صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المنتقى النفيس من كتاب (حلية الأولياء ، وطبقات الأصفياء) (4)

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
الســابــــق ...


قال ابن شوذب –رحمه الله-:
شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة "
[4/3]

قال طاوس بن كيسان –رحمه الله-:
«ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه»
[4/4]

قال داود بن شابور –رحمه الله-:
قال رجل لطاوس: ادع الله لنا، قال: «ما أجد في قلبي خشية فأدعو لك»
[4/4]

قال سفيان الثوري –رحمه الله-:
كان طاوس يجلس في بيته، فقيل له في ذلك، فقال: «حيف الأئمة، وفساد الناس»
[4/4]

قال ابن طاوس –رحمه الله-:
إن رجلا كان يسير مع طاوس فسمع غرابا نعب فقال: خير. فقال طاوس: «أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني، أو تمشي معي»
[4/4]

عن أبي نجيح –رحمه الله-:
أن طاوسا قال له: «أي أبا نجيح، من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله»
[4/5]

قال إبراهيم بن ميسرة –رحمه الله-:
قال لي طاوس: لتنكحن أو لأقولن ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: «ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور»
[4/6]

قال طاوس بن كيسان –رحمه الله-:
«البخل أن يبخل الإنسان بما في يديه، والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع»
[4/6]

قِيلَ لِطاوس بن كيسان –رحمه الله-:
إِنَّ مَنْزِلَكَ قَدِ اسْتَرَمَّ. قَالَ: «قَدْ أَمْسَيْتُ»
أي : حان | له أن *!يُرَمّ ويستصلح ، وذلك إذا بَعُد عَهْدُه | بالتَّطْيِين
[4/7]

قال سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ –رحمه الله-:
كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ: «اللهُمَّ احْرِمْنِي كَثْرَةَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، وَارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ»
[4/9]

قال مَعْمَرٌ –رحمه الله-:
أَنَّ طَاوُسًا أَقَامَ عَلَى رَفِيقٍ لَهُ مَرِيضٍ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ "
[4/10]

قال عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْمَكِّيِّ –رحمه الله-:
دَخَلَ عَلَيَّ طَاوُسٌ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ادْعُ اللهَ لِي. فَقَالَ: «ادْعُ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّهُ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ»
[4/10]

قال ابْنِ جُرَيْجٍ -رحمه الله-:
قَالَ لِي عَطَاءٌ: جَاءَنِي طَاوُسٌ فَقَالَ لِي: «يَا عَطَاءُ، إِيَّاكَ أَنْ تَرْفَعَ حَوَائِجَكَ إِلَى مَنْ أَغْلَقَ دُونَكَ بَابَهُ، وَجَعَلَ دُونَكَ حِجَابًا، وَعَلَيْكَ بِطَلَبِ حَوَائِجَكَ إِلَى مَنْ بَابُهُ مَفْتُوحٌ لَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، طَلَبَ مِنْكَ أَنْ تَدْعُوَهُ، وَوَعَدَكَ الْإِجَابَةَ»
[4/11]

قال لَيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ –رحمه الله-:
قَالَ لِي طَاوُسٌ: «مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ الْأَمَانَةَ وَالصِّدْقَ قَدْ ذَهَبَا مِنَ النَّاسِ»
[4/11]

قال طاوس بن كيسان –رحمه الله-:
«حُلْوُ الدُّنْيَا مُرُّ الْآخِرَةِ، وَمُرُّ الدُّنْيَا حُلْوُ الْآخِرَةِ»
[4/12]

قال طاوس بن كيسان –رحمه الله-:
«لَمْ يَجْهَدِ الْبَلَاءَ مَنْ لَمْ يَتَوَلَّ الْيَتَامَى، أَوْ يَكُونُ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فِي أَمْوَالِهِمْ، أَوْ أَمِيرًا عَلَى رِقَابِهِمْ»
[4/13]

قال عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ –رحمه الله-:
قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ، صَاحِبِ الْعُقَلَاءَ تُنْسَبْ إِلَيْهِمْ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَلَا تُصَاحِبِ الْجُهَّالَ فَتُنْسَبْ إِلَيْهِمْ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِكُلَّ شَيْءٍ غَايَةً، وَغَايَةُ الْمَرْءِ حُسْنُ خُلُقِهِ»
[4/13]

قال دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ –رحمه الله-:
أَنَّ الْأَسَدَ حَبَسَ النَّاسَ لَيْلَةً فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَرَّقَ النَّاسَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ ذَهَبَ عَنْهُمْ فَنَزَلَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَأَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ وَنَامُوا، فَقَامَ طَاوُسٌ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَا تَنَامُ فَإِنَّكَ نَصَبْتَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَقَالَ طَاوُسٌ: «وَهَلْ يَنَامُ السَّحَرَ أَحَدٌ»
[4/14]

قَالَ سُفْيَانُ الثوري –رحمه الله-:
وَحَلَفَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ: «وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ إِلَّا طَاوُسًا»
[4/16]

