رباعيات الأهدل مع كل صباح
شهر ذي الحجة / 1436 هـ

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


بسم الله الرحمن الرحيم


1/ 12/ 1436 هـ

لَوْ عِشْتَ  فَوْقَ الْقَمَرِ 
**  وَالْمَـــالُ مَـــدَّ الْبَصَـــرِ
وَالْأَمْـرُ  مِنْكَ  نَافِـــذٌ 
**  فِي الْبَدْوِ أَوْ فِي الْحَضَرِ
فَهَـلْ  سَتَبْقَـى  خَالِـدًا 
**  مَـــدَى  حَيَـــاةِ الْبَـشَـــرِ
فَاهْجُرْ تَعَالِي مُعْجَبٍ 
**  يَزْهُـــو  بِثَــوبِ الْبَطَــرِ

2/ 12/ 1436 هـ

رَأَيْتُهَا  فَـوْقَ كُرْسِيٍّ  بِلَا قَـدَمِ 
**  وَدَمْـعُ  مُقْلَتِهَـا  كَالْوَابِـلِ  الْعَمِـمِ
وَشَعْرُهَا مُلْتَوٍ كَالْخَيْزُرَانِ وَلَمْ 
**  تَلْبَسْ مِنَ الْقُطْنِ  إِلَّا لِبْسَةَ الْخَدَمِ
وَالْقَمْلُ مُنْتَشِرٌ  فِي كُلِّ نَاحِيَـةٍ 
**  وَالْبِنْتُ مِنْ أُسْرَةٍ فِي ذُرْوَةِ النِّعَمِ
مَالٌ وَجَاهٌ بِلَا عَطْفٍ يُحَرِّكُهُمْ 
**  نَحْـوَ  الْمُعَاقَــةِ  إِنَّ اللهَ  لَـمْ يَنَــمِ

3/ 12/ 1436 هـ

رَأَتْ  أَتَــانٌ  جَمَـــلًا 
**  يَبْدُو  كَصَخْرِ الْجَبَلِ
وَطِفْلَــةٌ  تَمْشِـــي بِـهِ 
**  كَمِشْيَــــةِ  الْمُـدَلَّـــلِ
فَاسْتَغْرَبَتْ  مِنْ طِفْلَةٍ 
**  تَقُـودُ  أَعْتَـى  جَمَـلِ
وَلَمْ تَرَ الْجَحْشَةُ  مَــا 
**  تَحْمِلُــهُ  مِـنْ  ثِقَـــلِ

4/ 12/ 1436 هـ

حَسْنَاءُ  مِثْلُ الْقَمَرِ 
**  تَعْشَقُ لَيْـلَ السَّهَـرِ
وَالدُّخُّ فِي حَوْزَتِهَا 
**  مِثْلُ الشَّبَابِ الْعَكِرِ
أَيْنَ  أَبٌ  يَرْدَعُهَـا 
**  وَأَيْــنَ  أُمُّ  الْغَجَـرِ
هَــلَّا أَفَـاقَ مُبْتَلًـى 
**  وَشَدَّ  حَبْلَ  الْحَذَرِ

5/ 12/ 1436 هـ

شَكَى الْيَرَاعُ  وَدَمْعُ  الْعَيْنِ  مُنْهَمِـرُ 
**  أَكُلَّ يَوْمٍ  قَرِيـضُ النُّصْـحِ يَنْتَشِرُ
نَظَمْتَ فِي الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ  مِنْ قِدَمٍ 
**  وَقُلْتَ فِي الْغِشِّ حَتَّى هَدَّكَ الْكِبَرُ
كَرَّرْتَ مَعْنًى  وَلَفْظًـا فَابْتَكِرْ  خَبَرًا 
**  لَا نُصْحَ فِيهِ  وَلَا هَمٌّ  وَلَا ضَجَرُ
فَقُلْتُ  إِنَّ  قَرِيضَ  اللَّهْـوِ  مَسْخَـرَةٌ 
**  وَمُفْسِدٌ  لِلْوَرَى  فِي طَيِّهِ  الْخَطَرُ

