|
يروى أن لبيد الشاعر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى عليه هذا البيت
ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت , ثم
قال : وكل نعيم لا محالة زائل فقال صلى الله عليه وسلم : كذبت نعيم الجنة لا
يزول .
وروي أن كعب بن زهير حين جاء يلقي قصيدته المشهورة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم استفتحها بقوله : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول فأوقفه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال له : حسبك من سعاد؟ فقال : زوجتي يا رسول الله فقال : لم تَبُنْ
إذا فقال: نعم واستدرك وأكمل قصيدته .
وروي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سمع شاعرا يقول
متى تعشو إلى ناره تجد *** خير نار عندها خير موقد .
فقال كذبت : هذا رسول الله
وكَذَبْت في لغة أهل الحجاز تعني أخطأت .
وقد كثر الغلط قي شعر اليوم والتطاول على شرع الله ولم نجد من يقول كذبت .
فهذا إبراهيم ناجي في قصيدته " الأطلال " التي تغنيها " أم كلثوم " يقول في وصف
محبوبة :
لك إنصاف المعز المنعم *** وتجلي القادر المحتكم
جل الله ...وكذب والله فأين محبوبه وأين الله ؟ ومع ذلك يُغنى هذا الكلام ويردد
فمن يقول له ولها كذبت قطع الله لسانك ؟
ومثل هذا كثير فقط أردت أن أنبه إلا أنه لا بد أن نتدبر فيما نسمع ، وان نجيب
من يتكلم إن خيرا وإن شرا .