قال عيسى بن سنان –رحمه الله-:
سمعت وهب قال لعطاء الخراساني: " كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم , فكانوا لا يلتفتون إلى دنيا غيرهم، وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم، فأصبح أهل العلم اليوم فينا يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعهم عندهم، فإياك وأبواب السلاطين، فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل، لا تصيب من دنياهم شيئا إلا وأصابك من دينك مثله. ثم قال: يا عطاء، إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك، إنما بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية، لا يسعه إلا التراب
[4/30]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حَرُونٌ ، إن فتر قائدها صدت عن الطريق ولم تستقم لسائقها، وإن فتر سائقها حَرَنَتْ ولم تتبع قائدها فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها ولا تستطيع الدين إلا بالطوع والكره إن كان كلما كره الإنسان شيئا من دينه تركه، أوشك أن لا يبقى معين من دينه شيء»
[4/31]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
لرجل من جلسائه: ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء، وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء، وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟ قال: بلى يا أبا عبد الله. قال: " أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء، فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله، وحمدته على آخره، وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك، وإلا فقل: لا أدري، وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء، فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء "
[4/35]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
" ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل، وما يتم عقل امرئ حتى تكون فيه عشر خصال: أن يكون الكبر منه مأمونا، والرشد فيه مأمورا، يرضى من الدنيا بالقوت، وما كان من فضل فمبذول، والتواضع فيها أحب إليه من الشرف، والذل فيها أحب إليه من العز، لا يسأم من طلب العلم دهره، ولا يتبرم من طالبي الخير، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، والعاشرة هي ملاك أمره، بها ينال مجده، وبها يعلو ذكره، وبها علاه في الدرجات في الدارين كليهما. قيل: وما هي؟ قال: أن يرى أن جميع الناس بين خير منه وأفضل، وآخر شر منه وأرذل، فإذا رأى الذي هو خير منه وأفضل كسره ذلك وتمنى أن يلحقه، وإذا رأى الذي هو شر منه وأرذل قال: لعل هذا ينجو وأهلك، ولعل لهذا باطنا لم يظهر لي، وذلك خير له، ويرى ظاهره لعل ذلك شر لي. فهناك يكمل عقله، وساد أهل زمانه، وكان من السابق إلى رحمة الله عز وجل وجنته، إن شاء الله تعالى "
[4/40]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«من خصال المنافق أن يحب الحمد ويكره الذم»
[4/40]

سئل وهب بن منبه-رحمه الله-:
يا أبا عبد الله، رجلان يصليان، أحدهما أطول قنوتا وصمتا، والآخر أطول سجودا، أيهما أفضل؟ قال: «أنصحهما لله عز وجل»
[4/43]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
" لكل شيء علامة يعرف بها، وتشهد له أو عليه، وإن للدين ثلاث علامات يعرف بهن، وهي: الإيمان، والعلم، والعمل. وللإيمان ثلاث علامات: الإيمان بالله، وملائكته، وبكتبه، ورسله. وللعمل ثلاث علامات: الصلاة، والزكاة، والصيام. وللعلم ثلاث علامات: العلم بالله، وبما يحب الله، وما يكره. وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال. وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة. وللمنافق ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان أحد عنده، ويحرص في كل أموره على المحمدة. وللحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب المحسود، ويتملق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة. وللمسرف ثلاث علامات: يشتري بما ليس له، ويأكل بما ليس له، ويلبس ما ليس له. وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم. وللغافل ثلاث [ص:48] علامات: السهو، واللهو، والنسيان "
[4/47]

كان وهب بن منبه –رحمه الله-:
«أزهد الناس في الدنيا وإن كان مكبا عليها حريصا، من لم يرض منها إلا بالكسب الحلال الطيب، وإن أرغب الناس فيها وإن كان معرضا عنها من لم يبال لما كان كسبه فيها حلالا أم حراما، وإن أجود الناس في الدنيا من جاد بحقوق الله، وإن رآه الناس بخيلا بما سوى ذلك، وإن أبخل الناس في الدنيا من بخل بحقوق الله، وإن رآه الناس جوادا بما سوى ذلك»
[4/49]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين، إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى»
[4/51]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«إن أعظم الذنوب عند الله بعد الشرك بالله السخرية بالناس»
[4/51]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر»
[4/53]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
قال حكيم من الحكماء: «إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة قط، فأكون كالأجير السوء، إذا أعطي عمل، وإذا لم يعط لم يعمل. وإني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده مخافة النار قط، فأكون كالعبد السوء، إن خاف عمل، وإن لم يخف لم يعمل، وإنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره»
[4/53]

كتب وهب بن منبه –رحمه الله-إلى مكحول:
«إنك قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام عند الناس محبة وشرفا، فاطلب بما بطن من علم الإسلام عند الله تعالى محبة وزلفى، واعلم أن إحدى المحبتين سوف تمنعك عن الأخرى»
[4/54]

قال وهب بن منبه-رحمه الله-:
«إن للعلم طغيانا كطغيان المال»
[4/55]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«البلاء للمؤمن كالشكال للدابة»
[4/56]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«من أصيب بشيء من البلاء فقد سلك به طريق الأنبياء عليهم السلام»
[4/56]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«ترك المكافأة من التطفيف»
[4/58]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«من يتعبد يزدد قوة، ومن يكسل يزدد فترة»
[4/58]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«ما من شيء إلا يبدو صغيرا ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر»
[4/63]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
" اعمل في نواحي الدين الثلاث، فإن للدين نواحي ثلاثا هن جماع الأعمال الصالحة لمن أراد جمع الصالحات، أولهن: تعمل شكرا لله بالأنعم الكثيرة الغاديات الرائحات، الظاهرات الباطنات، الحديثات القديمات، فيعمل المؤمن شكرا لهن، ورجاء تمامهن، والناحية الثانية من الدين رغبة في الجنة، التي ليس لها ثمن، وليس لها مثل، ولا يزهد فيها إلا سفيه، والناحية الثالثة تعمل فرارا من النار التي ليس عليها صبر، ولا لأحد بها طاقة، ولا يدان، وليست مصيبتها كالمصيبات، ولا حزنها كالحزن، نبأها عظيم، وشأنها شديد، وخزيها فظيع، ولا يغفل عن الفرار والتعوذ بالله منها إلا سفيه أحمق خاسر، قد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين "
[4/65]

قيل لوهب بن منبه –رحمه الله-:
أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: «بلى , ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، من أتى الباب بأسنانه فتح له، ومن لم يأت الباب بأسنانه لم يفتح له»
[4/66]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«إني لأتفقد أخلاقي، ما فيها شيء يعجبني»
[4/66]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
" رءوس النعم ثلاثة: فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية: نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة: نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها "
[4/68]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم، ويخلو لينعم»
[4/68]

