وَدَاعًا حَلِيفَ الدُّعَا
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
وَدَاعًا وَدَاعًـا غِـذَاءَ الْفِكَـرْ ** حَبِيْبَ الْقُلُـوْبِ عَظِيْـمَ الْعِبَرْ عَشِقْتُ لَيَالِيْكَ مُنْـذُ الصِّبَـا ** وَأَصْبَحْتُ أَهْـوَاكَ عِنْدَ الْكِبَرْ وَإِنِّـيْ أَرَى فِيْكَ أُنْشُـوْدَتِـيْ ** وَضَوْءَ اهْتِدَائِيْ وَحُلْـوَ السَّمَرْ فَظِـلُّـكَ رَوْحٌ وَرَيْحَـانَـةٌ ** شَذَاكَ بِرُوْحِي اسْتَوَى وَاسْتَقَرْ سَأَبْكِيْكَ مَادُمْتَ عَـنْ نَـاظِرِيْ ** بَعِيْـدًا فَبُعْـدُكَ هَجْرٌ أَمَـرّْ فَفِيْكَ الشَّيَاطِيْنُ قَـدْ صُفِّـدَتْ ** وَلَيْسَ لأَتْبَـاعِهَـا مِـنْ أَثَرْ وَأَوَّلُــهُ رَحْـمَـةٌ أُنْـزِلَتْ ** هَنِيْئًـا لِعَبْـدٍ بَـكَـى وَادَّكَرْ وَأَوْسَطُكُمْ مِنْحَةٌ مِـنْ غَفُـوْرٍ ** فَسُبْحَانَـهُ كَـمْ ذُنُـوْبٍ سَتَرْ وَعِتْقٌ مِـنَ النَّـارِ فِـي آخِـرٍ ** لِمَنْ كَفَّ عَـنْ ذَنْبِـهِ وَاعْتَذَرْ وَدَاعًـا حَلِيْفَ الدُّعَـا وَالْقُنُوْتِ ** وَشَهْرَ الْقِيَـامِ وَنَفْـحِ السَّحَرْ فَدَمْعِي عَلَى الْخَـدِّ مُسْتَرْسِـلٌ ** وَمِنْ أَجْلِ بُعْدِكَ قَلْـبِي انْفَطَرْ فَهَلْ نَلْتَقِـيْ يَاحَلِيْفَ الصَّلاحِ ** وَهَلْ عَـوْدَةٌ أَمْ سَيَأْبَـى الْقَدَرْ وَهَـلْ رَجْعَةٌ لِلَّيَالِـي الْمِـلاحِ ** وَنَـقْـرَأُ فِـيْ مُنْتَدَاكَ السُّوَرْ وَنَدْعُـو الإِلَـهَ بِقَلْبٍ خَشُـوْعٍ ** تَسَرْبَـلَ بِالذَّنْبِ حَتَّى اسْتَتَـرْ لَيَالِيْكَ بِالنُّـوْرِ قَـدْ أَشْرَقَـتْ ** نَهَـارُكَ يَـزْهُـوْ بِوَجْـهٍ أَغَرْ إِلـهـِيْ فَـإِنِّـيْ أُوَدِّعُ خِـلاًّ ** بِدَمْعٍ غَزِيـرٍ يُضَاهِـي الْمَطَرْ فَجُـدْ لِي بِعَفْـوٍ فَأَنْتَ كَـرِيْمٌ ** وَتَعْلَـمُ يَـارَبِّ ضَعْفَ الْبَشَرْ وَصَلِّ إِلهِيْ عَلَى أَفْضَلِ الْخَلْـقِ ** مَا غَـرَّدَ الطَّيْرُ فَـوْقَ الشَّجَرْ وَآلٍ وَصَحْـبٍ وَأَهْـلِ صَلاحٍ ** وَمَنْ سَارَ فِي الدَّرْبِ يَقْفُو الأَثَرْ