رمقت بدربنا ساهر فسر برفق يا سائق التكس
شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
بسم الله الرحمن الرحيم رَمَقْـتُ بِدَرْبِنَـا سَاهِــرْ ** يَـصُـولُ كَصَولَـةِ الْغَــادِرْ فَتَـرْكَـبُ مَـوْتَـرًا نَضِـرًا ** يَسِـيـرُ كَسُـرْعَــةِ الطَّائِــرْ رَمَــاكَ بِـطَـرْفِ مُنْـتَـقِـمٍ ** فَـتَـرْجِـعُ نَـادِمًـا خَـاسِــرْ فَـوَاعَـجَـبًــا لِنَـظْـرَتِــهِ ** كَـبَـرْقٍ لَاحَ فِي الْمَاطِــرْ نِـظَـامُ السَّيْـرِ مَصْلَحَــةٌ ** وَمَـنْ يَعْبَـثْ بِـهِ جَـائِــرْ أَطِـعْ إِنْ كُنْـتَ مُلْتَزِمًـا ** بِـشَــرْعٍ بَـيِّــنٍ طَـاهِــــرْ وَسِرْ فِي الدَّرْبِ مُعْتَدِلًا ** سَلِـيْــمَ الْفِـكْـرِ وَالْخَـاطِـــرْ وَكُنْ فِي السَّيْرِ مُنْتَظِمًـا ** هَـدَاكَ الْخَالِـقُ الْغَـافِـــرْ أَضَعْتَ دَرَاهِمًا عَـبَـثًـا ** فَـلَـيْـتَــكَ حَــاذِقٌ مَـاهِــرْ وَكَـمْ طَــاغٍ بِسُرْعَـتِــهِ ** أَضَــرَّ بِـفَـخْــرِهِ الثَّـائِــرْ فَـأَزْهَـقَ أَنْـفُسًـا بَـطَـرًا ** بِـصَـدْمَـةِ مَوْتَـرٍ فَـاخِـــرْ وَأَضْحَى بَـعْــدَ فِعْلَتِـهِ ** كَإِعْـصَـارِ الْهَـوَى حَائِــرْ وَكَمْ فِي السِّجْـنِ مُنْتَكِـسٌ ** وَيَـنْـدُبُ حَـظَّــهُ الْعَـاثِـــرْ أَفِـي الْـوَتْـسَـابِ فَـائِــدَةٌ ** وَأَنْــتَ بِـمَــوْتَــرٍ سَـائِـــرْ تَـقُـودُ وَأَنْـتَ مُضْطَـرِبٌ ** وَدَرْبُـكَ وَاضِـحٌ ظَاهِـــرْ أَغَـــاوٍ أَنْــتَ مَـفْـسَـــدَةً ** أَمَـا فِـي قَـلْبِكُــمْ زَاجِــرْ فَــدَعْ تَشْغِيـلَ أُغْـنِيَــةٍ ** وَرَنَّــةَ هَـاتِــفٍ حَــاذِرْ فَأَنْتَ عَلى شَفَى جُـرُفٍ ** إِذَا اسْتَهْتَـرْتَ كَالسَّاخِــرْ أَسَـاهِــرُ أَنْـتَ ذُو ثِـقَــةٍ ** وَحُكْمُكَ فِي الْوَرَى بَاهِـرْ تُحَـاسِـبُ دُوْنَ تَـفْـرِقَــةٍ ** قَـرِيْـبٌ مِـنْـكَ أَوْ زَائِــرْ وَلَــمْ تَـحْنُـو لِذِي رُتَبٍ ** وَشَـيْـخٍ سَـيْـفُـهُ بَـاتِـــرْ وَلَـمْ تَحْــفَـــلْ بِـفَـاتِـنَـةٍ ** بِـوَجْــهٍ مُـقْـمِــرٍ سَافِـــرْ فَـتِـلْكَ مَـزِيَّـةٌ سَـطَـعَــتْ ** وَأَنْـتَ لِأَجْـلِـنَـا سَـاهِــرْ وَكَـمْ هَذَّبْتَ ذَا عِــوَجٍ ** فَصَـارَ كَـغَـيْـرِهِ صَـابِــرْ وَكُـنْ مُسْتَيْقِـظًـا حَــذِرًا ** فَـفِـيـنَــا مُعْـتَــدٍ مَـاكِــــرْ يُـغَطِّـي رَقْــمَ لَوْحَـتِــهِ ** فَعَـقْــلُ الْمُعْتَـدِي قَـاصِـرْ * * * * * * * * * * * فسر برفق مَشَى بِسُرْعَـةِ بَـرْقٍ وَهْــوَ يَبْتَسِمُ ** وَمَا صَـغَــى لِنَصِيْـحٍ لَفْظُهُ حِـكَــمُ يَسِيْرُ فِي سِكَّـةٍ وَالْمَــوْتُ يَرْقُبُـهُ ** وَمَـا دَرَى أَنَّـهُ فِي الــدَّرْبِ يَلْتَطِـمُ وَفِي يَدِ السَّائِقِ الْوَتْسَابِ يَقْرَؤُهُ ** وَبِـالـرُّدُودِ عَلَى الْقِـيْـلَاتِ يَنْسَجِــمُ وَمَرَّ يَــوْمٌ وَإِذْ بِالْهَــمِّ يَصْحَـبُــهُ ** عَــلَــى تَـهَــــوُّرِهِ وَالشَّـرُّ يَـحْتَـدِمُ فَحَادِثٌ مُزْعِجٌ فِي الدَّرْبِ أَوْقَعَـهُ ** فِي سُوْءِ سُرْعَتِــهِ وَانْتَـابَـهُ الـنَّــدَمُ وَسَاهِـرٌ قَنَصَ الْمُعْـوَجَّ فِي عَـجَـلٍ ** كَأَنَّـهُ فِي حُــرُوبٍ قَـادَهَــا الْعَـجَـــمُ فَبِالتَّأَنِّي يُـنَـالُ الْقَـصْــدُ فَـاتَّـئِــدُوا ** وَمَنْ تَـهَــوَّرَ ضَاعَتْ عِـنْــدَهُ الْقِـيَـمُ وَأَنْتَ يَا سَائِقَ التَّكْسِيِّ إِنْ حَصَلَتْ ** وَفَــــاةُ أَيٍّ فَـمَسْــؤُوْلٌ وَمُــتَّــهَــــمُ وَ هَلْ تُطِيْقُ حِسَابًـا يَـوْمَ قَـارِعَةٍ ** يَوْمَ الْقِـيَـامَـةِ فِيْهَـا النَّـارُ تَضْطَرِمُ فَسِرْ بِرِفْقٍ تَكُنْ يَاصَـاحِ مُحْتَرَمًـا ** وَهَلْ سَرِيْعُ الْخُطَى فِي النَّاسِ مُحْتَرَمُ * * * * * * * * * * * يا سائق التكس رَكِبْتُ سَيَّارَتِـي يَوْمًـا عَلَى عَجَـلٍ ** وَسِرْتُ فِي وِجْهَتِي كَالطَّيْرِ إِنْ عَجِلَا وَمَـا تَـوَقَّفْـــتُ إِلَّا عِنْـــدَ مُفْـتَــــرَقٍ ** بَعْـدَ الصِّـدَامِ فَلَيْتِـي كُنْـتُ مُعْتَـدِلَا يَا سَائِقَ التَّكْسِ لاَ تُسْرِعْ وَكُنْ حَذِرًا ** فَبِالتَّأَنِّــي تَنَـــالُ الْقَصْـــدَ والْأَمَـــلَا فَكَمْ وَكَمْ حَادِثٍ أَفْضَى إِلَى شَلَـلٍ ** وكَمْ فَتًى رَأْسُـهُ عَنْ جِسْمِـهِ انْفَصَـلَا * * * * * * * * * * *