فضل العرب تفضيل جنس لا أفراد

[عبدالعزيز قاسم] ابن عثيمين وحديث الجسّاسة+كيف تعرف الشبهة ؟

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل
@zugailamm


 

أبا أسامة .

إليك مشاركة عن حديث الجساسة ، والذي تكرمت ونقلت رأي العلامة الفقيه الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله - ، والشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله - .

وقبل الدخول في النقاط التي أود طرحها فلا بد من تقرير قاعدة مهمة وهي مقولة الإمام مالك المعروفة المشهور : " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب ذلك القبر " .

أما التفصيل في حديث " الجساسة " المعروف في النقاط التالية :

أولا : حديث " الجساسة " تفرد به مسلم في صحيحه (2942) عن البخاري ، وبحسب علمي القاصر لا أعرف من طعن في سنده من العلماء الأوائل ، وخاصة أصحاب الصنعة الحديثية .

ثانيا : الحديث لم تنفرد بروايته فاطمةُ بنتُ قيس ، ولذا قال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (13/328) : " وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد ، وليس كذلك ، فقد رواه مع فاطمة بنت قيس : أبو هريرة ، وعائشة وجابر " .ا.هـ.

أما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - فقد أخرجه أبن أبي شيبة في " المصنف " (19483) من طريق عامر الشعبي ، عن المحرز بن أبي هريرة ، عن أبي هريرة .

وحديث عائشة – رضي الله عنها – أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عامر الشعبي ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة .

وحديث جابر – رضي الله عنه – أخرجه أبو داود (4328) من طريق الوليد بن جميع ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر .

ثالثا : الحديث لا مطعن في سنده فرجاله ثقات .

وقال ابن عبد البر "الاستذكار" (7/338) : " ثابت صحيح من جهة الإسناد والنقل " .ا.هـ.

وسئل العلامة الألباني – رحمه الله – عن حديث الجساسة ما نصه :

حديث الجساسة هل هو صحيح ، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟

الجواب :

حديث الجساسة حديث صحيح و ليس فيه ما يخالف الأحاديث الصحيحة إطلاقا .

وقد أكد صحته لسببين :

1 - أنه رواه الإمام مسلم في صحيحه .

2 -  لا يوجد في إسناده مغمزا أو مطعنا .

رابعا : طعن البعضُ في تميم الداري ، وعد هذا الحديث من مسيحيات الصحابي الجليل ، بل تبجح قائلا : " وأول من تولى كبر هذه المسيحيات هو تميم بن أوس الداري " !

أما العلماء الأجلاء العارفين للصحابة حقهم فقد قالوا ما يلي :

1 - قال الإمام النووي في " شرح مسلم " (18/81) : " هذا معدود في مناقب تميم – رضي الله عنه – لأن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه القصة . وفيه : رواية الفاضل عن المفضول ، ورواية المتبوع عن التابع . وفيه : قبول خبر الواحد " .ا.هـ.  

2 - وقال الحافظ في الإصابة : "  مشهور في الصحابة كان نصرانيا ، وقدم المدينة فأسلم ، وذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم – قصة الجساسة والدجال ، فحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه بذلك على المنبر وعُدَّ ذلك من مناقبة " .ا.هـ.

فالإمام النووي والحافظ ابن حجر عدا من مناقب الصحابي الجليل تميم الداري أنه حدث عنه تلك القصة ، إلى جانب أنه أصل من أصول مصطلح الحديث وهو رواية " الأكابر عن الأصاغر " .

قال السيوطي في " تدريب الرواي " (3/456) : " والأصل فيه : رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري حديث " الجساسة " ، وهي عند مسلم " .

خامسا : من الشبه العقلية التي بسببها رد الحديث أنه لا وجود لتلك الجزيرة ، وهذا كلام غريب

أكتفي بهذه النقاط المثبتة لصحة الحديث من جهة السند ، وتعدد مخارجه عن عدد من الصحابة .

عبد الله زقيل