قصائد في الْكُرونا
شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
بسم الله الرحمن الرحيم أُمَّـتِي أُؤْبُـوا أَدْمُعِي صُبِّي كَوَبْلِ الْمَطَرِ ** لَيْسَ خَوفًا مِنْ كَرُونَ الْبَطِرِ لَيْسَ خَوفًا مِنْ خَفِيٍّ مُرْعِبٍ ** يَقْطَعُ الأَمْيَالَ يَقْفُو أَثَرِي لَمْ أَجِدْ فِي الْقَومِ إِلَّا مُخْتَفٍ ** مِنْ كَرُونَا ذَلِكَ السُّمُّ الْجَرِي بَدَأَتْ صَـطْوَتُـهُ فِـي بَـلَـدٍ ** أَنْكَرَتْ يَاقَــومُ رَبَّ الْبَشَرِ لَمْ تَجِدْ مَا يَرْدَعِ الْمَخْفِيَّ فِي ** مُنْتَـدًى أَوْ مَتْجَرٍ أَوْ شَجَـرِ أَيْنَ مَـا تَصْـنَعُـه مِنْ عَجَبٍ ** كَمِـرَاتٍ مِثْلِ عَيْنِ الْحَذـِرِ أَيْنَ مَا تَـصْـنَعـُـهُ مِـنْ قُــوَّةٍ ** هَلْ نَجَتْ مِنْ فَاجِعَاتِ الْقَدَرِ وَأَتَـانَـا كَــنـذِيـرٍ يَـرْتَـدِي ** ثَوبَ تَذْكِيرٍ بِلَـونِ الْعِـبَـرِ أُمَّـتِي أُؤْبُـوا تَـنْـلْكُمْ رَحْمةٌ ** وَاحْذَرُوا بَعْـدَ انْتِشَارِ النُّـذُرِ رَبُّـكُـمْ ذُو رَحْـمَـةٍ وَاسِعَـةٍ ** مَنْ دَعَا اللهَ اكْتَسَى بِالظَّـفَـرِ وَصَلَاةُ اللهِ تَغْشَى الْمُصْطَفَى ** وَعَلَى آلٍ وَصَحْـبٍ غُـرَرِ * * * * * * * * * * * إلا العُطاس غَمَزَتْ بَعَيْنِ الْحُبِّ لَسْتُ بِآتِيَـهْ ** وَالدَّمْعُ يَهْمِيْ فَوْقَ خَـدِّ الْجَارِيَهْ وَمَشَتْ مُهَرْوِلَةً تَشُقُّ طَرِيْقَهَا ** لَمْ تَلْتَـفِتْ نَحْـوِيْ بِرُوْحٍ عَالِيَـهْ لَمْ أَدْرِ أَيَّ جِنَايَةٍ صَنَعَتْ يَدِيْ ** أَوْ فَـلْـتَـةٍ سَبَقَتْ نَسِيْـجَ لِسَانِيَـهْ إِلَّا الْعُطَاسُ بَدَا كَلَمْحٍ وَاخْتَفَى ** مِنْ نَغْزَةٍ هَبَّتْ فَأَضْحَتْ دَاهِيَهْ فَعَذَرْتُهَا وَعَذَرْتُ كُلَّ مِنِ ارْتَدَى ** بِوِقَـايَةٍ تِـلْك الْحَبِـيْـبَـةُ وَاعِـيَةْ فَـاحْــذَرْ تَمُــدُّ يَدًا لِأَيٍّ أَعِــزَّةٍ ** مَا دُمْتَ تَعْطُسُ عَطْسَةً وَالثَّانِيَةْ وَاذْهبْ لِمَشْفًى مُسِرِعًا كَغَـزَالَةٍ ** كَيْ تَطْمَئِنَّ مِنَ الْكُرُوْنَا الضَّارِيَهْ وَمِنَ الْخَيَالِ نَسَجْتُ قَافِيَـةً لَكُمْ ** فِيْهَـا مَـعَـانٍ حُـزْمَـةٌ مُتَرَامِـيَـهْ رَبَّاهُ أَنْتَ الْمُرْتَجَى فَلْطُفْ بِنَا ** وَاصْرِفْ كُرُوْنَا فَالْمَسَاجِدُ خَالِيَهْ لَا طِبَّ يَنْفَـعُ أَوْ دَوَاءَ أَطِـبَّــةٍ ** فَالنَّفْـعُ مِنْكَ وَصِـحَـةٍ وَالْعَـافِيَـهْ ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَـمَّـدٍ ** مَا انْهَلَّ دَمْـعٌ مِنْ عُيُـونٍ بَاكِيَـهْ * * * * * * * * * * * محاورة بين الشيخ و ( الْكُرُونا ) حَمْدًا لِرَبِّي الْعَظِيْـمِ الْكَـرِيمْ ** إِلـــهٌ حَـبَــانَـا وَفِـيْــرَ الـنَّـعِـيــمْ وَثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمُصْطَفَى ** وَآلٍ وَصَـحْـبٍ وَمَنْ يَسْتَـقِيـمْ وَهَــذَا حِــوَارٌ جَـرَى آنِـفًا ** بِـفِـكْـرِي وَأَظْـهَـرْتُـهُ لِلـنَّـدِيـــمْ جَـرَى بَينَ شَيخٍ وَجُرْثُوْمَـةٍ ** تُسَمَّى ( الْكُرُوْنَا ) تَضُرُّ السَّلِيمْ وَهَـاكَ الْحِـوَارَ بِـلَا لُـكْـنـةٍ ** وَلَـنْ أَظْلِمَ الْمُدَّعِي وَالْغَـرِيمْ ( الشَّيْخُ ) كُـرْوْنَـا أَرَاكَ ظَلَمْـتَ الْـوَرَى ** بِـدَاءٍ خَـفِـيٍّ شَبِـيْهِ الرَّجِـيـمْ أَصَـبْتَ مُعَـافًـى بِلَا رَحْــمَــةٍ ** وَأَزْهَـقْتَ رُوْحًــا بِسُمٍّ أَلِـيـمْ كُـرُوْنَا رَمَـيْتَ سِهَـامَ الْـوَبَـاءِ ** بِلَيْـلٍ بَهِـيْمٍ أَصَـابَ الصَّمِيـمْ فَبَـاعِــدْ جُـنُــودَكَ يَـا مُــعْــتَــدٍ ** وَإِلَّا سَتَلْقَـى عِـقَـابًا وَخِـيــمْ فَذُو الْمَنِّ لَمْ يَرْضَ ظُلْمَ الْوَرَى ** وَأَنْتَ ظَلَمْتَ الْـوَرَى يَا غَشِيمْ سَتَلْـقَـى جَــزَاءَكَ يَـومَ الزِّحَـــامِ ** وَتَصْلَـى بِنَارٍ فَـأَنْتَ الْمُـلِيمْ ( الْكُرُوْنَا ) أَلَـمْ تَرَ بِـالْـعَـيْـنِ يَـا مُـدَّعِـي ** أُوُرُبَّـا أُصِـيْـبَـتْ بِـدَاءٍ عَـمِيمْ وَفِي الصِّيْنِ أَهْلَكْتُ كَمْ أُمَّـةٍ ** وَأُخْرَى تَهَاوَتْ كَجِذْعٍ هَشِيمْ فَـلَا الـتَـكْنَـلُـوْجُ أَتَـى مُنْقِــذًا ** وَلَا الطِّبُّ لَاقَى دَوَاءَ السَّقِيمْ بِلَادٌ طَـغَـى أَهْلُـهَا فَاشْتَوَتْ ** بِنَارِ الْـمَـذَلِّـةِ بَعْـدَ الـنَّـعِـيـمْ بِقَــدْرِ الْفَسَادِ أَتْتْ مِـحْـنَـــةٌ ** وَفِي الشَّرْقِ أَيْضًا فَسَادٌ مُقِيـمْ رَمَيْتُ لَـهُـمْ جُـزْءَ جُـرْثُوْمـةٍ ** وَلَمْ أَغْـزُهُـمْ بِالْوَبَاءِ الْجَسِيم فَلَا تَدَّعِـي ظُـلْـمَ جُـرْثُوْمَتِي ** فَـذَا قَـدَرٌ مِنْ غَفُـوْرٍ رَحِـيـمْ ( الشَّيْخُ ) كُـرُوْنَا الْمَعَـابِـدُ فِـي مَحْـزَنٍ ** فَـمَـا ذَنْبُهَـا لَـمْ تَشُمَّ النَّسِيـمْ وَمَا ذَنْبُ طِفْلٍ بَكَى خَـائِـفًـا ** وَمَا ذَنْبُ كَهْلٍ يَعُوْلُ الْحَرِيمْ فَـهَلَّا أَصَـبْتَ عُصَاةَ الرِّجَـالِ ** وَأَبْقَـيْتَ طِـفْلًا وَكَهْـلًا عَــدِيمْ رُدُوْدُكَ فِـي الْغِشِّ مَغْـمُـوْسَةٌ ** وَقَـوْلُـكَ مَـيْـنٌ وَلَـيـلٌ بَهِـيـمْ ( ألْكُرُوْنَا ) أَتَجْهَلُ شَرْعًا كَشَمْسِ الضُّحَى ** أَيَا شَيْخُ لَسْتَ بِشَيْخٍ فَهِـيـمْ فَـإِنَّ الْـمَـصَائِـبَ إِنْ أَقْـبَـلَتْ ** تُصِيْبُ الْعُصَـاةَ مَعَ الْمُسْتَقِيمْ وَيُـبْـعَـثُ كُـلٌّ عَـلَى مَـا نَـوَى ** فَـإِمَّـا جِـنَانٌ وَإِمَّـا جَـحِـيـمْ وَعَـلِّـمْ أُنَـاسَكَ كَـيْ يَـهْـتـدَوْا ** لِـيَـرْفَـعَ رَبِّي الْبَلَاءَ الذَمِـيـمْ وَلَسْـتُ سِوَى قَــدَرٍ مُـرْسَلٍ ** سَيَرْفَعُنِي اللهُ قُلْ يَـا كَـرِيـمْ ( الشَّيْخُ ) فَـيَـارَبِّ قَــدَّرْتَ فَـالْـطُـفْ بِـنَـا ** فَأَنْتَ اللَّطِيفُ وَأَنْتَ الْحَـلِيمْ وَعَــافِ الْـمُـصَابَ وَهَـيِّءْ لَـنَـا ** دَوَاءً يُـزِيـحُ كُـرُوْنَـا الـلَّـئِـمْ فَـقَــدْ مَسَّنَـا الضُّــرُّ يَـا سَيِّدِي ** فَرُحْـمَاكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمْ وَنَسْأَلُـكَ الْـعَـفْـــوَ عَــنْ زَلَّـــةٍ ** وَذَنْبٍ سَيَأْتِي وَذَنْبٍ قَدِيـمْ فَـأَنْـتَ الْـغَـفُـوْرُ وَاَنْـتَ الْــوَدُودُ ** وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنْتَ الْعَظِيـمْ ****************