قال وهب بن منبه –رحمه الله-:
«الويل لكم إذا سماكم الناس الصالحين»
[4/69]

قال عنبر مولى الفضل بن أبي عياش –رحمه الله-:
كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب، فقال: «ما وجد الشيطان رسولا غيرك. فما برحت من عنده حتى جاء ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه»
[4/71]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«لا تمارين عالما، ولا جاهلا، فإنك إن ماريت عالما خزن عنك علمه، وإن ماريت جاهلا خشن بصدرك»
[4/82]

قال عمرو بن ميمون بن مهران –رحمه الله-:
" خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده، ثم دفعنا إلى منزل الحسن فطرقت الباب فخرجت إلينا جارية سداسية فقالت: من هذا؟ قلت: هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن فقالت: كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت لها: نعم. قالت: يا شقي، ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء؟ قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه فخرج إليه فاعتنقا، ثم دخلا، فقال ميمون: يا أبا سعيد قد آنست من قلبي غلظة فاستلن لي منه. فقرأ الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم {أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} [الشعراء: 206] قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة، فأقام طويلا ثم أفاق، فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا تفرقوا. فأخذت بيد أبي فخرجت به، ثم قلت: يا أبتاه، هذا الحسن؟ قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا. قال: فوكزني في صدري وكزة ثم قال: يا بني، لقد قرأ علينا آية لو فهمتها بقلبك لأبقى لها فيك كلوم "
[4/82]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«لو أن أهل القرآن أصلحوا لصلح الناس»
[4/83]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
في قوله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون} [إبراهيم: 42] قال: «وعيد للظالمين، وتعزية للمظلوم»
[4/83]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
في قوله تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا} [النبأ: 21] و {إن ربك لبالمرصاد} [الفجر: 14] : «فالتمسوا لهذين الرصدين جوازا»
[4/84]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«من تبع القرآن قاده القرآن حتى يحل به في الجنة، ومن ترك القرآن لم يدعه القرآن يتبعه حتى يقذفه في النار»
[4/84]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«من كان يريد أن يعلم ما منزلته عند الله عز وجل، فلينظر في عمله، فإنه قادم في عمله كائنا ما كان»
[4/84]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال»
[4/84]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
ثلاث لا تبلون نفسك بهن: «لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله، ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله، ولا تصغين بسمعك لذي هوى، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه»
[4/84]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
" ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا كان إسقاط المكروه عنه أحب إلي من تحقيقه عليه، فإن قال: لم أقل، كان قوله لم أقل أحب إلى من ثمانية تشهد عليه، فإن قال: قلت، ولم يعتذر، أبغضته من حيث أحببته "
[4/85]

قال ابن عباس –رضي الله عنه-:
" ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به، هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فإن أرض الله واسعة "
[4/85]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«العلماء هم ضالتي في كل بلدة، وهم بغيتي، ووجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء»
[4/86]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«ما عرضت قولي على عملي إلا وجدت من نفسي اعتراضا»
[4/86]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
يا أهل الحديث : التمسوا لهذين الرصدين جوازاً !
[4/86]

قال جعفر بن برقان –رحمه الله-:
قال لي ميمون بن مهران: «يا جعفر، قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره»
[4/86]

قال ميمون بن مهران–رحمه الله-:
«ما أحب أن لي ما بين باب الرها إلى حران بخمسة دراهم»
[4/87]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
يقول أحدهم: «اجلس في بيتك، وأغلق عليك بابك، وانظر هل يأتيك رزقك. نعم والله، لو كان له مثل يقين مريم وإبراهيم عليهما السلام، وأغلق بابه، وأرخى عليه ستره»
[4/87]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«يا معشر الشباب قوتكم اجعلوها في شبابكم، ونشاطكم في طاعة الله، يا معشر الشيوخ، حتى متى؟»
[4/87]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«لئن أتصدق بدرهم في حياتي أحب إلي من أن يتصدق عني بعد موتي بمائة درهم»
[4/87]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
كان يقال: " الذكر ذكران: ذكر الله باللسان، وأفضل من ذلك أن تذكره عند المعصية إذا أشرفت عليها "
[4/87]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء خوفا من ربه عز وجل»
[4/88]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
" ما أقل أكياس الناس، لا يبصر الرجل أمره حتى ينظر إلى الناس، وإلى ما أمروا به، وإلى ما قد أكبوا عليه من الدنيا، فيقول: ما هؤلاء إلا أمثال الأباعر التي لا هم لها إلا ما تجعل في أجوافها، حتى إذا أبصر غفلتهم نظر إلى نفسه فقال: والله إني لأراني من شرهم بعيرا واحدا "
[4/89]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حل ذلك أم من حرام؟»
[4/89]

قال عمرو بن ميمون بن مهران –رحمه الله-:
" كنت مع أبي ونحن نطوف بالكعبة، فلقي أبي شيخ فعانقه أبي، ومع الشيخ فتى نحوا مني. فقال له أبي: من هذا؟ فقال: ابني. فقال: كيف رضاك عنه؟ قال: ما بقيت خصلة يا أبا أيوب من خصال الخير إلا وقد رأيتها فيه إلا واحدة. قال: وما هي؟ قال: كنت أحب أن يموت فأوجر فيه، ثم فارقه أبي. فقلت: من هذا الشيخ؟ فقال: مكحول "
[4/90]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«من سره أن يعلم ما منزلته غدا، فلينظر ما عمله في الدنيا، فعليه ينزل»
[4/91]

