| 
       | 
      
  
  
	بسم الله الرحمن الرحيم
		
		
		منذ أمد ليس بقليل كانت وسائلنا الإعلامية ثلاثة فقط ( مرئي وهو عبارة عن 
		تلفاز بث أرضي – مسموع وهو الراديو – مقروء وهو إما جريدة أو مجلة ) 0
		وفي تلك الحقبة الزمنية كانت شهادة ( السادس ، والكفاءة المتوسطة ، 
		والشهادة الثانوية ) هي شهادات ذات قيمة ، لأن كل منها ُتمثل نهاية مرحلة 
		تُؤهل حاملها للوظيفة ، ( ولا أُعد مبالغاً إن بحت لكم بأن شهادة السادس في 
		تلك الأيام كانت تؤهل حاملها للعمل في مجال التدريس أو دخول كليات الضباط ) 
		، ( ثم تعالت الشروط فأصبح حامل الكفاءة المتوسطة هو من يسمح له بخوض غمار 
		التعليم أو دخول كلية الضباط ) ، والوضع الآن لا يخفى على شريف علمكم 0
		أما أسئلة الاختبارات فحدث ولا حرج عن صعوبتها وقوتها ونزاهتها ، فقد كانت 
		أسئلة الاختبارات مركزية مقالية ، وتعلن نتائجها عبر وسائل الاعلام الآنفة 
		الذكر ، وكانت تلك النتائج تُتَابَعُ بوجل وخوف شديدين ، لأن الاختبارات 
		كانت صعبة ومركزة ودقيقة ، وموجة للطالب المذاكر فقط ( نار بمفهوم شباب 
		اليوم ) ، ونسمع أحياناً المذيع يقول نتائج مدرسة كذا للمرحلة كذا ، نهاري 
		أو ليلي ، أو كبار ( لم ينجح أحد ) ، أو تنشر النتائج في أحد الصحف المحلية 
		وتبحث عن اسمك وقد لا تجده في صفوف الناجحين 0
		أما الدور الثاني ومواد الإكمال فإن من يحق له دخول الدور الثاني هو من 
		يرسب بأقل من نصف المواد وإلا يعتبر راسبا في سنته 0
		
		لم ينجح أحد
		هذه العبارة ( لم ينجح أحد ) أصبحت عبارة تراثية من الماضي عفا عليها الزمن 
		، لم يسمع بها الجيل الحالي ، وقد استبدلت بعبارة جديدة هي ( لم يرسب أحد ) 
		وشتان بين مخرجات عبارة ( لم ينجح أحد ) ، ومخرجات عبارة ( لم يرسب أحد ) ، 
		فأصحاب العبارة الأولى يجيدون القراءة والكتابة والخط الجميل والفهم 
		والثقافة وتعدد المعلومات ، وأما أصحاب العبارة الثانية فالمخرجات ضعيفة 
		إلا من رحم الله ( لا نعمم ولا يجوز لنا التعميم ) ، مخرجات لا تحسن 
		القراءة ولا الكتابة ، والثقافة العامة إما محدودة أو معدومة ، مع التميز 
		بالخط السيئ والمشوه حتى من بعض خريجي كليات اللغة العربية والعلوم الشرعية 
		والذين يؤمل منهما إجادة الكتابة والقراءة 0
		
		همسة
		نحن الآن نحمل شهادة لكننا لا نحمل علماً أو ثقافة ( إلا من رحم الله ) ، 
		والمجتمع العلمي لا يخلو من المميزين والمثقفين وأصحاب الهمم العالية ، 
		فلكل قاعدة شواذ ، والشاذ الآن من يحمل الشهادة الأكاديمية مع توابعها 
		العلمية 0
		
		صورة مع التحية لمعالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل
		
		كتبه
		محمد فنخور العبدلي
		المعهد العلمي في القريات