6/ 12/ 1436 هـ

لَيْسَ السَّعَادَةُ فِي امْتِلَاكِ الدِّرْهَمِ 
**  أَوْ فُـزْتَ  يَـوْمَ  تَسَابُـقٍ  بِتَقَـدُّمِ
أَوْ حُزْتَ مَرْتَبَـةً  وَنِلْتَ وَجَاهَـةً 
**  كَـلَّا وَلَيْـسَ  إِذَا ظَفِـرْتَ بِمَغْنَمِ
إِنَّ السَّعَـادَةَ  أَنْ  تَعِيْشَ  مُـهَذَّبًـا
  **  مُتَوَاضِعًا  لَمْ تَرْمِ فُحْشًا مِنْ فَمِ
تَخْشَى الْإِلَهَ  وَتَتَّقِي شَرَّ الْهَـوَى 
**  وَتَخَافُ أَنْ تَصْلَى بِنَـارِ جَهَنَّـمِ

7/ 12/ 1436 هـ

قَدِّمِ الْخَيْـرَ  لَوْ بِحَبَّـةٍ تَمْـرٍ 
**  أَوْ بِطَـنٍّ  أَوْ أَنْـهُـــرٍ وَبِـحَـــارِ
رُبَّمَا حَبَّةٌ مِنَ التَّمْـرِ خَيْـرٌ 
**  مِنْ  قَنَاطِيْرَ  أُهْدِيَتْ  لِجَوَارِي
إِنْ تَصَدَّقْتَ  لَا تَمُنَّ  وَإِلَّا 
**  صَارَ وِزْرًا مِنْ أَعْظَمِ الْأَوْزَارِ
نَزِنُ الْقَمْحَ وَالْجَوَاهِرَ أَمَّـا 
**  عَمَـلُ الْبِرِّ  حَـارَ  فِيهِ  عِيَارِي

8/ 12/ 1436 هـ

الْفِيْسُ  بُـوكُ  أَدَاةُ  عِلْـمٍ وَخَبَـرْ 
**  يَكْمُنُ  أَيْضًـا  فِيْهِ  شَرٌّ  أَيُّ شَـرْ
فَاكْتُبْ  وَحَـاذِرْ  أَنْ تَبُثَّ  غِيْبَةً 
**  وَاعْتَزِلِ الْفَخْرَ وَصَوْلَاتِ الْبَطَـرْ
ثُمَّ  ابْتَعِـدْ  عَنْ جَـدَلٍ فِي قِصَّـةٍ 
**  يَصُوغُهَا الْجَهْلُ  بِأَنْوَاعِ  الْخَطَرْ
وَزَوِّدِ الصَفْحَةَ عِلْمًا  وَاخْتَصِرْ 
**  إِنَّ الذَكِيَّ  مَنْ إِذَا قَـالَ  اخْتَصَـرْ

9/ 12/ 1436 هـ

إِذَا ابْـتُـلِـيـتَ  بِـإِفْـــلَاسٍ  وَمَـسْغَـبَــةٍ 
**  وَسِرْتَ فِي فَلَكِ الدُّنْيَا كَإِعْصَارِ
وَلَـمْ تَجِـدْ  مَنْزِلًا  تَـأْوِيهِ  فِي  غَلَـسٍ 
**  وَلَا  رَفِيقًـا  يُـوَاسِيكُمْ  بِـدِيـنَـارِ
فَتِـلْكَ دُنْـيَـاكَ  فِـيـهَـا  كُـلُّ مُـخْـزِيَــةٍ 
**  وَكَمْ  وَكَمْ  مِنْ مَسَرَّاتٍ وَأَكْدَارِ
فَاحْمَدْ إِلَهَـكَ فِي الْحَالَيْنِ وَارْضَ فَلَـمْ 
**  تَجِدْ بِدُنْيَاكَ  إِلَّا مِنْحَـةَ الْبَـارِي

10/ 12/ 1436 هـ

أَهْـلًا بِـعِـيْـدٍ مُنْـتَـظَـرْ 
**  أَصْفَى ضِيَـاءً مِنْ قَمَـرْ
عِيْـدُ الزُّهُوْرِ  يَـاهَـلَا 
**  عِيْدُ  الرِّيَاضِ  وَالْمَطَرْ
نَـهَــــارُهُ   أُنْـشُـــوْدَةٌ 
**  وَلَـيْـلُــهُ  حُـلْـوُ الـسَّمَـرْ
يَا رَبِّ أَنْتَ الْمُرْتَجَى 
**  لَوْلَاكَ مَا  سَعْـدٌ  ظَهَـرْ

11/ 12/ 1436 هـ

إِحْذَرْ  سَبِيلَ  الْبَطَرِ 
**  فَـالْفَـخْـرُ  ثَـوْبُ  الْأَشِرِ
وَامْشِ كَطَيْرٍ  حَـذِرٍ 
**  مِـنْ  زَلَّــةٍ  أَوْ خَـطَـــرِ
وَادْعُ إِلَــهً  سَرْمَــدًا 
**  فِي الْفَجْرِ أَوْ فِي السَّحَرِ
بِأَنْ  تَكُونَ  نَاجِـحًـا 
**  دُنْـيَــا  وَأُخْـرَى وَابْـشِرِ

12/ 12/ 1436 هـ

أَصَابَنِي  مَرَضٌ  أَوْ لَوْثَةٌ  بِدَمِـي 
**  فَعِشْتُ مُنْغَرِسًا  فِيْ بُؤْرَةِ  السَّقَمِ
أَمَّا الطَّبِيْبُ  فَفِي  يَأْسٍ  وَلَا أَمَـلٌ 
**  عَنْدَ الطَّبِيْبِ لِتُشْفَى عِلَّتِي وَدَمِـي
دَعَوْتُ رَبِّي وَدَمْـعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِـرٌ 
**  فَزَالَ ضُرِّي وَزَالَتْ غُصَّةُ الْأَلَمِ
فَالْجَأْ إِلَى اللهِ  إِنْ لَاقَيْتَ  مُعْضِلَةً 
**  سُبْحَانَـهُ غَمَـرَ الْإِنْسَـانَ  بِالنِّـعَـمِ

13/ 12/ 1436 هـ

جَمَعَتْ  هِنْـدُ  شِلَّةَ  الْفَتَيَـاتِ 
**  وَتَعَالَى  الضَّجِيْجُ بِالتُّرَّهَـاتِ
وَأَكَلْنَ  اللُّحُـومَ  مِثْـلَ سِبَـاعٍ 
**  غِيْبَـةٌ  إِثْــرُ غِيْبَـةٍ  كَالْقَـنَــاةِ
اِتَّقِـي اللهَ  فَـالْحِسَابُ عَسِيْـرٌ 
**  قَدِّمِي النُّصْحَ  لِلْفَتَـى وَالْفَتَـاةِ
وَاطْلُبِي الْعَفْوَ مِنْ إِلَهٍ غَفُورٍ 
**  وَاحْذَرِي مِنْ مَغَبَّةِ الْمُهْلِكَاتِ

14/ 12/ 1436 هـ

أَهْلًا بِحُجَّـاجِ بَيْتِ اللهِ وَالْحَـرَمِ 
**  وَمَرْحَبًا إِخْـوَتِي فِي الدِّينِ  وَالْقِيَـمِ
تَقَبَّلَ اللهُ مِنْكُـمْ حَجَّكُـمْ  وَعَفَـى 
**  عَنْ سَيِّئَاتٍ فَرَبُّ الْعَرْشِ ذُوْ كَـرَمِ
نَصِيحَتِي أَيُّهَا الْأَحْبَـابُ أَبْعَثُهَا 
**  مَعَ اخْتِصَارٍ بَدَا  فِي أَحْرُفِ الْكَلِـمِ
أُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَالْقَلْبُ مُدَّرِعٌ 
**  لِبَاسَ  صِدْقٍ  وَإِخْلَاصٍ  بِلَا  سَأَمِ