قال جعفر بن برقان –رحمه الله-:
قلت لميمون بن مهران: إن فلانا يستبطئ نفسه في زيارتك، قال: إذا ثبتت المودة فلا بأس وإن طال المكث "
[4/94]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«من أساء سرا فليتب سرا، ومن أساء علانية فليتب علانية؛ فإن الله يغفر ولا يعير، والناس يعيروك ولا يغفرون»
[4/92]

قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
«إن أعمالكم قليلة، فأخلصوا هذا القليل»
[4/92]

قرأ يوما ميمون –رحمه الله-:
{وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] فرق حتى بكى. ثم قال: «ما سمع الخلائق بعتب أشد منه قط»
[4/92]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا بأجمة فيها رجل نائم وقد قيد لفرسه وهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه، فقلنا له: تنام في مثل هذا المكان فرفع رأسه، فقال: «إني لأستحيي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئا دونه. ثم وضع رأسه فنام»
[4/101]

قال الزبرقان –رحمه الله-:
كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه، فقال: " لا تسبه، وما يدريك لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له "
[4/102]

عن شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
" كان يكره أن يقول الرجل: اللهم أعتقني من النار، فإنه إنما يعتق من رجا الثواب، أو تصدق علي بالجنة، فإنه إنما يتصدق على من يرجو الثواب "
[4/102]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
وجاءه رجل فقال: ابنك استعمل على السوق. فقال: «والله لو جئتني بموته كان أحب إلي، إن كنت لأكره أن يدخل بيتي من عمل عمله»
[4/103]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
«إن أهل بيت يضعون على مائدتهم رغيفا حلالا لأهل بيت غرباء»
[4/103]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
" دخلت على الأسود بن هلال فقلت: ليتني وإياك قد مضينا. قال: «بئس ما تقول، أليس أسجد كل يوم وليلة أربعا وثلاثين سجدة»
[4/104]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
«لأن يكون لي ولد يقاتل في سبيل الله أحب لي من مائة ألف»
[4/105]

قال شقيق بن سلمة –رحمه الله-:
مر على عبد الله بمصحف مزين بالذهب، فقال: «إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق»
[4/105]

قال الأعمش –رحمه الله-:
«ورث خيثمة بن عبد الرحمن مائتي ألف درهم، فأنفقها على الفقراء والفقهاء»
[4/113]

قال الأعمش –رحمه الله-:
كان خيثمة يصنع الخبيص والطعام الطيب ثم يدعو إبراهيم يعني النخعي ويدعونا معه فيقول: «كلوا، ما أشتهيه، ما أصنع إلا من أجلكم»
[4/113]

قال الأعمش –رحمه الله-:
كان خيثمة يجئ إلى المسجد ومعه صرار في خرقة، فيجلس مع أصحابه، فإذا رأى أحدا من أصحابه قد تخرق قميصه أو رداؤه فقام الرجل فخرج من المسجد اتبعه من باب آخر يعارضه، ويقول: «يا أخي، خذ هذه الصرة فاشتر بها رداء، اشتر بها قميصا»
[4/114]

قال خيثمة –رحمه الله-:
و كان قوم يؤذونه، فقال: «إن هؤلاء يؤذونني، ولا والله ما طلبني أحد منهم بحاجة إلا قضيتها، ولا أدخل علي أحد منهم أذى، فقابلته به ولأنا أبغض فيهم من الكلب الأسود، ولم يرون ذلك إلا أنه والله لا يحب منافق مؤمنا أبدا»
[4/116]

قال إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
«إن كان الرجل من الحي ليجيء فيسب الحارث بن سويد فيسكت، فإذا سكت قام فنفض رداءه ودخل»
[4/126]

كان شريح –رحمه الله-:
إذا مات لأهله سنور -هرة- أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن لها مثغب شارع في جوف داره اتقاء لأذى المسلم»
[4/135]

أوى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل –رحمه الله- إلى فراشه فقال:
" يا ليت أمي لم تلدني. فقالت له امرأته: أبا ميسرة، أليس قد أحسن الله إليك، هداك للإسلام، وفعل بك كذا؟ قال: بلى، ولكن الله أخبرنا أنا واردون على النار، ولم يبين لنا أنا صادرون عنها "
[4/141]

كان عمرو بن ميمون –رحمه الله-:
يتمنى الموت ويقول: «اللهم لا تخلفني مع الأشرار، وألحقني بالأخيار»
[4/148]

قال عمرو بن ميمون –رحمه الله-:
«ما يسرني أن أمري يوم القيامة إلى أبوي»
[4/150]

قال إبراهيم النخعي-رحمه الله-:
لما كبر عمرو بن ميمون وتد له وتدا في الحائط، فكان إذا سئم من طول القيام استمسك به، أو يربط حبلا فيتعلق به "
[4/150]

قال السدي –رحمه الله-:
خرج عمرو بن عتبة بن فرقد فاشترى فرسا بأربعة آلاف درهم، فعنفوه يستغلونه، فقال: «ما من خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف»
[4/156]

قال علقمة –رحمه الله-:
حاصرنا مدينة فأعطيت معضدا ثوبا لي فاعتجر به، فأصابه حجر في رأسه فجعل يمسحها وينظر إلي، ويقول: «إنها لصغيرة، وإن الله ليبارك في الصغير» . فأصابه من دمه، قال: فغسلته فلم يذهب، وكان علقمة يلبسه ويصلي فيه ويقول: إنه ليزيده إلي حبا أن دم معضد فيه
[4/158]

قال عطاء بن السائب –رحمه الله-:
ذهبنا نرجي أبا عبد الرحمن السلمي عند موته، فقال: «إني لأرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضانا»
أبا إسحاق السبيعي، يقول: «أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة»
[4/192]

