مختارات إيمانية الجزء (31)

د. راشد بن مفرح الشهري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

# هل يستطيع ربك #

إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)

من أعظم صفات المؤمن : الإيمان بالغيب ( الذين يؤمنون بالغيب …)

يؤمن الانسان بالمشاهدات والمرئيات كثيرا ، ولكن ربما راوده شك أو شكوك في الغيبيات فلا يكاد يصدق إلا ما يراه ؟؟!!

فالمؤمن يحذر كل الحذر أن يشك في قدرة ربه تعالى وعظمته واستطاعته

هو قادر أن يشفيك !!

هو قادر أن يرزقك !!

هو قادر أن يرفع البلاء عنك !!

هو قادر أن يحقق مرادك !!

ولكن يؤخر ذلك :-

١- لحكمة يعلمها سبحانه

٢- لأن ذلك خير لك في دينك ودنياك

٣- يمتحن صبرك وإيمانك به

٤- لأنك أنت السبب في التأخير

إما لضعف دعائك أو ضعف توكلك أو وجود مانع لاستجابة دعائك لم تتركه .

جدد إيمانك بقدرة الله وعظمته وأنه لا يعجزه شئ وانتظر فرجه فالظفر مع الصبر .

واحذر أن يدور في خلدك ( هل يستطيع ربك )

بل يستطيع سبحانه، واعلم أن كل أمره لك خير ، وتذكر حياتك فكل تأخيرة فيها خيرة ، وهل هم الى فرج ، وكل بلاء الى عافية .

اللهم ارزقنا الإيمان بك وبقدرتك وعظمتك وكرمك وفضلك .

# ثلاث آيات أم ثلاث خلفات #

يضرب صلى الله عليه وسلم المثل ليقرب للأذهان

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فيه ثَلاثَ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قالَ: فَثَلاثُ آياتٍ يَقْرَأُ بهِنَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، خَيْرٌ له مِن ثَلاثِ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ. رواه مسلم

لو كنا سنعطى ذلك عاجلا في الدنيا لسارعنا إليه وتسابقنا عليه !!!!

تزود من هذا الخير العظيم .

# وسيلة لنضارة الوجه #

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم : (نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ..) الحديث

أخرجه الترمذي  وصححه الألباني

وهذا دُعاءٌ أن يُحسِنَ اللهُ خَلْقَه ويَرْفَعَ قَدْرَه .

انشروا الأحاديث الصحيحة تنالوا دعوة رسولنا صلى الله عليه وسلم وهذا الفضل العظيم ..

# طمأنينة فائقة #

وأنت تقرأ الوحي العظيم :-

قال تعالى: { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا " .

اللهم بشر كل مريض وكل مهموم وكل مبتلى وكل معسر بيسرك وفرجك وتوفيقك .

# هو خير مما يجمعون #

أصبحت النظرة الغالبة - عند كثير من الناس - نظرة مادية مالية ونسينا نعمة الدين والقرآن ونعم الله المتكاثرة ….

والله جل وعلا يقول : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )

قال ابن كثير رحمه الله:

أي : بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا ، فإنه أولى ما يفرحون به ،

( هو خير مما يجمعون ) أي : من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة .

نفرح بالمال وزينة الدنيا …… ولكن لا تطغى على نعمة الدين والقرآن والسنة وانباع الصراط المستقيم ، لأن ذلك خير وابقى .

اللهم اصلح أحوالنا وقلوبنا واهدنا سبل السلام .

كتبة: د. راشد بن مفرح الشهري