لا تُعرِبُ!!
والكلُّ من صَوتِ الدَّويِّ يُؤدَّبُ..
ماءُ الكَرامَةِ من عُقُودٍ يَنضُبُ
والأرضُ تَغلي والخَلائقُ تشْجُبُ
دَعْوَى التَّحرُّرِ للشُّعوبِ تُكَذَّبُ..
أَفْعَى مُرقَّطةٌ ويُملي ثَعْلَبُ..
فالقِسْطُ يَبكي والعَدَالَةُ تَنْحُبُ..
والمَجلسُ الأمَميُّ لاهٍ يَلعبُ؟!
وخَرابِ بَصْرَةَ والحَقيقةُ أرْهَبُ..
يا ضَيعَةَ الأوطَانِ إلا تَغْضَبُ
ودمَاءُ إِخوانِ العقيدةِ تُسكَبُ
بغدادُ شَمسُكِ للعُلا لا تغرُبُ
وإليكِ تَاريخُ الحضَارةِ يُنْسَبُ
كيفَ الغُزاةُ بصلبِ طُهرِكِ تَشْغَبُ؟!
كيفَ العُدَاةُ تَجرَّؤوا وتَحزَّبوا؟!
والوَهْنُ دَبَّ وفي البِلادِ تَألُّبُ
وئدَتْ كَرامَتُنَا وعَاشَ المَنْصِبُ؟!
فلقد تَبَدَّى في الزَّمانِ العَقْرَبُ
بَصُرَتْ مَراكبَها ولمَّا تَركَبُ
فالحَالُ من ليلِ التَّغربِ مُجْدِبُ
شَمَّاءُ قَائدُها الرَّسُولُ الأنجَبُ
فسَعادةُ الدُّنيا ودَارٌ أرحَبُ .

 

واحة الأدب

  • هذه أمتي
  • قصائد وعظية
  • منوعـات
  • أدبيات
  • قصائد نسائية
  • مسرى النبي
  • حسين العفنان
  • عبدالرحمن الأهدل
  • صالح العمري
  • عبدالرحمن العشماوي
  • عبدالناصر رسلان
  • عبدالمعطي الدالاتي
  • موسى الزهراني
  • د.عبدالله الأهدل
  • د.أسامة الأحمد
  • الصفحة الرئيسية