كان أبو عبد الرحمن السلمي –رحمه الله-:
يؤتى بالطعام إلى المسجد، فربما استقبلوه به في الطريق فيطعمه المساكين، فيقولون: بارك الله فيك. فيقول: وبارك الله فيكم، ويقول: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «إذا تصدقتم ودعي لكم فردوا؛ حتى يبقى لكم أجر ما تصدقتم به»
[4/192]

قال خناس بن سحيم –رحمه الله-:
أقبلت مع زياد بن جرير من الكناسة، فقلت في كلامي: لا والأمانة. فجعل زياد يبكي ويبكي، حتى ظننت أني أتيت أمرا عظيما، فقلت له: أكان يكره ما قلت؟ قال: نعم، «كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه ينهى عن الحلف بالأمانة أشد النهي»
[4/196]

قال ربيع بن عتاب –رحمه الله-:
كنت أمشي مع زياد بن جرير فسمع رجلا يحلف بالأمانة، قال: فنظرت إليه وهو يبكي. قلت: ما يبكيك؟ فقال: «أما سمعت هذا يحلف بالأمانة، فلأن تحك أحشائي حتى تدمى أحب إلي من أن أحلف بالأمانة»
[4/196]

قال زياد بن جرير –رحمه الله-:
أتيت عمر بن الخطاب فقال: " يا زياد، أفي هدم أنتم أم في بناء؟ قال: قلت: لا، بل في بناء. فقال عمر: «أما إن الزمان ينهدم بزلة عالم، وجدال منافق، أو أئمة مضلين»
[4/196]

قال حفص بن حميد–رحمه الله-:
قال لي زياد بن جرير: «خذ من شعرك؛ فإن فيه فتنة»
[4/197]

قال حفص بن حميد –رحمه الله-:
قال لي زياد بن جرير: اقرأ علي. فقرأت عليه {ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك} [الشرح: 2] فقال: «يا ابن أم زياد، أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي»
[4/197]

عن أبي عمر الكندي –رحمه الله-:
«كان يبيع الثياب، فإذا عرض الثوب ناول شر الطرفين»
[4/199]

قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود –رحمه الله-:
«لو أن رجلا جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانير، لا يمر إنسان إلا أعطاه دينارا، وآخر إلى جانبه يكبر الله تعالى، لكان صاحب التكبير أعظم أجرا»
[4/204]

قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه -:
" إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم علام يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه "
[4/205]

قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود –رحمه الله-:
«ما من الناس أحد أحمر، ولا أسود، أعجمي، ولا فصيح، أعلم أنه أفضل مني بتقوى الله، إلا أحببت أن أكون في مسلاخه»
[4/205]

قال يزيد بن شريك –رحمه الله-:
قدمت البصرة فربحت فيها عشرين ألفا، فما اكترثت بها فرحا، وما أريد أن أعود إليها، لأني سمعت أبا ذر يقول: «إن صاحب الدرهم يوم القيامة أخف حسابا من صاحب الدرهمين»
[4/210]

عن إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
أن أباه كان يرتدي بالرداء فيبلغ إليتيه من خلفه، وثدييه من بين يديه فقلت: «يا أبت، لو اتخذت رداء هو أوسع من ردائك هذا» ، فقال: «يا بني، لم تقول هذا، فوالله ما على الأرض لقمة لقمتها إلا وددت أنها كانت في أبغض الناس إلي»
[4/211]

قال إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
" مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها، وآكل من زقومها، وأشرب من زمهريرها، فقلت: يا نفسي، أي شيء تشتهين؟ قال: أرجع إلى الدنيا أعمل عملا أنجو به من هذا العذاب، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، وألبس من سندسها وإستبرقها وحريرها، فقلت: يا نفسي، أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فأعمل عملا أزداد من هذا الثواب. فقلت: أنت في الدنيا وفي الأمنية "
[4/211]

قال إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
«ما عرضت عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذبا»
[4/211]

قال عمر بن ذر –رحمه الله-:
" ربما قيل لإبراهيم التيمي: تكلم. فيقول: «ما تحضرني نية»
[4/211]

قال لأعمش –رحمه الله-:
«كان إبراهيم التيمي إذا سجد تجيء العصافير تستقر على ظهره كأنه جذم حائط»
[4/212]

قال إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
«كم بينكم وبين القوم، أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها، وأدبرت عنكم فاتبعتموها»
[4/212]

قال العوام –رحمه الله-:
«ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا بصره إلى السماء قط لا في صلاة ولا في غير صلاة»
[4/213]

قال إبراهيم التيمي –رحمه الله-:
إن من كان قبلكم يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم، ولهم من القدم مالهم، وأنتم تتبعونها وهي مدبرة عنكم، ولكم من الأحداث ما لكم، فقيسوا أمركم وأمر القوم»
[4/214]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه»
[4/215]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
" ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر: 34] وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} [الطور: 26] "
[4/215]

قال الأعمش –رحمه الله-:
" كان إبراهيم يتوقى الشهرة، فكان لا يجلس إلى الأسطوانة، وكان إذا سئل عن مسألة لم يزد عن جواب مسألته، فأقول له في الشيء يسأل عنه: أليس فيه كذا وكذا؟ فيقول: «إنه لم يسألني عن هذا»
[4/219]

قال الأعمش –رحمه الله-:
كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه رجل، فغطى المصحف، وقال: «لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة»
[4/220]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«كان أصحابنا يكرهون تفسير القرآن ويهابونه»
[4/222]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«والله ما رأيت فيما أحدثوا مثقال حبة من خير» يعني أهل الأهواء والرأي والقياس
[4/222]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«لا تجالسوا أهل الأهواء»
[4/222]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«وددت أني لم أكن تكلمت، ولو وجدت بدا من الكلام ما تكلمت، وإن زمانا صرت فيه فقيها لزمان سوء»
[4/223]

