شاب من شباب الطائف تلك
المدينة الهادئة التي أخرجت هذا الرجل البطولي ، كان في أول عمره منهمك في
المعاصي والغفلة عن الله حتى قيض الله له من ينصحه ويوجهه بكلمات يسيرات
( وانظر أخي هل كان يظن من
نصحه ان الرجل سيكون له شأن ويكون ممن يقدم نفسه في سبيل الله فكل الأجور
ستكون لصالح من دعاه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)
المهم ان الرجل وقف مع نفسه وقفة جادة وترك صحبته السابقة وكان عمره تسعة عشر
سنه وكان هو له الكلمة الأولى والأخيرة بين أصحابه الذين يفوقونه بسنوات
كثيرة ولكن الرجل له هيبه وقلب لا يعرف الخوف ، بدأ يقلب الكتب العلمية ويسأل
العلماء عن أفضل الأعمال فقالوا له الجهاد في سبيل الله فعزم على مشاركة
اخوانه في الجهاد في ارض البوسنه والهرسك وفعلا ذهب الى البوسنه وروحه تكاد
تطير من الفرح حتى وصل الى البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين وكان رحمه الله
وقورا ذو هيبه ومحبوبا من الجميع وذو ذكاء مميز وشجاعة مطلقه وبعد مرور بضعة
اشهر اختاره معتز عليه رحمة الله بمجموعة الترصد وأوكل له قيادة مجموعة في
معركة الفتح المبين واصيب رحمه الله وواصل الجهاد حتى انتهى القتال في ارض
البوسنة والهرسك .
ثم رجع بعد ذلك وأعد ثم سمع بمحنة اخوانه المسلمين في كوسوفا المسلمه فهب
لنصرة اخوانه هنالك وويل للصرب من رجل يعرفهم ويعرفونه التحق بمجموعة
للمجاهدين الكوسوفيين واستبسل رحمه الله في المعارك هناك حتى ارتفع شأنه وعلا
ذكره بين الكوسوفيين وكان في منطقة يقود الهجوم عليها جنرال صربي يسكن بالقرب
من خط المواجهة مع المسلمين وكان هذا القائد الصربي قد آذى المسلمين وحرق
منازلهم وارضهم وأرقهم با القصف المتواصل حتى ان اسم الجنرال الصربي قد ذاع
صيته وانتشر خبره بشدته وما الى ذلك ، اخذ ابو مصعب رحمه الله يفكر طويلا
وقال للكوسوفيين من يعاهدني على قتل الجنرال او الموت عنده فعاهده بعضهم
وفعلا تسلل الليث الزؤور ومعه بعض المجاهدين الى ان تعمقوا في أراضي الصرب
ووصلوا الى منزل القائد ودارت معركة خفيفه ودخل عليه ابو مصعب في منزله واستل
سكينا كانت معه وقتله وقطع رأسه ثم قفل راجعا هو ومن معه من المجاهدين فأراح
المسلمين من شره وهدأ الجنرالات الصرب وخافوا من انتقام كهذا
ترى هل كان يدور بخلد الأخ
الذي نصحه ان هذا الرجل الغافل سيعمل هذه الأعمال البطولية ، فكم من رجل مثل
هذا يحتاج الى دعوة صادقه
، ارتفع شأن ابي مصعب بين الأهالي واكرموه ورفعوا مكانته حتى انتهى القتال في
كوسوفا ثم اشتعلت المعارك في الشيشان واعد العدة للذهاب هنالك ونصرة اخوانه
وطلبا لمرضات ربه وبحثا عن الشهادة في سبيله وفعلا توجه تلقاء الشيشان ونزل
في جورجيا ولكن الجورجيين لم يدخلوه الى البلاد واحتجزوه داخل فندق لترحيله ،
ففكر مليا ثم قرر ان يهرب مع فتحة التهويه الى الخارج وفعلا قفز وهرب واستطاع
الوصول الى من يدخله الى ارض الشيشان والتحق بالمجاهدين هناك وفرح به ابن
الخطاب واعطاه قيادة مجموعه من المجاهدين لما رأى من اهليته ،
ومن قصصه في الشيشان
انه كان ماهرا بالرمي على سلاح الهاون وكان ذات يوم على قمة جبل واسفله
الجنود الروس يحشدون قواهم يريدون ان يكونوا معسكرا لهم واخذ يقصفهم دون ان
يصيبهم بمسافة حتى تيقن الروس ان سلاح المجاهدين لا يصل اليهم وفي اليوم
التالي احتشدت القوات الروسيه من مدرعات ومجنزرات وحوامات وجنود فلما رصدهم
الليث ابو مصعب اخذ يقصفهم بكل مهاره فكانت كل قذيفة لا تخطئ له هدفا فدمر
طائره هيلوكوبتر وعدد من الآليات وعدد من الجنود الروس حتى فروا من المنطقه
وقد كانت كنيته في الشيشان ابوذر الطائفي......
اما عن قصة مقتله رحمه الله
فقد كان سائرا بمجموعته بين القرى فوجد الغاما يريد ان يزيلها فأخذ يفك احد
الألغام واذا باللغم مشرك فانفجر به رحمه الله وخر صريعا فإلى رحمة الله وان
شاء الله انك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر...
ومن قصصه الغريبه والتي يتضح
بها معدن الرجل وقربه من الله
...انه حين سمع بمحنة اخوانه المسلمين في كوسوفا سافر الى هناك على
الحدود...وحاول ان يدخل الى كوسوفا حتى استطاع الدخول هو ودليل كوسوفي معه
...مع سائق تاكسي من دولة مجاورة لكوسوفا ...فأوقفهم الصرب المقدونيين وامروا
السائق ان يسلم ابي مصعب الى النقطة الأمامية ...فتحرك سائق التاكسي فقام ابو
مصعب وأوقف السيارة بالقوة واخذ أوراقه من السائق بالقوة وهرب هو والدليل الى
قرية مجاورة بها مصنع مهجور.......أخذت الشرطة الصربية بالبحث عنهم وأحاطت
المنطقة بكامل قواتها .... والكلاب البوليسيه في كل مكان منتشرة ...فرفع يديه
ودعى الله بحراره لئن انجيتني من هذا الموقف لأجاهدن في سبيلك حتى القاك
...فأعمى الله بصر الصرب عنه واستطاع هو والدليل ان يهربا حتى وصلا الى حدود
البانيا وهم لا يعرفون الطريق ...فرآهم حرس الحدود الصربي فأطلقوا عليهم
النار فقتل الدليل وبقي وحيدا ... ومن رحمة الله انه وصل الى المجاهدين
....وهذا مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم( تضمن الله للمجاهد
في سبيله اذا خرج لا يخرجه الا جهادا في سبيله ان يرزقه الشهادة او يرجعه الى
بيته اللذي خرج منه بما نال من الأجر والغنيمه....)
فلن تنسى البوسنه والهرسك بطولاتك ولن تنسى كوسوفا جولاتك ولن تنسى الشيشان
اقدامك وابدل الله الأمه خير منك والى رحمة الله سبحانه وتعالى.
من قصص الشهداء العرب
في البوسنه والهرسك
ابو عبدالله الليبي ( ابراهيم علي قرداش ) 9