|
نجد عجبا من الفاشلين في حياتهم كأنهم يلزمون الناس بل يلزمونهم بعدم خوض هذه
التجربة أيا كانت, لأنها – حتما – لاتنفع ولن يصل صاحبها إلى نتيجة وحجتهم في
ذلك أننا جرّبنا قبلكم .. إلخ
سبحان الله : هل الظروف هي نفسها ؟ والإمكانات المتوفرة هنا وهناك متساوية ؟
وهل العقول واحدة ؟ لايعني بالضرورة فشل فلان أنني سأفشل مثله حتما , هومستقلّ
بأسلوبه ومعالجته للأمور وبفكره ورؤاه كما أنه مستقلّ بنظرته فألاً وتشاؤمًا ,
وأنا مستقلّ بكل ذلك , والمشكلة هنا : أن الفاشل في كل مجال من مجالات الحياة
يفسد على الآخرين خوض التجربة التي ربما تنتهي بالنجاح وقد تنتهي بالنجاح فعلاً
, وقد حدث ذلك يوم أن طرحنا كلام الناس جانبا وخضنا تجارب عديدة انتهت نسبة
كبيرة منها بالنجاح – بفضل الله تعالى –
ولعل القارئ الكريم يتشوق إلى أمثلة طريفة في ذلك , وماأكثرها!! وخذوا على سبيل
المثال / تعدد الزوجات - وهي شرعة ربّانية – كم أحجم من راغبٍ في تطبيقها – وهو
قادر بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى بسبب ما يراه وينقل له من الناس ممن شوشوا
فكره , وكأنهم يقولون له : لاتحاول أن تعدد فستفشل حتما كما فشل غيرك , أعندهم
علم من الغيب ؟ وما يدريكم ربما يكون من أنجح المعددين وأفضلهم , فلماذا الحكم
– غيباً - على أمر علمه عند الله وحده , ولعلى أكون أكثر وضوحاً إذا قلت لك :
مادمت استخرت واستشرت الناصحين لا الفاشلين ووازنت الأمور واستطعت وتوفرت لك
الظروف التي تراها مناسبة لك فماالذي يمنعك أن تلحق بركب المعددين ؟؟