قصيدة في رثاء الشيخ/ صالح بن محمد المقوشي رحمه الله بعنوان ( عَزَّ الْفِـرَاقُ )
شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل أحد أعضاء هيئة التدريس بمعهد الحرم المكي
خَطْبٌ أَلَمَّ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْسَكِبُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمٍ الأَحْـزَانِ يلْتَهِبُ وَمُهْجَتِي مَسَّهَا مِنْ بُؤْسِهَا سَقَمٌ ** عَلَى فِرَاقِـكَ يَا مَنْ لَيْلُهُ قُـرَبُ كَمْ مُؤْمِنٍ بِالدُّعَا لِلشَّيْخِ مُنْشَغِلٌ ** لِأَنَّـهُ لِلْعُـلا يَدْعُـوْ وَيَحْتَسِبُ وَصَالِحٌ نَعْيُهُ فِي الْقَوْمِ فَاجِعَـةٌ ** هَزَّتْ مَشَاعِرَنَا وَالدَّمْعُ مُنْسَكِبُ لَئِنْ طَوَى الْمَوْتُ نَجْمًا فِي تَأَلُّقِهِ ** فَنَشْرُ آثَارِهِ لِلاقْتِـدَا يَـجِـبُ مَحَـاسِنٌ يُبْهِـرُ الدُّنْيَا تَقَمُّصُهَا ** وَلِلْجِـنَـانِ بِفَضْـلِ اللهِ تَنْتَسِبُ وَالْمَوْتُ يُسْرِعُ لِلأَخْيَارِ يَقْبِضُهُمْ ** كَمَا رَوَى أَحْمَـدٌ وَالسَّادَةُ النُّجُبُ إِنْ أَطْفَأَ الْمَوْتُ مِصْبَاحًا أَضَاءَ لَنَا ** ثُمَّ ارْتَقَتْ رُوحُهُ وَانْزَاحَتِ الْحُجُبُ فَقَدْ بَكَتْـهُ زَوَايَا الْعِلْمِ يَعْمُرُهَـا ** وَأَرْسَلَ الدَّمْـعَ مَحْزُونٌ وَمُكْتَئِبُ عَزَّ الْفِـرَاقُ وَأَمْـرُ اللهِ يَحْكُمُنَا ** وَالصَّبْرُ عُمْدَتُنَا إِنْ جَلَّتِ النُّـوَبُ أَصَالِحٌ كُنْتَ نِبَرَاسَ الْعُلُومِ وَهَلْ ** لِصَالِـحٍ مَثَـلٌ تَعْـلُو بِهِ الْخُطَبُ وَمَنْ كَمِثْلِكَ حَوْلَ الْبَيْتِ مُعْتَكِفٌ ** يُرَتِّلُ الآيَ أَوْ يَدْعُـو فَيَنْـتَحِـبُ وَمَنْ كَمِثْلِكَ لِلطُّلاَّبِ يَرْفِـدُهُمْ ** بِكُلِّ نَافِعَـةٍ تَسْمُـو بِهَـا الرُّتَـبُ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ الْمَبْرُورِ قَدْ مُلِئَتْ ** صَحَائِفُ الشَّيْخِ وَازْدَانَتْ بِهَا الْكُتُبُ سَلِ الشَّبَابَ وَمَنْ بِالْعِلْمِ زَوَّدَهُمْ ** سَمَوا بِتَوْجِيهِهِ وَانْجَـابَتِ السُّحُبُ تَزَوَّدُوا بِعُلُـومِ الشَّرْعِ تَدْفَعُهُمْ ** إِلَيْهِ تَقْـوَى وَعَـزْمٌ صَـارِمٌ عَجَبُ صُنْـدُوقُ بِرٍّ لِمَنْ بَاتَتْ بِمَسْغَبَةٍ ** إِنْ هَـدَّهَا الْفَقْرُ أَوْ أَوْدَى بِهَا الْعَطَبُ وَكَمْ وَكَمْ شَيَّدَتْ يُمْنَاكَ مِنْ عَمَلٍ ** بِرٍّ فَـأَنْتَ لِطُـلاَّبِ الْعُـلُـومِ أَبُ فَلاَ الْبَيَـانُ وَلاَ الأَشْعَارُ قَـادِرَةٌ ** عَلَى الْوَفَـاءِ وَلاَ الأَسْفَـارُ وَالأَدَبُ نَمْ فِي النَّعِيـمِ بِفَضْلِ اللهِ مُغْتَبِطًا ** يَحُفُّـكَ السَّعْـدُ لاَ يَنْتَابُكَ الْوَصَبُ 21/11 /1434هـ