|
بسم الله الرحمن الرحيم
يستحب حلق
رأس الغلام لما تقدم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:" عق رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما وأمر أن
يماط عن رؤوسهما الأذى" (رواه البيهقي في الكبرى 9/303 وعبدالرزاق في
المصنف (7963) وابن أبي الدنيا في العيال 1/181، ورواه ابن ماجه 2/1056
وأحمد 6/158 مختصرا، وسنده حسن).
وفي حديث
سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مع الغلام
عقيقته فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى) (رواه البخاري معلقا مجزوما به
كما في الفتح 9/504 وأبو داود (2839) والترمذي(1515) وقال هذا حديث حسن
صحيح، والنسائي 7/164 وأحمد 4/18).
وعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مع الغلام عقيقة
فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى) (رواه الحاكم4/238 وصححه ووافقه
الذهبي، ورواه البزار(1236) من الزوائد).
وفي حديث
الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل غلام
رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى) (رواه أبو داود (2838)
والنسائي 7/166 والترمذي 4/101 وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه(3165) وأحمد
5/12).
وروى الترمذي (1519) عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنِ الحَسَنِ بِشَاةٍ، وَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ، احْلِقِي
رَأْسَهُ ، وَتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً) ، قَالَ: فَوَزَنَتْهُ
فَكَانَ وَزْنُهُ دِرْهَمًا أَوْ بَعْضَ دِرْهَمٍ "وحسنه الألباني في "
صحيح الترمذي " .
وَقَالَ الْفضل بن زِيَاد : " قلت لأبي
عبد الله - يعني الإمام أحمد - يحلق رَأس الصَّبِي ؟ ، قَالَ نعم. قلت:
فيُدمى؟ قَالَ: لَا، هَذَا من فعل الْجَاهِلِيَّة ، وَقَالَ صَالح بن
أَحْمد: قَالَ أبي: إِن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا حلقت رَأس الْحسن
وَالْحُسَيْن، وتصدقت بِوَزْن شعرهما وَرِقا " يعني فضة " انتهى من "تحفة
المودود" (ص 97) .
وفي "الموسوعة الفقهية" (26/ 107): "
ذَهَبَ الْجُمْهُورُ (الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ)
إِلَى اسْتِحْبَابِ حَلْقِ شَعْرِ رَأْسِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ السَّابِعِ ،
وَالتَّصَدُّقِ بِزِنَةِ شَعْرِهِ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً عِنْدَ
الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّة ِ، وَفِضَّةً عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ ،
وَإِنْ لَمْ يَحْلِقْ : تَحَرَّى ، وَتَصَدَّقَ بِهِ ، وَيَكُونُ الْحَلْقُ
بَعْدَ ذَبْحِ الْعَقِيقَةِ ".
وتفصيل حكم
حلق رأس المولود أنه جمهور الفقهاء اختاروا إلى أنه يستحب حلق رأس المولود
في اليوم السابع ويتصدق بوزنه ورِقا لحديث أبي رافع رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة لما ولدت الحسن: ( احلقي رأسه وتصدقي بوزن
شعره فضة على المساكين والأوفاض) (أخرجه أحمد 6/390)، وعن علي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنه:" يا فاطمة احلقي
رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة" (رواه الترمذي والحاكم وصححه الأباني في صحيح
الجامع/7960 والإرواء/1149).
واختلف أهل
العلم في حلق رأس المولودة الأنثى إلى أقوال:
الأول: ذهب
المالكية والشافعية إلى أنه لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى، لما روي أن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزنت شعر الحسن والحسين وزينب وأم
كلثوم وتصدقت بزنة ذلك فضة، (رواه مالك 2/501 وأبو داود في المراسيل( 279).
ولأن الحلق فيه مصلحة من حيث انتفاع الفقراء بالصدقة ومن حيث تحسين الشعر،
وليس في حلق رأس المولودة تشويه.
الثاني: قال
الحنابلة بعدم مشروعية حلق رأس المولودة لحديث سمرة مرفوعا: كل غلام...)
فخصه بالغلام، (مطالب أولي النهى 2/489).
الثالث: قول
الحنفية بإباحة ذلك كله، (الموسوعة الكويتية 18/96).
وسئل شيخنا
عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن حلق رأس البنت حتى يقوى الشعر ويكثر؟ فقال:
الله أعلم (سمعته في درس الشيخ بتاريخ 15/10/1418هـ).
وفي حلق رأس المولود فوائد منها:
1. تنظيف فروة الرأس، فإن إزالة الشعر
الذي قد يحمل بعض الدم أو الإفرازات بعد الولادة، وفي ذلك تقليل فرص
الإصابة بالتهابات جلدية في الرأس.
2. تحفيز نمو الشعر، فقد
يساعد حلق الشعر على نموه بشكل أقوى وأكثر انتظامًا
3. تهوية الرأس، لأن في حلقه
تخفيف الحرارة في الرأس، خاصة في الأيام الأولى من الولادة
وتذكر بعض المراجع أن شعر الجنين ينبُت
خلال الشهر الثالث أو الرابع من الحمل، وتطفو على بشرة جسمه مادة شمعية
رطبة عازلة شبيهة بطلاء دهني يكسو الجلد، وتقي هذه المادة بشرة الجنين من
الجفاف الذي قد تُسببه مكونات السائل السلوي داخل الرحم، وعند الولادة تظل
هذه المادة العازلة على جسم الجنين لحمايته خلال اللحيظات التي تلي ولادته
من الصدمات المحتملة للجو الجديد الذي يجده خارج رحم أمِّه الدافئ، وتُنبت
البصيلات شعيرات رفيعة وناعمة عديمة اللون على جسم الجنين بكامله، ويُطلَق
على هذا الشعر الذي يكسو جسم الجنين:
"زغب الجنين"
أو
"الشعر الجنيني".
نسأل الله للجميع الهدى والسداد، وصلى
الله وسلم على نبينا محمد.