15/ 12/ 1436 هـ

إِنْ جَارَ جَارُكَ لَا تُؤْذِيهِ وَاصْطَبِرِ 
**  لِلْجَارِ حَقٌّ فَكُـنْ فِي مُنْتَهَى الْحَـذَرِ
وَمَنْ أَسَاءَ لِجَارٍ  وَاعْتَـدَى  بَطَـرًا 
**  فَوَضْعُهُ يَوْمَ بَعْثِ الْخَلْقِ فِي خَطَرِ
فَاغْنَـمْ  بَقِيَّـةَ  عُمْـرٍ  فَالدُّنَـا  قَــذَرٌ 
**  وَالْكِبْرُ  فِيْهَا  كَزَخَّـاتٍ  مِنَ الْقَـذَرِ
وَمَـنْ  تَوَاضَـعَ   فَالْعَلْيَـاءُ  مِنْبَـرُهُ 
**  وَيَـوْمَ  يُبْعَثُ  يَرْقَى  سُلَّـمَ  الظَّفَـرِ

16/ 12/ 1436 هـ

دَنَـا  فَقُلْتُ  دَنَـا  يَحْتَاجُ  مَوْعِظَةً 
**  أَوْ حَلَّ مُشْكِلَةٍ فِي الْأَشْهُرِ الْحُـرُمِ
أَصْغَيْتُ أُذْنِي وَإِذْ بِالشِّيْخِ مُنْفَعِـلٌ 
**  يَغْتَابُ  ذَا شُهْـرَةٍ  كَالْمُفْـرَدِ الْعَلَـمِ
فَقُلْـتُ لَسْتَ سِوَى عُنْـوَانِ مَفْسَدَةٍ 
**  مَا دُمْتَ تَعْشَقُ هَـذَا الْفَنَّ  مِنْ قِدَمِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاحْذَرْ مَوْقِفًا حَرِجًا 
**  يَوْمَ الزِّحَامِ وَيَوْمَ الْعَرْضِ  وَالنَّدَمِ

17/ 12/ 1436 هـ

الْعِيْـدُ  أَقْـبَـلَ  وَالنَّـهَــارُ  جَــلَالُ 
**  فَبَدَتْ عَلَيْهِ  مَهَـابَـةٌ  وَجَمَـالُ
وَالنُّورُ أَشْرَقَ وَالزُّهُورُ تَنَاثَـرَتْ 
**  فَكَـأَنَّـهَـا أُسْطُــورَةٌ  وَخَـيَــالُ
وَاللَّيْلُ مِنْ حُسْنِ الْبَهَـاءِ  تَلَأْلَأَتْ 
**  فِيْهِ النُّجُـومُ  وَزُهْـرَةٌ وَهِـلَالُ
للهِ  مِنْ  عِـيْـدٍ  بَـدَا  كَـقَـصِـيْــدَةٍ 
**  يَشْدُو بِهَا مِنْ حُسْنِهَا الْأَطْفَالُ

18/ 12/ 1436 هـ

بَـنَـيْـتَ  قَـصْـرًا  مِـنَ التَّـدْلِيسِ  وَالْقَسَمِ 
**  وَبَيْعِ غِشٍّ كَوَجْهِ الْغُولِ فِي الظُّلَمِ
وَتُهْتَ  فِي مَسْرَحِ  التَّبْذِيرِ  مُذْ  بَزَغَتْ 
**  طَلَائِـعُ الْمَـالِ  فِي كَفَّيْـكَ  كَالدِّيَـمِ
إِلَـى  مَـتَـى  أَيُّـهَـا  اللَّاهِــي  بِـدُنْـيَـتِــهِ 
**  أَمَا  عَلِمْتَ   بِأَنَّ  الْمَوْتَ  لَمْ  يَنَمِ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاخْلِصْ وَادْعُ مَنْ سَجَدَتْ 
**  لَـهُ الْجِـبَـاهُ  لِتُـمْـحَى  زَلَّـةُ  الْقَـدَمِ

