|
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة الفضلاء عن توجيهات أكتبها لمن يريد حضور الدورات
العلمية فكتبت هذا المقال :
1/ قال الأخ الفاضل : [ 1- الطريقة
الصحيحة التي ينبغي أن يسلكها طالب العلم للإستفادة المثمرة من هذه الدورات
العلمية ].
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول
الله ، أما بعد:
للاستفادة من الدورات العلمية على طالب العلم التنبه لهذه الأمور :
1/
إخلاص النية لله ، والصدق في طلب العلم .
2/
تفريغ النفس ، وتقليل شواغلها عن هذه الدورات العلمية .
3/
انتقاء الدورات بالحرص على الدورات العلمية السلفية وعلى من هو أهل للتدريس
والتعليم .
وهنا ينظر للأولى فالأولى حسب المتوفر والمتيسر .
4/
الحرص على حضور الدروس من أولها وعدم التغيب أو التأخر .
5/
اقتناء الكتب التي تدرس في الدورات للمراجعة والبحث والتعليق والتقييد .
6/
الاستعداد للدرس قبل إلقائه من الشيخ بتحضير الدرس والنظر في الأمور المشكلة
ليسأل عنها الشيخ بعد الدرس .
7/
إذا كانت عنده كتب متوسعة في مجال الدرس كالعقيدة فيرجع إلى الشروح للاطلاع
على كلام العلماء قبل شرح الشيخ لتتم الاستفادة .
8/
لو وجد من أصحابه من يستطيع مذاكرته والتحضير معه فهذا أمر حسن إذا كانت هذه
الصحبة لا تضيع الوقت بالكلام الذي ضرره أكثر من نفعه!
9/
النظر إلى وجه الشيخ "إستقبال المتحدث" ، والانتباه له ، والإصغاء لكلامه ،
مع تهيئة الأسباب لحضور الذهن كقلة السهر ، النوم مبكراً ، والبعد عن الشحناء
والمشاكسة ونحو ذلك .
10/
أن يقيد الفوائد والشوارد ، وإذا كان له سجل خاص للمعلومات والفوائد فهو أمر
حسن .
11/
أن يسجل ما يرد عليه من إشكال أثناء كلام الشيخ في سجله أو في ورقة خارجية
حتى يسأل الشيخ عنها بعد تمام الدرس .
12/
أن لا يقاطع الشيخ المتحدث ، ولا يتعنت في سؤاله ، ولا يسأل سؤال متعنت ، ولا
يتعالم ، ولا يظهر أنه عارف بهذا الدرس وما يحتوي عليه ، وأن لا يصحح خطأ
الشيخ بأسلوب فظ أو أسلوب غير لائق .
13/
أن يحترم الشيخ ويتأدب معه ، ويتأدب مع زملائه وأصحابه ، وأن لا يجادلهم بغير
حق ، ولا يكثر من جدالهم حتى بالحق ، وأن يكون نقاشه مع أصحابه بغية الفائدة
والوصول إلى الصواب لا الظهور والانتصار للنفس .
14/
أن يراجع الدرس ، ويراجع كلام الشيخ وترجيحاته في المسائل المختلف فيها ،
وينظر في كلام العلماء ليتعود على البحث والنظر والتأمل والتفقه في الدين .
15/
أن يداوم على ذكر الله وطاعته ، وأن يبتعد عن المعاصي والفتن ، وأن يحفظ وقته
بما ينفعه ، وأن يهذب نفسه ويزكيها ، وأن يسأل الله أن يعلمه ما ينفعه ، وأن
ينفعه بما علمه ، وأن يزيده علماً .
16/
أن يجتنب أصحاب الهوى والفتنة ، وأن يبتعد عن أهل التحزب والانحراف ، وألا
يشغل نفسه بما لا يعنيه.
