|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قراءة في شذوذ زكريا بطرس
كان وقحاً حين تكلم بالكذب ليرمى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالشذوذ
ويسخر منه في حلقات برنامجه ( في الصميم ) ـ الحلقات الأخيرة تحديداً وهو
يتكلم عن خاتم النبوة ـ وفي غرفته بالبالتوك ، وكنا ننتظر أنه يفضحه الله
على رؤوس الأشهاد ، فقد تكفل الله القوي المتين ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ
بكفاية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله : {إِنَّا كَفَيْنَاكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ }[ الحجر:95 ] ، وما كنا ـ نحن المتابعين ـ نجهل شذوذ
زكريا بطرس ولا جرائمه الأخلاقية التي اقترفها في صباه ولم يكف عنها بعد أن
وهن عظمه واشتعل الرأس فيه شيباً ، ولكنا كنا ننتظر أن تخرج تلك الفضائح
على رؤوس الأشهاد من مصدر يثق فيه العوام .
لم أكتب لأقول أن بطرس شاذ سلبي ، فقد قالت الكنيسة ، وطرحت الوثائق مصورة
، وانتشر الخبر في وسائل الإعلام الإلكترونية الرسمية وشبه الرسمية والخاصة
، ولابد أن من يقرأ الآن يعرف ؛ وإنما كتبت لشيء آخر :
شلح زكريا بطرس قديم ، والوثائق الدالة على جرائم زكريا بطرس موجودة من
عشرات السنين ، ولكنها خرجت الآن ، لماذا خرجت الآن ؟!
سمعتُ كبيراً من كبرائهم يتحدث في تسجيل صوتي منتشر بأنهم قد أعدوا قرارَ
الشلح ووقفوا جانباً ينتظرون الصدام بين بطرس والمسلمين ، فإن انتصر بطرس
فهو ابنهم قد علم مودتهم وتأيدهم ، وإن انتصر المسلمون أخرجوا لنا قرار
الشلح وقالوا : مطرود لا نعرفه !!
واليوم خرج قرار الشلح وأُخرجت الوثائق القديمة التي تدل على جرائم زكريا
بطرس الأخلاقية ، ويبدوا لي بوضوح أن القوم يستعدون لنحر زكريا بطرس بعد أن
فُضح وعُلم أنه كذاب . إنهم يطوون صفحة زكريا بطرس .
إنهم يدخلون في مرحلة جديدة من الصراع الفكري مع المسلمين ، مرحلة أقل ما
نقوله في توصيفها هو أن الأقباط يتراجعون الآن .
بدأ بطرس على حين غفلة من المسلمين ، ولم يجد من يهتم به ، لأنه تكلم
بالغريب ، وتكلم من بعيد ، وفي وسائل لم تكن منتشرة كثيراً ، ( الفضائيات
والبالتوك ) ، وركب بطرس الكذب الصريح وصولاً إلى أهدافه ، ولذا تعثر ولم
يمش لبعيد .وهذا طبعي جداً فالكذاب لا يقيم حقاً ، والوضيع ( الشاذ ) لا
ينصر ديناً .
المرحلة الجديدة هي مرحلة الدفاع عن ( جماعة الأمة القبطية ) ، مرحلة
الدفاع عن كتابهم ورموزهم في عيون أبنائهم ، فقد عينت الكنيسة ، أو خرج من
أعيان الكنيسة بعضاً ممن ارتفع شأنهم بين أبنائهم فقط ليدافعوا عن كتابهم ،
ويحضر هنا على سبيل المثال عبد المسيح بسيط ، وهو أعلى تخصص في الدفاع عن
كتاب النصارى ، و قد جاء ـ كما أعلن في غرفته ـ مندوباً من الكنيسة للدفاع
عن النصرانية بعد أن أكثر المسلمون ( في شخص الشيخ وسام عبد الله وغرفته
وباقي الإخوة على البالتوك ) من الحديث عن كتاب النصارى وعقيدة النصارى .
إن إزاحة بطرس ومجيء متخصصون في عقيدة النصارى يدافعون عنها تراجعٌ وإعلانٌ
صارخ بفشل حملة النصارى على هذا الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
وهل ينجحون في الدفاع عن عقيدتهم ؟!
نقرر أولاً أنهم فشلوا في الهجوم لأنهم قدَّموا كذاباً سيئ الخلق ( أعني
زكريا بطرس ) ، ونقرر ثانياً أنهم الآن يتدافعون للدفاع عن عقيدتهم ، ونسأل
: هل ينجحون ؟!
أبداً . لن ينجحوا . بل ستكون الهزيمة مروعة . وكله من بركة النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ، فما أساء قومٌ الأدبَ مع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وطاب عيشهم .
إنهم حشدوا الجماهير في كل الدنيا ، في المغرب العربي ومصر والشام والخليج
بل وأمريكا وأوربا ، الدنيا كلها الآن تسمع بما يحدث ، والجماهير لا تحمل
ذات الأحقاد التي يحملها الملأ ، والخطاب الهادئ الهادف أقل ثمراته أن
يُحدث هزيمة نفسية ، ويجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً حين يُغلب
الملأ . وسيغلبون ، وربي سيغلبون {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21، {إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }المجادلة20
وهل ينجحون في الدفاع عن عقيدتهم ؟
أبداً ، وقد بدأت البشائر بمناظرة عبد المسيح بسيط أبو الخير أمام الشيخ
وسام عبد الله ، إذ صرخ القمص .. المتخصص .. صاحب الشهادات ولم يتحمل وراح
يترجى المسلمين أن لا يشهروا به .
قد بدأت البشائر بتهرب عبد المسيح بسيط من مناظرة الدكتور حسام أبو البخاري
( Anti-) . فلن يأتي للدكتور حسام ، لن يجرؤ على ذلك ، والأيام بيننا .
إنني فرح مسرور .وإنني أبشر بمرحلة جديدة يعز الله فيها أهل الحق ، ويخرج
الناس فيها أفواجاً من الظلمات إلى النور ، وإنني أدعو أهل العلم والدعوة
أن هلموا فها هو نصر من الله وفتح قريب . الجماهير احتشدت فهلموا أسمعوهم
صوتكم .
محمد جلال القصاص
28 رجب 1430هـ
مساء الأربعاء، 19 /8 / 2009