|
أولاً :
لا أشك أنك قد عانيت كثيراً ممن أخلفوا
وعودهم معك في أيّ أمر من الأمور , وبالمقابل أنت لاترضى أن تخلف وعداً مع أحد
كائناً من كان , والذي يعنينا هنا من أخلف وعداً وعطّل بإخلافه أموراً عظيمة
ومصالح عديدة وأربك وأزعج لكنها – وللأسف - في نظره يسيرة , وكأنه لم يفعل
شيئاً يستحق أن يلام عليه , ولذا لايعبأ بإخلافه وعداً , وكأن ذباباً وقع على
أنفه فقال به هكذا , وأشار بيده ...( واحرّ قلباه ) الأمر جدّ خطير , ومن اكتوى
بنار المخلفين لوعودهم أحس بذلك جيداً ..سبحان ربي ..
ثانياً :
أين هؤلاء من الوعيد المترتب على ذلك ؟ روى البخاري - رحمه الله تعالى - قال :
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ
سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا ، أَوْ كَانَتْ فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ ، حَتَّى
يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ
غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ » أما آن لهم أن يتقوا الله تعالى و يحترموا
أوقات الناس ؟ ألم يعلموا أن الناس يصبرون على أذاهم هذا على مضض ؟ وفي دنيا
الناس اليوم من قد يتهكّم بك إذا حاسبته على تقصيره في هذا الجانب !!
حبيبنا : درّب نفسك على الدقة في المواعيد , ودعك من الهالكين لاتلتفت إليهم ,
لاتنظر إلى الهالك كيف هلك , ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا حتى ولو كنت وحدك في
مجتمعك تتمثل الصدق والوفاء بالوعود , كن قدوة في ذلك وسيشار إليك , ويستشهد بك
, وتصبح أنموذجاً فريداً يحتذى , فكم نحن في حاجة إلى قدوات مباركة
محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح
Asb1388@gawab.com
القصيم – البدائع ص . ب ( 988)
جوال / 0504286623