|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الأقباط إذ يغيرون وجهتهم
أقرر بداية أن المرتدين من المسلمين منذ بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
حتى اليوم حالات قليلة جداً ، وحالات بها شذوذ ، في عقلها أو في طبعها ،
فبعضهم مريد للسلطة ، أو فارٍ من السلطة ، وبعضها محب للشهوة ، وكثير منهم
ـ وخاصة من يتكلمون اليوم ـ لا نعرفهم ، وتأتي الأخبار بأنهم نصارى يكذبون
.
كانت ولا زالت الحالات التي ترتد ضمن هذا الإطار ، ولا أريد تذكير القارئ
بنجلاء الإمام ، وكيف أنها كانت تتعاطى الكذبَ الغريبَ واللامعقولَ قبل أن
تعلن ردتها ، ولا أريد تذكير القارئ الكريم بأن كثيراً ممن يتكلمون عرفنا
أنهم نصارى ويكذبون . ولا أريد تذكير القارئ الكريم بأنها حالات قليلة جداً
ينفخ فيها الإعلام ، فجملة من يُعْرضون في برامج قناة الحياة ـ على سبيل
المثال ـ لا نعرفهم ويتكررون ، وعددهم لا يساوي هذا الكم الهائل من الوسائل
والإمكانات الضخمة التي يعمل من خلالها التنصير . ولا أريد تذكير القارئ
الكريم بأن من كان يرتد كان يتم إخراجه من مصر ، أو يبقى بين الناس يكتم
كفره . لا أريد التذكير بهذا حقيقة !!
فقط أريد أن أرصد أن هؤلاء المتنصرين كان يتم الإفادة منهم في اتجاه تثبيت
النصارى على كفرهم ، فكنا نجد زكريا بطرس يستدعي هؤلاء في برامجه لتثبيت
قومه على الكفر ، ويستعين بهم على إثارة البلبلة بين مَن قلَّ علمهم من أهل
الإسلام ، والآن يتجه النصارى إلى ( شرعنة ) الكفر في مصر . يبدوا هذا
بوضوح للمتتبع لحالة المرتدة نجلاء الإمام ، وحاله المرتد محمد حجازي
وزوجته ، ويبدوا أوضح في المرتد ( مارك جبرائيل ) أو ( محمد رحوم سابقاً )
فقد كفر بربه وخرج من مصر من زمن بعيد ، وركبه القوم في أوروبا وأمريكا
لتشويه صورة الإسلام بين عوام الناس هنا ، فقد راح ( مدرس اللغة العربية )
هذا يكتب بالإنجليزية عن الإسلام (1) ، وراح ينشرون كتبه بين قومهم يقولون
لهم ـ بلسان حالهم ـ هذا هو الإسلام يتركه المسلمون ، وهذا هو الإسلام
بلسان من كانوا مسلمين . وهم كاذبون .
إن القوم يغيرون وجهتهم ، إن من يكفر لم يعد يستر كفره ، وإن من يكفر لم
يعد يُخرج من هذا البلد ، وإن من يكفر استدار إلينا اليوم يريد منا أن نحل
له الكفر والدعوة إليه .
إنه تطور طبعي لإهمال الرد على النصارى ، ولترك هذه الحملة الشرسة تسير
بيننا {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء }[
النساء : من الآية 89] { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ
يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ
عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ }[ البقرة : من الآية 217]
والعلاج في تبصير الناس بما يُدْعَوْنَ إليه ، العلاج في نشر ثقافة عامة عن
النصرانية بين الناس ، ونشر ثقافة عامة تقي الناس شر النصارى . إن هذا وحده
يُذهب الله به كيد هؤلاء ، وإنه لا يكلفنا شيء ، ولا نصطدم به مع ذي سلطان
، ولا نقيم به مع أخ لنا شنئان . والمعني بالمقال كل من يستطيع البيان بدرس
أو مقال أو حديث بين الخلان .أو من يستطيع أن يدفع القوم بأي وسيلة كانت ،
فإنهم قلة قليلة أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة ، فهيا قبل أن يصبح
الكفر حلالاً .
أبو جلال محمد
بن جلال القصاص
مساء الاثنين
4/9/1430هـ
25/08/2009