19/ 12/ 1436 هـ

أَمَا  تُبْتُـمْ  مِنَ  الْغِشِّ 
**  وَمِنْ  زُوْرٍ  وَتَزْوِيْـرِ
أَلَمْ تَصْغُوا إِلَى شَرْعٍ 
**  وَتَـرْهِـيْـبٍ  وَتَحْـذِيْـرِ
أَلَمْ يَخْشَ الْمُغِشُّ غَدًا 
**  خُطُوْرَةَ فِعْلِ مَحْظُوْرِ
فَتُـبْ  فَالنَّـارُ مُـوْقَـدَةٌ 
**  لِأَهْلِ  الْغِشِّ  وَالزُّوْرِ

20/ 12/ 1436 هـ

دَعِ الـدُّنْـيَــا  يُـغَـازِلُهَـا الظَّــلَامُ 
**  وَيَحْضُنُهَـا غَبِـيٌّ مُسْتَهَـامُ
وَيَـلْثَـمُ  كَـعْـبَـهَــا  تُـجَّــارُ غِشٍّ 
**  وَيَمْـدَحُـهَـا بِـأَشْعَـارٍ  لِئَامُ
فَلَيْسَ  لَهَـا  إِذَا  أَمْعَـنْـتَ  عَهْـدٌ 
**  وَلَيْسَ لَهَا وَفَـاءٌ  أَوْ ذِمَـامُ
سَتَخْرُجُ خَاسِرًا فِي ثَوْبِ خِزْيٍ 
**  إِلَى أُخْرَى عَوَاقِبُهَا جِسَامُ

21/ 12/ 1436 هـ

زُرْتُ فِي الْمَشْفَى رَفِيْـعَ الْأَدَبِ 
**  عَالِمًا بِالشَّرْعِ عَـالِ الرُّتَـبِ
لَوْ  رَأَتْ  عَيْنَاكَ  مَا أَبْصَـرْتُـهُ 
**  هَطَلَ الدَّمْـعُ كَسَيْلِ السُّحُـبِ
مَرَضٌ  غَيَّـرَ  وَجْـهًـا  مُشْرِقًـا 
**  أَصْبَحَ الْوَجْهُ  كَلَيْلِ الْكُـرَبِ
وَانْتَهَى الشَّيْخُ وَفَاضَتْ  رُوْحُهُ 
**  فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا مَثَارَ الْعَجَبِ

22/ 12/ 1436 هـ

دَمْـعٌ تَنَاثَرَ  بَلْ  قُـلْ  مُسْبِـلٌ  هَطِـلُ 
**  عَلَى عَزِيزٍ طَوَى أَنْفَاسَهُ الْأَجَـلُ
وَهَلْ مِنَ الْمَوتِ إِنْ أَحْسَسْتَهُ هَـرَبٌ 
**  فَالْمَوْتُ  حَقٌ  فَفَكِّرْ  أَيْنَ تَرْتَحِلُ
إِمَّـا  إِلَى جَـنَّـةٍ  طُـوْبَـى  لِسَاكِنِـهَــا 
**  أَوِ الْجَحِيْمِ  وَمَنْ  يَا قَوْمُ  يَحْتَمِلُ
فَتُبْ  إِلَى اللهِ  وَاهْجُـرْ كُلَّ  مُخْـزِيَةٍ 
**  وَادْعُ الرَّحِيمَ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْهَمِلُ

23/ 12/ 1436 هـ

لَا تَحْقِرَنَّ  امْـرَأً  أَخْلَاقُهُ  دَنَسُ 
**  وَفِي الذُّنُوْبِ  وَفِي الْآفَـاتِ مُنْغَمِسُ
نَـهَـارُهُ  كَلَيَالِ  السُّوْءِ  مُـبْـتَـذَلٌ 
**  وَفِكْـرُهُ  فِي حُطَامِ  الْجَهْـلِ مُنْحَبِسُ
فَلَسْتَ تَدْرِي مَنِ النَّاجِي بِجِلْدَتِهِ 
**  يَوْمَ الزِّحَامِ وَمَنْ فِي الْحَشْرِ يَنْتَكِسُ
فَاللهُ جَلَّ عُلًا أَدْرَى  فَكُنْ حَذِرًا 
**  وَمَنْ زَكَـا عَقْلُهُ فِي النَّاسِ يَحْتَـرِسُ

24/ 12/ 1436 هـ

رَأَى الْجَوَاهِرَ مِثْلَ النَّحْلِ  تَأْتِيْنِي 
**  فَبَاتَ  يَمْدَحُنِي   بِالرِّفْـقِ  وَاللِّيْنِ
وَكَمْ هَدَايَا تَوَالَتْ  شَكْلُهَا  عَجَـبٌ 
**  وَإِنْ ظَمِئْتُ أَتَى بِالْمَـاءِ  يَسْقِيْنِـي
أَذَعْـتُـهُ  السِّرَّ  أَنَّ الْمَـالَ  يَمْلِكُـهُ 
**  طِفْـلٌ يَتِيْمٌ  فَصَـارَ الْخِـلُّ يُؤْذِيْنِي
فَالْحُـبُّ فِي اللهِ  مَبْنِيٌّ  عَلَى قِـيَـمٍ 
**  وَالْحُـبُّ فِي غَيْرِهِ حُبُّ الشَّيَاطِيْنِ

25/ 12/ 1436 هـ

مَنْ طَابَ نَفْسًا مَا تَغَيَّـرَ فِي الْوَرَى 
**  كَلَّا  وَلَوْ  حَالُ  الصَّدِيْقِ  تَغَيَّـرَا
وَكَذَا الْكَـرِيْمُ يَضَلُّ فِي كَرَمٍ  وَهَـلْ 
**  كَرَمٌ يَزُوْلُ فَمَنْ يَظُنُّ قَـدِ افْتَـرَى
وَانْظُـرْ  لِأَهْـلِ الْعَفْـوِ  لَمْ يَتَأَخَّـرُوا 
**  فِي  الْعَفْـوِ  وَانْظُرْ  لِلَّئِيْمِ  تَأَخَّرَا
صِفَةُ  الرِّجَـالِ  أَوِ النِّسَاءِ  عَلَامَـةٌ 
**  فَوْقَ الْجَبِيْنِ فَذَا يَبِيْعُ وَذَا اشْتَرَى

26/ 12/ 1436 هـ

تُحَـدِّثُ  عَنْ دِيْـنِ  الْإِلَهِ بِكَثْـرَةٍ 
**  وَلَـمْ أَرَ  أَخْلَاقًـا  بِذَاتِـكَ  تَلْمَـعُ
فَوَا  عَجَبًا  مِنْ  نَاصِحٍ  مُتَقَلِّبٍ 
**  يَقُولُ  وَشَرٌّ  بَيْنَ  شِدْقَيْهِ يَرْتَـعُ
أَتَنْصَحُ  أَقْوَامًا  وَأَنْتَ  مُضَيِّـعٌ 
**  فَهَلْ يَاتُرَى نُصْحُ الْمُضَيِّعِ يَنْفَعُ
بِنَفْسِكَ فَابْدَأْ إِنْ أَرَدتَّ نَصِيْحَـةً 
**  وَمَنْ كَانَ ذَا لُبٍّ يَقُـولُ وَيَسْمَـعُ

