فوائد أكل البطيخ في السنة النبوية

فوائد أكل البطيخ في السنة النبوية

كتبه: عبدالعزيز الدغيثر في ٢٤ محرم ١٤٤٧

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وصلى الله على رسوله ومصطفاه أما بعد:

فمع اشتداد الحر، يحرص الناس على الفواكه الصيفية، ومنها البطيخ الأحمر والخربز والعنب ونحوها، ولكون البطيخ له حضوره في الأحاديث النبوية، فقد جمعت ما ود فيه في هذا المقال والله المستعان.

وقبل الدخول في المقال نذكر ما بينه أهل اللغة في المقصود بالبطيخ.

فقد قال الزبيدي في تاج العروس: (البِطِّيخُ) والطِّبِّيخ لُغَتانِ، وَهُوَ (من اليَقْطِينِ الّذي لَا يَعْلُو، ولاكنْ يَذْهَبُ) حِبَالاً (علَى وَجْهِ الأَرْضِ، واحدتُه بهاءٍ) بِطِّخة.

(والمَبْطَخةُ، وتُضمُّ الطاءُ: مَوضِعُهُ) ومَنبِته، وجمْعه المَبَاطِخُ. وَمن سَجَعَات الأَساس: ورأَيته يدُورُ بَين المَطَابخ والمَباطخ.

وقال: : ( {الجَحّ: بَسْطُ الشَّيءِ. و) قَالَ الأَزهريّ:} جَحَّ الرجلُ، إِذا (أَكَلَ {الجُحَّ، وَهُوَ) بالضّمّ (البِطَّيخُ الصَّغيرُ المُشَنَّجُ، أَو الحَنْظَلُ) قَبْلَ نُضْجِه، واحدته} جُحَّةٌ، وَهُوَ الَّذِي يُسمِّيه أَهلُ نَجْدٍ الحَدَجُ. {والجُحّ عِنْدهم: كُلُّ شَجرٍ انبسطَ على وَجْهِ الأَرضِ، كأَنَّهم يُريدون:} انْجَحَّ على الأَرضِ، أَي انْسَحَب.

وقال: الحَبْحَبَةُ (: البَطِّيخُ الشَّامِيُّ الَّذِي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ) تُسَمِّيهِ (الهِنْدِيَّ) لِمَا أَنّ أَهلَ العرَاق يأْتيهم من جِهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قَالَ الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلَاّعَ، كرُمَّانٍ (ج حَبْحَبٌ) .

وقال: الخِرْبِز، بِالْكَسْرِ، أهمله الجَوْهَرِيّ وَنقل الصَّاغانِيّ عَن الكِسائيّ: هُوَ البِطِّيخُ، وَقَالَ: عربيٌّ صَحِيح، أَو أصلُه فارسِيّ، قَالَه أَبُو حنيفَة: وَقد جرى فِي كلامِهم، وَجَاء ذِكره فِي حَدِيث أنسٍ رَضِي الله عَنهُ: رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يَجْمَع بَين الرُّطَبِ والخِرْبِز.

وبهذا يتبين أن البطيخ في الأصل هو الخربز الأصفر، ويطلق على أنواع البطيخ الأخرى كالأخضر الحامض، والحبحب الأحمر بأنواعه.

وفيما يأتي بيان ما ورد في السنة النبوية في البطيخ، ومن الله أستمد العون.

أولا: هديه ﷺ في أكل الخربز مع التمر

ثبت عن أنس أن النبي ﷺ كان يأكل الرُّطَبَ مع الخَربزِ يعني البِطِّيخَ. رواه النسائي في الكبرى برقم 6726 وأحمد (12449)، والترمذي في ((الشمائل)) (200). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ٥٨.

وقد روي أنه ﷺ يحبه، ففي حديث أنس أنه ﷺ كان يأخذ الرُّطَبَ بيمينِه والبِطِّيخَ بيسارِه فيأكلُ الرُّطبَ بالبِطِّيخِ وكان أحبَّ الفاكهةِ إليه. وقد ضعفه الألباني في الصحيحة جزء ١ صفحة ١٢٢.

وثبت عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب. رواه الترمذي برقم 1843

ورواه أبو داوود برقم 3836 بزيادة: فيقول: نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ٥٧. والوادعي في الصحيح المسند برقم 1576

قال حجر رحمه الله : "وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر واعتل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب وقد ورد التعليل بأن أحدهما يطفئ حرارة الآخر والجواب عن ذلك بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة وإن كان فيه لحلاوته طرف حرارة ... والمراد به الأصفر بدليل ورود الحديث بلفظ الخربز بدل البطيخ وكان يكثر وجوده بأرض الحجاز بخلاف البطيخ الأخضر ". فتح الباري 9 / 573 – 574.

ثانيا: محبته ﷺ للبطيخ

وردت أحاديث في محبته ﷺ، ولا يصح منها شيء، فمنها ما روي أنه ﷺ يحب البطيخ والعنب. وضعفه الألباني في الضعيفة 4265.

ثالثا: المزاح المباح وقت أكل البطيخ

وكانت مجالس أكل البطيخ فيها شيء من المزاح المباح، فقد صح أن صحابة رسول الله ﷺ كانوا يتبادَحونَ بالبِطِّيخِ فإذا كانتِ الحقائقُ كانوا همُ الرِّجالَ. صححه الألباني في الصحيحة برقم 435 عن بكر المزني.

رابعا: فوائد البطيخ للنفاس:

من أكثر ما تعاني منه المرأة بعد الولادة الإمساك الشديد، ومن طبيعة البطيخ أنه ملين ومفيد لمعالجة الإمساك، وقد روى ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة برقم [25241] حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون للنفساء الرطب. حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: ما للنفساء إلا الرطب، لأن الله تعالى جعله رزقا لمريم.

خامسا: ضعف أحاديث فوائد البطيخ

وقد ورد في فوائد أكل البطيخ أحاديث لا تصح.

-      فمن الأحاديث الضعيفة حديث ابن عباس مرفوعا: في البطِّيخِ عشرُ خِصالٍ هوَ طعامٌ وشرابٌ ويغسلُ المثانةَ ويقطعُ الأبرِدةَ وهو ريحانٌ وأُشنانٌ ويَغسلُ البطنَ ويُكثرُ ماءَ الصُّلبِ ويُكثرُ الجماعِ وينقِّي البشرةَ. وتخريجه في الضعيفة 4012.

-      وحديث: البِّطيخُ قبل الطعامِ يَغْسِلُ البطنَ غَسْلًا، ويذهَبُ بالداءِ أصْلًا. وتخريجه في الضعيفة 167

وفيما ذكر من الأحاديث الصحيحة كفاية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد