دخلت فصلي كالمعتاد وطرحت سؤلا مباشرا عليهم بعد أن القيت على الجميع تحية
الصباح . كم " بطاقة نقاطي لديكم ؟
( بطاقة تحفيزية تمنح على أساس سلوكيات إيجابية يتمثلها الطالب وتكون جزءا
من شخصيته ) فكان الجواب جماعي سحبت منا بطاقة ياأستاذ ! فسألت لماذا ؟
السؤال الطبيعي الذي يمكن أن يسأله أى أحد في مثل هذه الظروف .
الصمت يسود أرجاء الفصل في تلك اللحظة إلا من طالبين وهما بطلا هذه القصة ،
فكان جواب الأول وهو يظهر على ملامحه علامات البراءة " لاندري ، لا نعرف "
يقولها وهو يحرك رأسه ملتفتا على زملائه في كل إتجاه وكأنه يطلب نوعا من
التأييد والتأكيد على جوابه .
صوت عبدالرحمن البطل الحقيقي للقصة حسم الأمر صوت قادم من الجهة الأخرى من
الفصل وأعلن السبب الحقيقي لما حدث ، لأننا سببنا إزعاج في الفصل يا أستاذ
، أبهرني الإعتراف ، أبهرتني الشجاعة التي تحلى بها عبدالرحمن دون كل
الحضور .
هنا توقفت وأعلنت مدى إعجابي العظيم بصراحته تم اللتفت مخاطبا الجميع وأنا
أنظر إلى وجوههم مباشرة " فرق بين الإجابتين فأنت سلطان حاولت أن تتجاهل
الأسباب بالكلية بينما عبدالرحمن قدم المبرر الحقيقي لسحب البطاقة .
كنت سعيد / شعرت بالسعادة والحماسة بأن أحد تلاميذي بهذا المستوى متحملا
مسؤولية ما حدث وبأنه يرى نفسه بشكل جيد " يشير بأصبعه إليه قبل أن يشير
بها على الأخرين " .
عبدالرحمن عاشور البطل الحقيقي للقصة لك كل التحية ياحبيبي .