27/ 12/ 1436 هـ

شَتَمْتَ زَيْدًا وَعَمْرًا وَابْنَ كَيْسَانَ 
**  وَاغْتَبْتَ  هِنْدًا وَلَمْ تَـرْفُـقْ بِحَسَّانَ
فَأَنْتَ  لَسْتَ  سِوَى  سُمٍّ نُحَـاذِرُهُ 
**  وَأَنْتَ خِزْيٌ جَعَلْتَ الْفِسْقَ عُنْـوَانَا
أَكَلْتَ لَحْمَ أَخٍ كَالذِّئْبِ  فِي جِيَفٍ 
**  يَا شَرَّ  خَلْقٍ  فَكَـمْ  دَمَّـرْتَ  بُنْيَانَا
وَهَـلْ  سَتَتْرُكُ  مَنْ حَدَّثْتَهُ  عَبَثًا 
**  كَـلَّا  وَسُحْقًا  لِمَنْ  يَغْتَابُ  إِنْسَانَا

28/ 12/ 1436 هـ

سِرَّكَ احْفَظْهُ  إِذَا كُنْتَ  فَتًى 
**  إِنَّ مَنْ يُفْشِي كَعُشَّاقِ الْمِحَـنْ
كَيْفَ  تُبْدِيْهِ  لِخِـلٍّ  مُخْلِـصٍ 
**  فَهَلِ الصَّاحِـبُ دَوْمًا  مُؤْتَمَنْ
رُبَّمَـا  أَغْضَبْـتَـهُ   فِي  مَـلَإٍ 
**  فَيُذِيْـعُ  السِّرَّ  فِي لَيْلِ  الْفِتَـنْ
صَاحِبُ السِّرِّ إِذَا لَمْ يَسْتَطِـعْ 
**  حِفْظَهُ فَالْغَيْرُ  أَوْلَى  فَاعْلَمَنْ

29/ 12/ 1436 هـ

وَقَفْتُ مُسْتَغْرِبًا  مِنْ رَوْنَقِ الْحُلَلِ 
**  عَلَى فَتًى يَنْثَنِي كَالشَّارِبِ  الثَّمِـلِ
يَمْشِي  كَغَانِيَـةٍ  يَهْتَزُّ  مِنْ طَرَبٍ 
**  كَأَنَّـهُ بِنْتُ عَشْرٍ مَا احْتَمَـتْ بِوَلِي
وَاللَّـونُ فِي شَفَـةِ الْمَعْتُـوهِ مُنْتَشِرٌ 
**  بِلَا  حَيَـاءٍ  وَلَا شَيْءٍ مِنَ الْخَجَـلِ
فَحَسْبِيَ  اللهُ  مِنْ  آفَـاتِ  مَهْـزَلَةٍ 
**  وَمِنْ شَبَابٍ هَوَى فِي هُوَّةِ الْخَطَلِ

30/ 12/ 1436 هـ

إِذَا دَعَوْتَ  إَلَى  الْمَوْلَى  بِلَا  كَلِـمِ 
**  وَإِنَّـمَـا  خُـلُـقٌ   مِـنْ  أَنْـبَـلِ  الْقِـيَــمِ
فَتِلْكَ أَفْضَلُ مِمَّنْ صَاحَ  وَا عَجَبِي 
**  مِنْ  أُمَّـةٍ  وَقَعَتْ  فِي  بُـؤْرَةِ  التُّهَـمِ
فَالصَّمْتُ أَجْمَلُ  وَالْأَخْلَاقُ  نَغْمَتُهُ 
**  كَمْ يَا تُرَى أَثَّرَتْ فِي الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
وَمَنْ  تَصَدَّرَ  يَدْعُو  دُوْنَ  مَعْرِفَةٍ 
**  فَفِي الضَّـلَالِ  تَرَدَّى  وَالْجَهُولُ عَـمِ

* * * * * * * * * * *