وَفِـلْمُكَ وَحَّـدَ أَهْلَ التُّقَـى
شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
تَعَدَّيْتَ حَـدَّكَ يَا ابْنَ اللِّئَامْ ** فَبِئْسَ الصَّنِيْعُ وَفُحْشُ الْكَلامْ تَعَدَّيْتَ حَدَّكَ يَا ابْنَ الْفُسُوْقِ ** وَأُشْرِبْتَ كَأْسَ الْهَوَى وَالْحَرَامْ تُسِيْءُ لأَحْـمَدَ زَيْنِ الْوَرَى ** وَنُوْرِ الْـهِـدَايَةِ بَدْرِ الظَّلامْ خَسِئْتَ وَتُـهْتَ بِوَادِي الْخَنَا ** وَوَادِي الضَّلالِ وَكَهْفِ الطَّغَامْ فَأَنْتَ وَرَهْطُـكَ لَمْ تُفْلِحُـوا ** وَلَنْ تَلْتَقُوا رَاحَـةً مِنْ سِقَامْ سَيَقْذِفُكَ الْمَوْجُ مِنْ سَاحِـلٍ ** لآخَـرَ حَتَّى تَذُوقَ الْحِـمَامْ سَيَرْجُفُ قَلْبُكَ رَجْفَ الْجَزُوْعِ ** وَيَنْهَارُ فِكْـرُكَ تَحْتَ الرُّكَامْ سَيُهْزَمُ جُنْـدُكَ فِي مُنْتَـدَاكَ ** وَلَمْ تَنْـجُ مِنَ ضَرْبَةٍ مِنْ هُمَامْ فَإِنَّ الرَّسُولَ إِمَـامُ الْهُـدَى ** رَسُولٌ لَهُ الْمُعْجِـزَاتُ الْعُظَامْ وَآيُ الْكِتَابِ كَشَمْسِ الضُّحَى ** تُنِيرُ الطَّـرِيقَ وَتَهْـدِي الأَنَامْ وَفِيهَا شِفَاءٌ لِمَرْضَـى الْقُلُوبِ ** فَتَصْفُو وَتَبْدُو كَحَبِّ الْغَمَامْ أَتَـهْزَأُ بِالْمُصْطَفَـى مَنْ رَقَـى ** عُلُـوًّا وَنَالَ الْمُنَى وَالْمَـرَامْ فَمَنْ مِثْلُـهُ طَارَ فَـْوقَ الْبُرَاقِ ** وَيَسْجُـدُ للهِ فِي ذَا الْمَـقَامْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ حَـلِيمٌ عَفِيـفٌ ** شَرِيفٌ تَحَلَّى صِفَاتِ الْكِـرَامْ أَتَى النَّاسَ وَالْجَهْـلُ فِي ذُِرْوَةٍ ** وَفِي غَفْلَةٍ لَمْ يَسُدْهَا النِّظَـامْ فَنَارَ الطَّـرِيقَ بِـهَـدْيِ الإِلَـهِ ** فَحَـلَّ السَّلاَمُ وَحَـلَّ الْوِئَامْ وَأَنْتُمْ بَنُو الْحِقْـدِ وَالْمُوبِقَـاتِ ** فَلَمْ يَشْفِكُمْ غَيْرُ حَدِّ الْحُسَامْ فَهِتْلَرُ يَعْـرِفُ كَيْـدَ الْيَهُـودِ ** فَأَزْرَى بِهِمْ دُونَ أَيِّ احْـتِرَامْ فَهُـمْ أُمَّـةٌ بَدَّلُـوا دِيْنَـهُمْ ** بِإِثْمٍ وَزُورٍ وَحَـرْفِ انْتِقَـامْ فَكَمْ مِنْ نَـبِـيٍّ وَكَمْ صَالِـحٍ ** قَتَـلْتُـمْ وَكَمْ أَنْفُسٍ يَا لِئَامْ فَهُـمْ أُمَّـةٌ أَغْضَبُـوا رَبَّـهُمْ ** فَتَعْسًا لِقَـوْمٍ أَلَدُّ الِخَصَـامْ وَفِـلْمُكَ وَحَّـدَ أَهْلَ التُّقَـى ** وَأَصْلَحَهُمْ بَعْـدَ ذُلِّ انْقِسَامْ خَسِرْتَ وَمَا نِلْتَ إِلاَّ الشَّقَـاءَ ** وَأُرْغِمَ أَنْفُـكَ تَحْتَ الرَّغَامْ فَيَا أُمَّـةَ الدِّينِ فَاسْتَيْقِـظُـوا ** فَصَهْيُونُ أَفْعَى عَدِيمُ الذِّمَامْ لَئِـيمُ الطِّـبَاعِ سَفِيهُ اللِّسَانِ ** دَنِيْءُ الْخِصَـالِ إِذَا مَا اسْتَقَامْ فَهُبُّوا لِنُصْـرَةِ خَـيْرِ الْـوَرَى ** عَلَيْهِ الصَّـلاَةُ وَأَزْكَى السَّلامْ ==============