قال الأعمش –رحمه الله-:
ذكرت عند إبراهيم المرجئة، فقال: «والله لهم أبغض إلي من أهل الكتاب»
[4/223]

قال عبد الله بن حكيم –رحمه الله-:
ذكر عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما عند إبراهيم النخعي، قال: ففضل رجل عليا على عثمان، فقال إبراهيم: «إن كان هذا رأيك فلا تجالسنا»
[4/223]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
" إذا سألوك أمؤمن أنت؟ فقل: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله "
[4/224]

قال ابن عون –رحمه الله-:
اعتذرت أنا وشعيب بن الحبحاب إلى إبراهيم النخعي، قال: فذكر رجلا أنه قال: «قد عذرتك غير معتذر، إلا أن الاعتذار حال يخالطها الكذب»
[4/224]

قال زكرياء العبدي –رحمه الله-:
عن إبراهيم النخعي: أنه بكى في مرضه، فقالوا له: يا أبا عمران، ما يبكيك؟ قال: «وكيف لا أبكي وأنا أنتظر رسولا من ربي يبشرني، إما بهذه، وإما بهذه»
[4/224]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«من جلس مجلسا ليجلس إليه فلا تجلسوا إليه»
[4/225]

كان إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
" يكره أن يقال: حانت الصلاة "
[4/226]

قال الأعمش –رحمه الله-:
قلت لإبراهيم: يمر الكحال وهو نصراني، فأسلم عليه؟ قال: «لا بأس أن تسلم عليه إذا كانت لك إليه حاجة، أو بينكما معروف»
[4/226]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«كانت تكون فيهم الجنازة فيظلون الأيام محزونين، يعرف ذلك فيهم»
[4/227]

قال محمد بن سوقة –رحمه الله-:
زعموا أن إبراهيم النخعي كان يقول: «كنا إذا حضرنا الجنازة، أو سمعنا بميت، عرف فينا أياما، لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو إلى النار» . قال: «وإنكم في جنائزكم تتحدثون بأحاديث دنياكم»
[4/227]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده من حديثه»
[4/229]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف» قال: وكان يقال: «عظموا كتاب الله»
[4/230]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«وإني لأرى الشيء أكرهه في نفسي، فما يمنعني أن أعيبه إلا كراهية أن أبتلى بمثله»
[4/231]

قال مغيرة –رحمه الله-:
كان رجل على حال حسنة فأحدث، أو أذنب ذنبا فرفضه أصحابه ونبذوه، فبلغ إبراهيم ذلك فقال: «تداركوه وعظوه، ولا تدعوه»
[4/232]

قال إبراهيم النخعي –رحمه الله-:
«كانوا يكرهون التلون في الدين»
[4/233]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«مجالس الذكر شفاء القلوب»
[4/241]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم»
[4/242]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عد غدا ليس من أجله، كم من مستقبل يوما لا يستكمله، وراج غدا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره»
[4/243]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«الخير من الله كثير، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير، وهو للناس من الله معروض، ولكنه لا يبصره من لا ينظر إليه، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يستوجبه من لا يعلم به، ألم تروا إلى كثرة نجوم السماء، فإنه لا يهتدي بها إلا العلماء»
[4/245]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها ما لم تعلم، واعلم أن النقص فيما قد علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه، وإنما يحمل الرجل على ترك العلم قلة الانتفاع بما قد علم»
[4/246]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«اليوم المضمار، وغدا السباق، والسبقة الجنة، والغاية النار، فبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبالأعمال تقتسمون المنازل»
[4/247]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
" كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك، وكانوا يقولون: ذلوا عند الطاعة وعزوا عند المعصية "
[4/247]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«بحسبك كبرا أن تأخذ بفضلك على غيرك»
[4/247]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
" كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث، ويكتب بذلك بعضهم إلى بعض: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ".
[4/247]

قال الحسن بن زيد –رحمه الله-:
دخل عون بن عبد الله مسجدا بالكوفة، فلف رداءه ثم اتكأ عليه، وقال: «أعمروها ولو أن تتكئوا فيها»
[4/249]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«ما أقبح السيئات بعد السيئات، وما أحسن الحسنات بعد السيئات، وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات»
[4/249]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه»
[4/249]

قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:
«لا تعجل بمدح أحد ولا بذمه؛ فإنه رب من يسرك اليوم يسوءك غدا، ورب من يسوءك اليوم يسرك غدا»
[4/250]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«فواتح التقوى حسن النية، وخواتيمها التوفيق، والعبد فيما بين ذلك بين هلكات، وشبهات، ونفس تحطب على شلوها، وعدو مكيد غير غافل ولا عاجز» . ثم قرأ: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} [فاطر: 6]
[4/250]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«جرائم التوابين منصوبة بالندامة نصب أعينهم، لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه»
[4/251]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
«إن صاحب عمل الآخرة لا يفجؤك إلا سرك مكانه، وإن صاحب عمل الدنيا لا يفجؤك إلا ساءك مكانه»
[4/251]

قال عون بن عبد الله –رحمه الله-:
سألت أم الدرداء: ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت: «التفكر والاعتبار»
[4/253]

قال القاسم بن أبي أيوب –رحمه الله-:
«كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش»
[4/272]

قال القاسم بن أبي أيوب –رحمه الله-:
سمعت سعيد بن جبير " يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281] الآية "
[4/272]

قال داود بن أبي هند –رحمه الله-:
لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: «ما أراني إلا مقتولا، وسأخبركم، إني كنت أنا وصاحبين لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها، وأنا انتظرها» . قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء
[4/274]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«التوكل على الله جماع الإيمان»
[4/274]

