|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ، والصلاة والسلام عدى رسول الله أما بعد:
فيسن لمن نزل في منزل أو مكتب جديد ما يأتي:
أولا: حمد الله وشكره وقول ما ورد:
صح عنه صلى الله عليه وسلم :
( أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى مَا يَسُرُّهُ قَالَ : الحَمدُ لِلَّهِ الذِي
بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ )
رواه ابن ماجه (3803) وقال النووي : إسناده جيد "الأذكار" (399) " .
ومما يشرع ما ذكره ابن القيم رحمه الله "الوابل الصيب" (155-156) ونصه :
" قال الله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين : ( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ
جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ
أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً ) الكهف/39
فينبغي لمن دخل بستانه أو داره أو رأى في ماله وأهله ما يعجبه ، أن يبادر إلى
هذه الكلمة ، فإنه لا يرى فيه سوءا .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :
( مَا أَنعَمَ اللهُ عَلَى عَبدٍ نِعمَةً فِي أَهلٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ فَقَالَ
: ( مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ ) ، فَيَرَى فِيهَا آفَةً دُونَ
المَوتِ )
رواه الطبراني في الأوسط (6/126) وصححه ابن القيم في شفاء العليل (1/182)
وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2012).
ثانيا: الوليمة للمنزل الجديد:
ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية باستحباب عمل وليمةٍ عند
بناء المسكن، وقال الحنابلة بإباحتها.
جاء في الموسوعة الفقهية (8/206) :
" الوليمة للبناء مستحبة كبقية الولائم التي تقام لحدوث سرور أو اندفاع شر ،
وتسمى :
( وَكِيرَة ) ، ولا تتأكد تأكد وليمة النكاح ، وقد ذكر بعض الشافعية قولان
بوجوبها ؛ لأن الشافعي قال بعد ذكر الولائم : ومنها الوكيرة .. ولا أرخص في
تركها "
ثالثا: قراءة البقرة:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه
وسلّم- قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ
مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله "مجموع الفتاوى" (24/413) :
" الأظهر والله تعالى أعلم أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من
صاحب البيت ما ذكره النبي ﷺ من فرار الشيطان من ذلك البيت " .
اللهم اجعل منازل المسلمين عامرة بالتوفيق والنجاح والسعادة.