|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
( وما العيب في الشذوذ الجنسي ؟!! )
ثارت ثائرة الناس حول انتشار أخبار الشذوذ الجنسي بين القساوسة في الكنيسة
الكاثوليكية والقبطية المصرية . أفزعهم أن يجدوا عجوزاً ( هو جين روبينسون
Gene Robinson ) يعمل كاهنا ـ لاحظ كاهناً ـ ، وترسمه الكنيسة أسقفاً ـ
رتبة عالية جدا بالكنيسة ـ وهو شاذ جنسياً .. هَالَـهُم أن يجدوا هذا
العجوز الذي يعظ الناس يجاهر بل يفاخر بأنه كالمرأة مع رجلٍ آخر ويسعى
للزواج من هذا الرجل . هَالَـهُم أن يجدوا هذا الحقير ذي الرتبة الكنسية
العالية الذي يعظ الناس ويذكرهم ( بربهم ) ، يدعي القرب من الله وهو يحمل
آخر على ظهره بما تستقبحه المرأة لا الرجل.
و هَالَـهُم انتشار الأخبار عن شذوذ زكريا بطرس وكثرة التجاوزات الجنسية
منه وحوله في ( المتدينين ) الذين يعملون معه .. انزعج الناس من تلك
الأخبار التي أصبحت شبه يومية عن شذوذ القساوسة وتعديهم جنسياً على الأطفال
في الكنائس ( بيوت العبادة ) .
و هَالَـهُم أن الكنيسة لا تعبأ بحيرتهم ، ولا تلتفت لمطالبهم ، تصم آذانها
وتبتسم في وجههم !!
لسان حالها ولسان مقال قساوستها : وما العيب في الشذوذ الجنسي ؟؟!!
نعم : لا يوجد عيب عند هؤلاء في الشذوذ الجنسي ، ولا في الزنا .!!
القس الحقير الشاذ (جين روبينسون ) يقول : لا أجد في الكتاب ( المقدس )
تحريماً للشذوذ . وصدق . فليس في الكتاب ( المقدس ) نص يُنسب للمسيح ـ عليه
السلام ـ يحرم فيه الشذوذ الجنسي . والذين يزنون يقولون : كل بخطيئة . حتى
الأنبياء عندهم زناة .. بل يقترفون أقبح أنواع الزنا .. زنا المحارم ..
يزنون بمحارمهم ويُزنا في محارمهم .. بعضهم يزني ببناته ، وبعضهم يزني
بحليلة جاره ، وبعضهم يزني أولاده بنسائه ، وبعضهم يَزني أولاده ببناته ..
جنس قذر في كتابهم ( المقدس ) . !!
هذا قولهم في كتابهم عن أنبياء الله . والكلام منحط لأبعد درجة . فماذا
تنتظرون من مثل هؤلاء ؟؟!!
إن هؤلاء القساوسة العصاة تحت مظلة الكتاب ( المقدس ) لم يخرجوا ، ولم
يقترفوا الإثم . وإن غيرهم من العصاة أمثالهم ( الشاذين جنسياً من غير
القساوسة ) يجدون في الكنيسة مأوى ، فلا يخفى على متابع أن الكنيسة تعترف
بالشذوذ الجنسي ، وتقوم بعقد القران بين مثلين ( رجلين ) أو ( امرأتين ) ،
وتوجد شرائط فيديو مصورة على الشبكة العنكبوتية لمراسم هذا الزواج .
حتى أولئك الذين يردون عليهم لم يجدوا دليلاً صريحاً في كتابهم يدل على قبح
ما يفعلون ، فإن هتفت بأن الفطرة تستقبح هذا قالوا : كل يخطئ حتى أنبياء
الله يخطئون ، وجاءوا بكذبهم على أنبياء الله وضربوه لك مثلاً . ومن يخطئ
يعترف بذنبه ويتوب ، والله يتوب على الجميع ، وكل ابن آدام خطاء ، ولكن
هؤلاء حالهم مختلف ، فهم مجاهرون ، وليس فقط بل لا يرون حرجاً فيما يفعلون
، ففرقٌ .. فرقٌ بين هذه الحالة المعروضة علينا من قساوسة الكنيسة ورهبانها
وبين من يخطئ ويستر نفسه أو يطلب العفو والغفران على ذنبه .
والقضية أعمق من ذلك وأوسع .
القضية أن النصرانية دين لا يستند على دليل من كتابه هو في كل ما يعتقد ،
سلهم عن أُلوهية المسيح ـ عليه السلام ـ المزعومة هذه ، هل عندهم دليل
عليها من كلام المسيح نفسه ؟!
أبداً والله . كلها فهومات خاصة بعيدة تماماً عن صريح النص ، والنصوص
الصريحة من أقوال الذين جاءوا من بعده ، ممن لا نعرفهم ولا يعرفهم غيرنا ،
أو ممن نعرفهم بسوء السيرة كبولس ( شاؤول اليهودي الذي يفاخر بالكذب
والخديعة ) .
وسلهم عن الصلب والفداء ما دليلهم عليه ؟
لا يأتونك إلا بقولٍ بشرٍ . أما المسيح ـ عليه السلام ـ فلم يتكلم بشيء من
هذا في كتابهم هم .
وانظر للنصرانية من بعيد وحاول أن تجد إجابة لهذا السؤال : ما الحرام عندها
وما الحلال ؟!
لا شيء . كله حرام وكله حلال . !!
لا تضحك . ما قصدت المزح . ولكن هذه حقيقة .
التعدد كان حلالاً وحرموه . واللواط كان حراماً وأحلوه ، والطلاق نفر حللوه
ونفر حرموه ، والفداء نفر عمموه ونفر خصصوه . . . . وغيره وغيره .. وغيره
.. مَرِنَةٌ إن ضغطها انضغطت ، وإن تركتها تمددت حتى أتت على حلالك وحرامك
ولا ترقب فيك إلا ولا ذمة .
أشير للعقلاء أن القوم اتبعوا أهوائهم لا شرع ربهم ، ومن يتبع هواه يستجيب
إن ضغط ، ويسيء الأدب إن ترك .
محمد جلال
القصاص
ظهر الثلاثاء
22/04/1431 هـ
06/04/2010 م