هذه بعض النصائح لمن يبتغون حضور الدورات العلمية والاستفادة منها .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
2/ قال الأخ الفاضل: الكيفية
التي يسلكها طالب العلم في دراسة كتاب معيّن مثل " القول المفيد شرح كتاب
التوحيد " أو " زاد المعاد " أو " شرح الطحاوية " ، لأن الكثيرين يتساءل عن
الطريقة التي ينبغي أن يسلكها حتى يتسنى له " فهم " الكتاب واستيعابه ،
فالحاصل أننا ربما أتينا على الكتاب كله قراءة لكن في النهاية الحصيلة منه
ضئيلة وسرعان ما تُنسى !!
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول
الله ، أما بعد:
فلو أن كل طالب علم حفظ كل ما قرأ ولم ينس لأصبح الناس كلهم علماء!!
فإن الله –عز وجل- قد فاوت بين عقول الناس ومداركهم . وذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء .
لكن هناك وسائل تعين طالب العلم على الفهم وعلى بقاء أكبر قدر من المعلومات
من ذلك:
1/
الابتداء بصغار العلم قبل كباره .
فكثير من الطلاب لا يفهمون كثيرا من العلم ولا يستفيدون من كثير مما يقرؤون
بسبب هجومهم على الكتب الكبار التي تحتاج إلى معلومات سابقة ممهدة .
وسبب ذلك –غالباً- استعجال الطلب فيريد الطالب أن يصبح عالماً في شهر!!
فالذي ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بالكتب السهلة الميسورة ثم ينتقل إلى ما هو
أصعب وأوسع .
وقد جليت هذا الأمر -نوعاً ما- في رسالتي : "
برنامج علمي
عملي لطالب العلم
" .
2/
انتقاء الكتب الأيسر أسلوباً والأقرب إلى الأفهام يساعد على فهم الكتاب
واستيعابه .
3/
كثرة القراءة والاطلاع والسماع تساعد على الفهم والاستيعاب .
4/
التكرار للكتاب نفسه بقراءة متأنية دقيقة يقف عند كل فائدة وهذا أمر مهم .
وغاية هذه النقطة الحفظ مع الفهم . فحقيقة الحفظ هو التكرار الذي يثبت
المعلومة أو المقالة في الذهن .
فيحرص على حفظ مختصرات في العلوم تفيده في استحضار المعلومات ، وتحل له كثيرا
من الإشكالات .
كحفظ القرآن أو ما تيسر منه ، وحفظ الأصول الثلاثة أو نظم سلم الوصول للشيخ
حافظ فإنه شامل للأصول الثلاثة وزيادة ، ولكن الأصول الثلاثة أيسر وأشهر ،
وحفظ الأربعين النووية ، وحفظ عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي ، وحفظ
البيقونية في المصطلح أو نخبة الفكر ، ونحو ذلك من المتون اليسيرة المساعدة
على تثبيت العلم .
5/
أن يقرأ ويفهم ، فإذا قرأ ولم يفهم يكرر ما قرأ حتى يفهم .
لأن عدم الفهم يرجع -أحياناً- للإرهاق أو شرود الذهن أو ملل الذهن ونحو ذلك
ليس بالضرورة أن يكون الكلام المسطور عسيرا وصعباً .
6/
أن يتذاكر معلوماته وللمذاكرة صور :
أ/
التدارس مع أصحابه ومراجعة مسائل الكتاب معهم .
ب/
تدريس ما قرأ وفهم ودرس لمن هو أقل منه علماً أو من هو مثله .
وينبغي للشيخ أن يدرب طلابه على هذه الطريقة فهي حسنة لتثبيت المعلومات ،
ولكن لابد من كبح جماح الطالب حتى لا يطير ولما يريش!!
ج/
كتابة البحوث والمقالات المتعلقة بدرسه ، وعرضها على من هو مثله ، أو أعلم
منه ، أو عرضها على الشيخ وهو أفضل .
فكتابة البحوث تحتاج إلى بحث ومطالعة وتأمل ، وهذا له فوائد جمة وتُكَوِّن
طالب علم قوي .
وغير ذلك من الصور .
7/
أن يعمل بعلمه ؛ فإن كان اعتقاداً عقد عليه قلبه وآمن به ، وإن كان عبادة
وسنة طبقها وأداها كما هي ، وإن كان خطأ نبه عليه غيره ، وإن كان بدعة
حَذَّرَ منها وهكذا ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .