|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
دولة الأقباط الخليجية
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن
أحبه واتبع هديه ، وبعد : ـ
ـ حملَ الاستعمارُ لمصرَ إرساليات ( تبشيرية ) من الطائفة الكاثوليكية
والبروتستانتية ، ونشطت هذه الإرساليات داخل نصارى مصر الأرثوذكس ( الأقباط
[1]) ، وخافَ نفرٌ من نصارى مصر على رعاياهم ، فعمدوا إلى إنشاء تنظيم يعنى
بالحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية في مصر ، عُرف هذا التنظيم باسم ( جماعة الأمة
القبطية ) .
ـ كانت هذه الجماعة تتجه للحفاظ على رعاياهم ضد المدِّ النصراني البروتستانتي
والكاثوليكي ، ثم تطورت بعد ذلك وأصبحت ذات أهداف خاصة ، تريد وطناً كبيراً
للأقباط ، تريد إنشاء ( كنيسة الرب ) ينزل عليها المسيح ، وبهذا تمددت أهداف (
جماعة الأمة القبطية ) خارج حدود مصر لتشمل كلَّ ما يقدرون عليه من البلدان
المجاورة ومنها الخليج ، فودّوا لو أنهم أقاموا دولة قبطية خليجية .
ـ اتسمت جماعة الأمة القبطية بالدموية والعنف ،واستعمال المحرم ( السحر الأسود
على سبيل المثال ) للوصول إلى أهدافهم ، والشواهد كثيرة يضيق عنها المقام ،
وكثيرون يؤكدون على أنهم قتلوا ( تخلصوا ) من الأنبا يوساب بطريرك الكنيسة
المصرية الأسبق ، وجاءوا عنوة بكيرلس الثالث ( البطريرك السابق للأقباط ) وهو
أول حاكم للكنيسة من هذه الجماعة .
ـ كان الأقباط من أفقر أهل مصر .. فقراء أجراء يبحثون عن قوت يومهم ، وبُنيت
كنيستهم الرئيسية في العباسية على حساب الدولة في عام 1968م / 1388هـ ، ثم وبعد
تولي ( جماعة الأمة القبطية ) مقاليد الكنيسة ، وخاصة مع وجود البطريرك الثاني
( شنودة الثالث[2] ) بدأ الأقباط في عدد من التدابير السياسية والاقتصادية التي
تخالف دينهم . إذ قد تم الاستيلاء على الآثار الفرعونية المصرية ، وإنشاء ما
يسمى بأقباط المهجر .
ـ زوَّدَ الفرنسيون الأقباطَ بخرائط تُبين لهم أماكن الآثار المصرية ، وكان
الفرنسيون قد قاموا بمسح شامل لمصر حين احتلوها عام 1798م ، وأقام الأقباط
معابد وأديرة على هذه المقابر ثم نبشوها سراً ، وأخرجوا منه الذهب الخالص
والآثار النادرة ، وتم تهريب الآثار لخارج مصر وخاصة أوروبا ، وكذا تم الإفادة
من أطنان الذهب التي خرجت من تلك المقابر ، وهذا يفسر سر الغنى الفاحش الذي طرأ
على نصارى مصر بين عشية وضحاها ، ويفسر لنا سر وجود الآثار الفرعونية بكثرة في
أوروبا وخاصة فرنسا .
ـ أقامت الكنيسة ( أقباط المهجر ) في استراليا ، ثم أوروبا ، ثم أمريكا
الشمالية ، ثم أمريكا الجنوبية ، امتدوا في جنبات المعمورة يمنون أنفسهم
بالسيطرة على العالم ابتداءً من مصر .
ـ استعملت الكنيسة أقباط المهجر في الضغط على الدولة المصرية من آن لآخر ، وفي
عمليات تهريب الأموال ، وفي عدد من النشاطات الأخرى المشبوهة .
ومَن اراد المزيد عن هذه الجماعة فهنا على هذا الرابط :
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3751
الأقباط والتحولات التاريخية
كان التنصير في أطراف العالم الإسلامي حيث الجهل والفقر ، وفي مناطق الحروب خلف
الدبابات وتحت الطائرات حيث الخوف وانعدام المعارض ؛ ولم يكن التنصير يحمل على
راحتيه سوى الخبز والمال ، ولا يتكلم عن الإسلام بسوء وإنما يستر قبيح ملته ثم
يعرض بضاعته على الجاهلين والخائفين . وكان التنصير في قلب العالم الإسلامي في
المناطق التي يَقلُّ فيها التدين ، المستشفيات ، وبين زملاء العمل ، يتكلم
بأحاديث السر . ولا يطمع في أكثر من تشكيك الناس في دينهم .
وكان أولياء الكنيسة وحلفائها في مناهج التعليم ، يهدمون الولاء والبراء في
عقول أبناء المسلمين ، ليخرج جيل تضيع عنه معالم الكفر والإيمان فلا ينصر
مؤمناً ولا يعادي كافراً ، وبالتالي يسرحون ويمرحون كما وأينما يشاءون .
وكان المنصرون في مؤتمرات ( حوار الأديان ) ينتزعون اعترافاً من ( علماء )
المسلمين بشرعية النصرانية ، يسوقون هذا الاعتراف في بلادهم .. يخاطبون به
قومهم يقولون لهم هؤلاء ( علماء ) المسلمين يعترفون بأن ديننا دين قويم ، فلا
حرج على معتنقي النصرانية ، فهم ( مؤمنون بالله ) ، ويسوقون اعتراف ( علماء )
المسلمين المتحاورين بين الجاهلين والخائفين المستهدفين بحملات التنصير . وقد
حدث من ذلك بلاء عظيم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وجاء الأقباط فنزعوا درعهم ، وأنزلوا نقابهم ، ورفعوا صليبهم ، وأَمَّروا
حاقدهم ، واستشاروا سفيههم . وعمدوا إلى أفضل ما عندنا رسول ربنا صلى الله عليه
وسلم ، وقرآن ربنا ، وراحوا يهزئون ويسخرون من الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ودارت رحاها على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى القرآن العظيم .
يومٌ كيوم حنين ، أعدَّ الأقباط العدة بليلٍ ، ثم خرجوا على الناس في عدد من
الفضائيات ، ومئات من مواقع الانترنت ، وعشرات الغرف البالتوكية وملايين النسخ
من المطبوعات المكتوبة والمسموعة والمرئية .
أين التحولات التاريخية في أفعال الشرذمة القبطية ؟
التحولات التاريخية تكمن في أمورٍ أربع رئيسية :
الأول : إحداث مواجهة مباشرة بين الإسلام والنصرانية . إذ أن هذه
الشرذمة القبطية تقدم الكتاب ( المقدس) كبديل للقرآن الكريم ، ويقفون كالأقزام
سودِ الوجوه أمام الجبل الأشم .. رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ـ يقولون ليس
بنبي ، وهو نبي وإن كذبوه . صلى الله عليه وسلم .
الثاني : استحضار العامة للصراع ، ومن المسلمات العقلية عند من يعملون
لإيجاد تغيرات في حياة الناس ، أن العامة لا تدخل مراحل الصراع الأولى ، وإنما
تأتي في مراحل الحسم الأخيرة ، فالعامة لا تسابق وإنما هي ميدان للسباق ، وإن
دخلت العامة في مراحل الصراع الأولى فدخولٌُ مؤقتٌ للتحريك أو الضغط والتمرير .
وقد أخطأ الأقباط حين تكلموا للعوام .
الثالث : استعمال الكذب طريقاً للدعوة إلى باطلهم
، واستعمال الكذب طريقاً للحديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصاً
والشريعة عموماً .
الرابع : عالمية الخطاب القبطي ، إذ أن فضائيات الأقباط المثيرة للجدل ،
تترجم بعض برامجها ، وتستهدف مساحة واسعة جداً من العالم الإسلامي . وزاد من
هذا الانتشار أن الصراع في العالم الإسلامي بعد فشل العلمانية بدأ يتجدد على
خلفيات دينية .
كيف الإفادة من هذه المستجدات ؟
عقيدة النصارى ليست بشيء ، ولم تنتشر النصرانية يوماً بالدعوة ،بل بقوة السلطان
، ولم تمسك رعاياه إلا بالحجب ثم الكذب والتدليس ، فهي عقيدة تكررت خمسة عشرة
مرة من .. وهي ذات العقيدة التي كانت عند الفراعنة والبوذيين وغيرهم ، وعقيدتهم
لا تؤخذ من كتابهم ، وكتابهم لا يُعرف كاتبه جملة بل وتفصيلاً ، وكتابهم أخذ (
القداسة ) من البشر ، وكتابهم ينطق بأنه من أقوال البغايا والسفهاء .وكتابهم
يحذره السفيه على نسائه وأطفاله ، وهم مختلفون في كل شيء . اختلاف تضاد لا تنوع
. فكيف لو أظهرنا هذا للناس ؟
تراهم يستمسكون به ؟؟
إلا عناداً واستكباراً .
وعامة الناس لا تعاند في الغالب ، وإنما تتبع أو تنهزم وتنكبت ، ثم تتبع حين
تصير الغلبة للإسلام وأهله . فهي الآن فرصة سانحة لدعوة النصارى ودعوة المسلمين
المفرطين في دينهم .
أقول : خرجت النصرانية سافرة حاسرة ، وهي سوداء عرجاء عمياء .. دميمة بذيئة ..
لا حسب ولا نسب ، فواجب على أولي النهى أن يعرفوا الناس بها قبل أن تعود إلى
موائد الحوار ثانية وتتجمل . فهل من مشمر ؟
وكبرى الفوائد في هذه الجعجعة المنتشرة توحيد صفوف الصحوة ، أو الإفادة من
قواها ، إذ أن الملاحظ الآن أن هناك تكتلات تتكون لبدء مرحلة من الصراع الفكري
الداخلي ( جامية ) ( سرورية ) ( وسطية ) ( ليبرالية إسلامية ) .. الخ ، واتخاذ
النصارى هدف من شأنه أن يفك هذا الاشتباك . كجَّدِّ السير يوم بني المصطلق كي
لا يتكلم الناس فيما افتراه المنافقون . إن وجود هدف بعيد مشترك لكل التوجهات
الناشئة على الساحة الدعوية من شأنه أن يوفر الجهد ويجمع الشمل .
وهي فرصة لضبط الساحة الفكرية ( الدعوية ) إذ أن النصارى هم مصدر كل القضايا
التي تثار على الساحة الدعوية ، وخذ مثلا من القضايا المثارة ( رضاع الكبير )
وقد أخذت شوطاً طويلاً من النقاش شارك فيه عدد من المتردية والنطيحة وما أكل
السبع بجانب العلماء ، و ( مدة الحمل ) ، و ( زواج بنت التاسعة ) ، و ( الآخر )
،و ( السلام .. الإرهاب .. الجهاد ) ،و ( حجية السنة القرآنيون) .
وهم من نبشوا عن الشاذين فكريا ، قديماً واليوم .
قديماً فيما عُرف بالاستشراق ، الذي جدَّ واشتدَّ وصبر وصابر حتى تعلَّم علمنا
التقني في الأندلس وعاد به إلى بلده ، ثم عاد إلينا ثانية وأخرج من بطون الكتب
ما شتت به فكرنا قرنين أو يزيد من الزمان ، واليوم ـ في واقعنا المعاصر ـ هم
من أخرجوا ( القرآنيون ) وأمدوهم بأسباب ، وهم من مكنوا للشاذين من أمثال (
شحرور ) , و ( سيد القمني ) و ( خليل عبد الكريم ) و ( أبكار السقاف ) و (
جواد علي ) .. الخ .
فالتنصير الآن .. تحديداً بعد أن صارت المواجهة معه فكرية لم يعد بمعزل عن
العلمانية أبداً . أصطف الجميع علينا ، وعلينا أن نجتمع للقائهم فإن القوم
بأرضنا يعتدون على قرآننا وعرض نبينا صلى الله عليه وسلم .
لم يعد يحل لأحد أن يفصل بين التنصير وغيره من المشاكل الفكرية اللهم على مستوى
الأفراد فقط . وإن قوماً نصبوا ( القلم ) لرد الليبرالية بنت العلمانية
وربيبتها ( الإسلامية ) ، دون أن يتعرضوا للنصرانية ما زالوا في أمْسِهم ..
غفلوا عن يومهم فضلا عن مستقبلهم . فقد تغيرت وتبدلت .
هل المشكلة قبطية ؟
هكذا تبدوا ، ولكنها في جوهرها عالمية ، دلائل عالميتها ما يحدث من آن لآخر في
جنبات المعمورة من تطاول على شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى ثوابت
الدين ، في الدينمارك ثم أوروبا كلها ، ثم عودة الدينمارك ثانية ، ثم في المغرب
العربي ( في بعض الصحف ) ثم في أمريكا حين داسوا على المصحف ، ومن دلائل عالمية
هذا التغير الفكري أن الصراع العسكري كله في العالم على خلفيات عقدية ، في
فلسطين ، والعراق ، والصومال والشيشان وأفغانستان ، فكما قدمتُ الصراع تجدد على
خلفيات دينية . ولكن الأقباط بحمقهم يتصدرون ، وعلينا أن نحافظ عليها قبطية .
لماذا ؟
لأن الأقباط تغلي صدورهم ، ويمسك زمامهم سفهائهم ، فهؤلاء الذين على رأس
الكنيسة المصرية الآن مردة .. من شياطين الإنس ، متمردون .. قتلة ، ومثل هؤلاء
لا يملكون حيلاً فكرية ، ولا يصبرون لأهداف بعيدة ، وإنما طواغيت يبحثون عن
تغير في أرض الواقع في حياتهم هم ، وهو ما لم يأذن به الله في سنن الكونية .
وقد بثوا خطاباً حماسياً في قومهم فحشدوهم عن بكرة أبيهم ، حتى أنك لا تسمع
مخالفاً من الأقباط ، وهذه حالة من التعبئة للصدام ، وليست حالة من الدعوة
والفكر . فوجود الأقباط بهذا الشكل أمان من فك الاشتباك وعودتها ثانية إلى
المصالحة بين الكفر والإيمان .
من يقف في وجه الأقباط ؟
ثلاثة نفر :
الأول : متحمس . هالهُ ما يقال على دينه وعرض نبيه ، وهؤلاء هم عامة المتصدين
للأقباط في المواقع العنكبوتية وغرف البالتوك . وهم رجال كتب الله أجرهم ورفع
الله ذكرهم وغفر الله لنا ولهم .
الثاني : باحث عن رزقه . أو باحث عن ذاته . ولا أريد التفصيل . قطع الله دابر
الظالمين .
الثالث : شيوخ وطلبة علم ، وهم قلة يعدّون على أصابع اليد الواحدة ،وقد شاء
الله أن ينشط نفر من هؤلاء ، وأن يمكن لهم في بعض المنابر الدعوية وخاصة على
الشبكة العنكبوتية . وبدأت تسيل أقلامهم .
والمطلوب هو دعم هؤلاء ، بالنشر والمشاركة العلمية ، فإن المتحمسين غايتهم رد
الصائلين من النصارى . والمنتفعين نزع الله بركتهم .
لماذا التحدث لأهل السعودية ؟
الأقباط لا يشكلون خطراً على السعودية ، فمصر فيها الخير ، وقد أوقف زحفهم ثلة
من المتحمسين بعضهم لا يحافظ على الصلاة ، ومصر عامرة ، لم تلتف بعشر معشار
قوتها لهؤلاء الأراذل ، ولو استدار لهم نفر من الصحوة السلفية في مصر ..لن تحس
منهم من أحد أو تسمع له ركزا .
شنودة ومن تبعه ليس عزيزاً على أحد ، ولا على دولته ، وإنما يلوي ذراعها . وليس
ثم هنا أو هناك من يغضب لشنودة إن رد عليه أحد ,وخاصة أهل الخليج .
وصراحةً التصدي للأقباط من داخل مصر يتعرض لمشاكل كثيرة ، أمنية تحديداً . ومن
خارج مصر لا توجد هذه الضغوط . وخاصة أننا لا نطالب بأكثر من ردود شرعية علمية
بوسائل أكثر فاعلية .
لن يجد أهل الخليج من يزجرهم حميةً للأقباط . فالأقباط ليسوا أعزة على أحد ،
لسوء أدبهم . فهل من مشمر ؟.
ثم هم رأس الأفعى اليوم ، ومعني بالخروج لهم من يبحث عن عملٍ على مستوى الجيل .
وأرى رؤوساً تتطاول تريد الأخذ بزمام الأمة ، فهيا دونكم الأقباط فهزيمتهم دخول
التاريخ .
وفي الأمر رزق لمن يغار على دينه وعرض نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد تطاول
هؤلاء الكلاب على الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ بما لا يتحمله فاسق فضلا عن تقي
ورع . فهو بلاء نسأل عنه جميعاً يوم القيامة . فمن للأقباط ؟
هنا نموذج لتطاولهم .والرد عليه لمن شاء منكم أن يستزيد
الكذاب اللئيم زكريا بطرس .
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4911
-----------------------------
[1] كلمة قبط لا تعني مصري كما يزعمون ، فمصر Egypt ترجمة لكلمة قديمة تعني
الأرض السوداء ، أما قبط فهي من اسم قرية ( قفط ) على شاطئ البحر الأحمر بجنوب
مصر ، تجمعوا فيها حين هاجمهم الرومان في القرن الثالث الميلادي .
[2] اسم شنودة يعني ابن الإله وهو اسم فرعوني ، والصحيح أن أقباط مصر إمتداد
للفرعونية الوثنية القديمة وليسوا نصارى ، وهذا المقال يوضح الصورة بعض الشيء
:
http://saaid.net/Doat/alkassas/101.htm