قال حميد الأعرج –رحمه الله-:
أقبل ابن لسعيد بن جبير، فقال: «إني لأعلم خير خلة فيه، أن يموت فأحتسبه»
[4/275]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«لدغتني عقرب فأقسمت علي أمي أن أسترقي، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ، وكرهت أن أحنثها»
[4/275]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«لأن أؤتمن على بيت من الدر أحب إلي من أن أؤتمن على امرأة حسناء»
[4/275]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«اعلم أن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة»
[4/276]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«إن الخشية أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وقراءة القرآن»
[4/276]

عن سعيد بن جبير –رحمه الله-:
أنه قيل له: من أعبد الناس؟ قال: «رجل اجترح من الذنوب، فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله»
[4/279]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«إني لأزيد في صلاتي لولدي»
[4/279]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت أن يفسد علي قلبي»
[4/279]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«ما زال البلاء بأصحابي حتى رأيت أن ليس لله في حاجة، حتى نزل بي البلاء»
[4/281]

قال بكير بن عتيق –رحمه الله-:
سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح، فشربها ثم قال: «والله لأسألن عن هذا» . قال: فقلت له: لمه؟ فقال: «شربته وأنا أستلذه»
[4/281]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«وددت أن الناس أخذوا ما عندي من العلم؛ فإنه مما يهمني»
[4/283]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«كنت أسمع الحديث من ابن عباس، فلو أذن لي لقبلت رأسه»
[4/283]

قال سعيد بن جبير –رحمه الله-:
«من عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته كان دينا يأخذه به يوم القيامة»
[4/289]

سُئل سعيد بن جبير –رحمه الله-عن حديث فقال:
«ليس كل حين أحلب فأشرب»
[4/289]

قال عون بن أبي شداد العبدي –رحمه الله-:
بلغني أن الحجاج بن يوسف لما ذكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدا من أهل الشام من خاصة أصحابه يسمى المتلمس بن الأحوص ومعه عشرون رجلا من أهل الشام من خاصة أصحابه، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعة له فسألوه عنه، فقال الراهب: صفوه لي. فوصفوه له، فدلهم عليه، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته، فدنوا منه فسلموا عليه، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام، فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك، فأجبه. قال: «ولابد من الإجابة» . قالوا: لابد من الإجابة. فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، ثم قام فمشى معهم حتى انتهى إلى دير الراهب، فقال الراهب: يا معشر الفرسان، أصبتم صاحبكم؟ قالوا: نعم. فقال لهم: اصعدوا الدير، فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير فعجلوا الدخول قبل المساء، ففعلوا ذلك وأبى سعيد أن يدخل الدير. فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا قال: لا، ولكن لا أنزل منزل مشرك أبدا. قالوا: فإنا لا ندعك، فإن السباع تقتلك. قال سعيد: «لا ضير، إن معي ربي فيصرفها عني، ويجعلها حرسا حولي يحرسونني من كل سوء إن شاء الله» . قالوا: فأنت من الأنبياء. قال: «ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله خاطئ مذنب» . قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينته. فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد، قال سعيد: «إني أعطي العظيم الذي لا شريك له، لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله» . فرضي الراهب ذلك، فقال لهم: اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح، فإنه كره الدخول علي في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت، فلما دنت من سعيد تحاكت به وتمسحت به ثم ربضت قريبا منه، وأقبل الأسد وصنع مثل ذلك، فما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ففسر له سعيد ذلك كله، فأسلم الراهب وحسن إسلامه، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه، ويقبلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه بالليل فصلوا عليه، فيقولون: يا سعيد، قد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت. قال: «امضوا لأمركم، فإني لائذ بخالقي، ولا راد لقضائه» . فساروا حتى بلغوا واسطا، فلما انتهوا إليها قال لهم سعيد: «يا معشر القوم، قد تحرمت بكم وصحبتكم، ولست أشك أن أجلي قد حضر، وأن المدة قد انقضت، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت، وأستعد لمنكر ونكير، وأذكر عذاب القبر وما يحثى علي من التراب، فإذا أصبحتم فالميعاد بيني وبينكم الموضوع الذي تريدون» . قال بعضهم: لا نريد أثرا بعد عين. وقال بعضهم: قد بلغتم أملكم، واستوجبتم جوائزكم من الأمير، فلا تعجزوا عنه. فقال بعضهم: يعطيكم ما أعطى الراهب، ويلكم أما لكم عبرة بالأسد كيف تحاكت به وتمسحت به وحرسته إلى الصباح؟ فقال بعضهم: هو علي أدفعه إليكم إن شاء الله. فنظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسه، واغبر لونه، ولم يأكل، ولم يشرب، ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه، فقالوا بجماعتهم: يا خير أهل الأرض، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك، الويل لنا ويلا طويلا، كيف ابتلينا بك، اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعدل الذي لا يجور. فقال سعيد: «ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله تعالى في» . فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة والكلام بما بينهم قال كفيله: أسألك بالله يا سعيد لما زودتنا من دعائك وكلامك، فإنا لن نلقى مثلك أبدا، ولا نرى أنا نلتقي إلى يوم القيامة. قال: ففعل ذلك سعيد فخلوا سبيله فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم مختفون الليل كله ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصباح جاءهم سعيد بن جبير فقرع الباب، فقالوا: صاحبكم ورب الكعبة، فنزلوا إليه وبكوا معه طويلا، ثم ذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه، فدخلا إلى الحجاج، فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير؟ قالوا: نعم. وعاينا منه العجب. فصرف بوجهه عنهم، قال: أدخلوه علي. فخرج الملتمس فقال لسعيد: استودعتك الله، وأقرأ عليك السلام، قال: فأدخل عليه، قال له: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: أنت الشقي بن كسير. قال: بل كانت أمي أعلم باسمي منك. قال: شقيت أنت وشقيت أمك، قال: الغيب يعلمه غيرك. قال: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى. قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها. قال: فما قولك في محمد؟ قال: نبي الرحمة، إمام الهدى عليه الصلاة والسلام. قال: فما قولك في علي، في الجنة هو أو في النار؟ قال: لو دخلتها رأيت أهلها عرفت من بها. قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل. قال: فأيهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي. قال: فأيهم أرضى للخالق. قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال: أبيت أن تصدقني. قال: إني لم أحب أن أكذبك. قال: ما بالك لم تضحك؟ قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين، والطين تأكله النار. قال: ما بالنا نضحك؟ قال: لم تستو القلوب. قال: ثم أمر باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير، فقال له سعيد: إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا، ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد بن جبير فقال له: ما يبكيك هو اللهو؟ قال سعيد: بل هو الحزن، أما النفخ فقد ذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور، وأما العود فشجرة قطعت في غير حق، وأما الأوتار فإنها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة. فقال الحجاج: ويلك يا سعيد. فقال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. قال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. قال: أفتريد أن أعفو عنك. قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج من الباب ضحك، فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده فقال: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك. فأمر بالنطع فبسط، فقال: اقتلوه. قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين. قال: شدوا به لغير القبلة. قال سعيد: أينما تولوا فثم وجه الله. قال: كبوه لوجهه. قال سعيد: {منها خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه: 55] . قال الحجاج: اذبحوه. قال سعيد: أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا سعيد الله فقال: «اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي» . فذبح على النطع رحمه الله. قال: وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمسة عشر ليلة ووقع الأكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، ثم دعا بلحم منتن فعلق في خيط ثم أرسله في حلقة فتركها ساعة، ثم استخرجها وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته: «مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي»
[4/291]

