|
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في
الصف الثاني وكان هو في طرف الصف الأول ، مكانه المعتاد دائماً، نظرت
إليه طويلا وكان أمامه كيساً أصفر شفاف يحمل بداخله بذور الشعير وامامي
مباشرة علب الماء الذي يحضرها إلي المسجد بإنتظام، فكان هذا عمله في
الحياة " يطعم الحمام الحب ويسقي الناس الماء ".
هذا ما
لاحظته عليه من سنوات طويلة .
إقتربت
منه ودعيت له من كل قلبي ( جزاك الله ، كتب الله أجرك ) لست أنا وحدي من
يحضر الماء ، الجميع يشاركون في سقيا الماء، كان هذا رده علي .
المشهد
الذي أراه كل صباح وفوج الحمام الذي يتجمع حوله وهو يبث لهم البذور وتراه
وهو في قمة سعادته " كان يشدني هذا المنظر دائماً ومدعاة للتأمل " يوجد
هناك خيرون على هذه الأرض "حتى وإن أخذ البعض يردد بنقص خيرية الناس وإتهام
هذه الحياة والدنيا ما فيها خير ( الخير في أمتي إلى يوم القيامة ) ... إلى
أخر يوم في الحياة !
أحب
الحياة بمثل هؤلاء البشر، عندما يقدم هؤلاء شيئاً غير المال ، يقدمان الحب
والإهتمام .
جزماً
بأن هناك لكل منا مشهداً عالقاً في ذاكرته لمثل هذا الإحسان، من يلتقطه
ويوظفه لصالح خيرية الناس و الحياة .
كنت ولا
زلت ضد النزعة المتطرفة للناس والحياة وهذا سر كتاباتي في سرد قصص هؤلاء .
ها أنا
أراه الأن وهو يحمل كيسه ليخرج ويطعم الطيور الجوعانة وربما أنها هى تنتظره
فى الخارج الأن وبالمناسبة تذكرت الحديث : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا – يعني جوعانة – وتعود بطانا –
يعني شبعانه ) .
...
تنويه
:
كتبت هذه
القصة وأنا أراه أمامي بعد صلاة الفجر .
صباح
الخميس 02/07/1446 هـ
شاركوني
أراؤكم وقصصكم :
fmh0021@gmail.com