|
هذا في أمر النكاح , قالته أسماء بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا
: ( إِنَّمَا النِّكَاحُ رِقٌّ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ أَيْنَ يُرِقُّ
عَتِيْقَتَهُ ) وقبل ذلك وبعد ه قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم- فعن أَبِى
حَاتِمٍ الْمُزَنِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:«
إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ
تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ». قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ :« إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ
دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ». قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. أَبُو حَاتِمٍ
الْمُزَنِىُّ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَهُ الْبُخَارِىُّ وَغَيْرُهُ , رواه البيهقي ,
فكم من الأولياء ممن انتابهم القلق تجاه من يتقدّم لخطبة مولياتهم , زوج
المستقبل كيف سيكون ؟ وهل هو ذو دين ؟ علماً بأن النبي -صلى الله عليه وسلم-لم
يشترط الدين فقط فليتنبه لهذا بل قال : (وَخُلُقَهُ ) فكما أنّ الدّين مطلب
كذلك الخلق , ولاخير في امرئٍ لايحمل خلقاً حسناً , حتى وإن صام وصلّى , أرأيتم
المرأة التي سئل عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-بأنها تصوم النهار وتقوم الليل
غير أنها تؤذي جيرانها قال : ( هي في النار ) لذا أيها الولي : َلْتنْظُرْ
أَيْنَ ترِقُّ عَتِيْقَتَك ؟ فهي ستقبل على حياة زوجية لاتدري ماذا سيجري لها
!!! فتحرّ عن الخاطب تعامله وأسلوبه خصوصاً مع والديه ومن يكبره سنّاً , وطريقة
كلامه ومنطقه وسفره وإقامته وهيئة لبسه ونظافته , وكرمه من بخله , ونوعيّة من
يصاحب ويجالس , ومدى انضباطه في دراسته أو عمله , وهل هو مفرط في سهر لامبرر له
؟ وهو يمتلك المبادرات في كل مافيه خير ونفع ؟ أم أنّه يتقاعس عن كل خير يدعى
إليه ؟ هل سبق له الزواج ؟
وكيف كان مع زوجته إن كانت في عصمته , أو حتى مع مطلّقته ؟ ولابأس بالاستئناس
بأسباب طلاقه إن تيسر ذلك حتى لايتكرر الخطأ نفسه , وهل يهمل المواعيد ولايعبأ
بها أم يحترمها ويتقيد بها ؟ وهل يشكر كل معروف أسدي إليه حتى وإن كان صغيراً
أم أنه يغفل عن الشكر ؟ لأن من لايشكر الناس لايشكر الله , وكيف يتعامل إذا
استفز في بعض المواقف ؟ وكيف يتصرف حيال المواقف الطارئة والمربكة ؟ وغير ذلك
كثير من التساؤلات التي إذا اطمأنّ الولي منها فإنه سيقدم على الموافقة , بعد
توفيق الله تبارك وتعالى ثم الاستخارة والاستشارة , هنا أعتقد أنه أخذ بشئ من
الأسباب التي تفتح له مغاليق الأمور , بدلاً من العبارات العامة , والتي لها
بريق دون الوقوف عن قرب على ما ذكرت , فلا ينبغي أن يكتفي بنحو قولهم ( هو رجل
أو نعم الرجل , أو طيّب , ربما يكون رجلاً وطيباً مع الناس أما مع الزوجة فلا ,
وكم من امرأة اكتوت بنار من هذا شأنه , والمجتمع لايكاد يصدق ما تقول !
محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح
Asb1388@gawab.com
القصيم – البدائع ص . ب ( 988)
جوال / 0504286623