قال ليث –رحمه الله-:
كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسألة. فقلت: يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء، تروون عنا أحاديثكم وتجبهوننا بالمسألة؟ فقال الشعبي: «يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء، لسنا بفقهاء ولا علماء، ولكنا قوم قد سمعنا حديثا، فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله، والعالم من خاف الله»
[4/311]

قال الشعبي –رحمه الله-:
وقد قال له رجل: أيها العالم. فقال: «العالم من يخاف الله»
[4/311]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«وددت أني أنجو منه كفافا، لا علي ولا لي»
[4/311]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«ما ترك عبد مالا هو فيه أعظم أجرا من مال يتركه لولده يتعفف به عن الناس»
[4/313]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره، رأيت أن سفره لم يضع»
[4/313]

عن مجالد، قال: سألت الشعبي عن الرجل يعسر عن الأضحية، لا يجد بما يشتري، قال: «لأن أتركها وأنا موسر أحب إلي من أن أتكلفها وأنا معسر»
[4/314]

قال الحسن بن عبد الرحمن –رحمه الله-:
رأيت الشعبي يسلم على موسى النصراني، فقال: «السلام عليكم ورحمة الله» . فقيل له في ذلك، فقال: «أو ليس في رحمة الله؟ لو لم يكن في رحمة الله هلك»
[4/314]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها»
[4/314]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«البس من الثياب ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعيبه عليك العلماء»
[4/318]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«زين العلم حلم أهله»
[4/318]

قال صالح بن مسلم –رحمه الله-:
سألت الشعبي عن مسألة، فقال: «قال فيها عمر بن الخطاب كذا، وقال علي بن أبي طالب فيها كذا» . فقلت للشعبي: ما ترى؟ قال: «ما تصنع برأيي بعد قولهما، إذا أخبرتك برأيي فبل عليه»
[4/319]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«لعن الله أرأيت»
[4/320]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«إنما سموا أهل الأهواء أهل الأهواء لأنهم يهوون في النار»
[4/320]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«لو أصبت تسعا وتسعين وأخطأت واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين»
[4/320]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«ما كتبت سوداء في بيضاء قط، وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي» .
[4/321]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه»
[4/323]

قال الشعبي –رحمه الله-:
" إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم تطلبه، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل: هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء، فلم تطلبه؟ قال الشعبي: «فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك»
[4/323]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«اسقني أهون موجود، وأشد مفقود» . يعني الماء
[4/324]

قال مالك بن مغول –رحمه الله-:
مزح الشعبي في بيته، فقيل له: يا أبا عمرو، وتمزح، قال: «قراء داخل، وقراء خارج، نموت من الغم»
[4/324]

قال الشعبي –رحمه الله-:
«نعم الشيء الغوغاء، يسدون السيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السوء»
[4/324]

كان الشعبي –رحمه الله-من أولع الناس بهذا البيت:
[البحر الرمل]
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في وقت الغضب
[4/327]

قال أبو إسحاق-رحمه الله-:
«ذهبت الصلاة مني، وضعفت، وإني لأصلي وأنا قائم، فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران»
[4/339]

قال أبو إسحاق-رحمه الله-:
«كانوا يعدون الغنى عونا على الدين»
[4/340]

قال الأعمش –رحمه الله-:
«كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل الداخل نام على فراشه»
[4/351]

قال ابن أبي الهذيل –رحمه الله-:
«لقد شغلت النار من يعقل عن ذكر الجنة»
[4/358]

قال ابن أبي الهذيل –رحمه الله-:
«أدركنا أقواما وإن أحدهم يستحي من الله تعالى في سواد الليل» . قال سفيان: يعني التكشف
[4/359]

قال ماهان الحنفي –رحمه الله-:
«أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا لله منه؟» وكان لا يفتر من التكبير والتسبيح والتهليل
[4/364]

قال أبو البختري –رحمه الله-:
«لأن أكون في قوم أعلم مني أحب إلي من أن أكون في قوم أنا أعلمهم»
[4/380]

قال أبو البختري –رحمه الله-:
«وددت أن الله تعالى يطاع وأني عبد مملوك»
[4/380]

تــابــــع ....
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية