هُوَاةُ الشَّـرِّ
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
تَلَقَّى الدَّرْسَ عَمْرٌو فِيْ الْكَرَامَهْ *** وَقَوَّتْ عَـزْمَـهُ كُتُبُ الشَّهَامَهْ وَكَمْ بَذَلَـتْ أَسَاتِذَةٌ جُهُـوْدًا *** لِيَصْعَدَ فِكْـرُهُ فَـوْقَ الْغَمَامَـهْ فَعَمْـرٌو سَيِّـدٌ فَطِـنٌ ذَكِـيٌّ *** وَمَعْدِنُهُ أَصِيْـلٌ مِـنْ تِهَامَـهْ أَبُوْهُ الْبَـدْرُ ذُوْ عِلْـمٍ غَزِيْـرٍ *** عَلاَ فَوْقَ الرُّؤُسِ أَبُـوْهُ قَـامَهْ وَإِخْوَتُهُ اسْتَقَوْا عِلْمًـا وَفِيْــرًا *** وَمِنْهُـمْ مَـنْ تَمَيَّـزَ بِالْعَلاَمَهْ فَرَافَقَــهُ رِفَاقٌ مِـنْ ذِئَـابٍ *** قَدِ امْتَلَكَتْ نُفُوْسَهُـمُ الْوَخَامَهْ هُوَاةُ الشَّـرِّ مِنْ بَيْتٍ رَخِيْـصٍ *** سَبَتْ أَرْوَاحَهُمْ شُرْبُ الْمُدَامَهْ وَأُشْرِبَ فِيْ قُلُوْبِهِـمْ التَّوَانِـيْ *** وَمِنْ نَهْرِ الْهَوَى شَرِبُـوْا حَرَامَهْ نَهَارُهُمُ الظَّلاَمُ مَتَى اسْتَفَاقُـوْا *** قَدِ اعْتَادَتْ نُفُوْسُهٌـمُ ظَلاَمَـهْ فَعَمْرٌو قَدْ هَوَى فِيْ قَعْرِ بَحْـرٍ *** وَقَدْ غَرِقَتْ عَـلَى عَمْرٍو خِيَامَهْ وَضَيَّعَ مَا اسْتَفَادَ وَمَا اسْتَقَامَـتْ *** لِعَمْـرٍو بَعْـدَهُ أَيُّ اسْتِقَامَـهْ حَذَارِ مِنَ التَـوَرُّطِ فِيْ الْمَعَاصِيْ *** وَمِنْ زُمَرِ الْفُسُوْقِ أُوْلِي النَّدَامَهْ فَمَنْ صَحِبَ الذِّئَابَ اهْتَـدَّ فِكْرًا *** وَيَلْقَى الْخِزْيَ فِيْ يَوْمِ الْقِيَامَـهْ فَتِلْكَ نَصِيْحَـتِيْ فَاصْغُـوْا إِلَيْهَا *** كَمَا يَصْغُوْ إِلَى نُصْحِيْ أُسَامَـهْ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