|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رحل بطرس وجاء مرقس
تواترت الأخبار على إيقاف برامج زكريا بطرس ، والمتابعون على أنها تهدئةً
قبل الانتخابات البرلمانية القادمة لتمرير ترشيح نفرٍ من الأقباط ، أو
للضغط على البرامج الإسلامية الجديدة التي ترد على بطرس وتكشف دين النصارى
، والمتابعون يتوجسون خيفة من هذه الخطوة ، يقولون إنها مرحلية وقد يعود
بعد أن تنتهي الانتخابات البرلمانية وتتوقف البرامج الإسلامية .
وتواترت الأخبار على أن مرقص عزيز بدأ يرقع الخرق الذي أصاب الصف النصراني
بعد رحيل بطرس بتأسيس قناة فضائية ومزيدٍ من الحضور في المشهد الإعلامي .
والمشهد يحتاج لمزيدٍ من التدقيق.
شخص زكريا بطرس إفراز لحراك تاريخي نصراني علماني يهودي معادي للإسلام ،
فبطرس ليس بجديد ... لم يتكلم بجديد ... لم يأتِ بجديد ، ولك أن تعرف أن
ذات الكلام الذي يتحدث به بطرس تحدث به ( يوحنا ذهبي الفم ) من ألفٍ وثلاثِ
مئةِ عامٍ ، وتحدث به المستشرقون ، فما هو إلا مردد لأقوالِ نفرٍ سبقوه .
وبطرس إفرازٌ لحراكٍ قبطي بدأ من قرنٍ تقريباً فيما عرف بجماعة الأمة
القبطية ، فليس هو صانع الحدث ، وإنما يُصنع به الحدث ، فقط يمتاز بطرس
بغير قليلٍ من سوء الأدب في التعاطي مع مَن لا يرتضيهم ، وخاصة شخص النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ .
فماذا يعني رحيل بطرس ؟
وماذا يعني استبداله بـ مرقص عزيز ( الأب يوتا ) ؟!
يعني بداهة أن الكنيسة تتحكم في الخارج وتستطيع أن تُسكت هذا أو هذا ، وأن
المتكلمين من الخارج تحت مظلة الداخل . فقد كانوا يرددون أن لا سلطان لهم
على بطرس ، وأنه ( مشلوح ) لا تتحمل الكنيسة مسئوليته ، وهاهم أولاء
يسكتونه بقليل من الجهد .!!
فالحراك كله من الداخل ، أو يخضع لمن بالداخل ، أو بينهما تفاهم .
بطرس فرد في مشهد ، وهناك من أخرج المشهد ، وهناك من جمَّع الحاضرون في
المشهد وأنفق عليهم ، ورحيل بطرس لا يعني سوى تغير في العرض لا انتهاء
العرض كلية. وهذا التغيير بالأسوأ ، وهو مرقس عزيز . فمرقس عزيز شخصية
متعصبة متشنجة ، لا تعرف الحلول الوسط .
ونشاط هذا القس المتعصب مرقس عزيز لا يقتصر فقط على تعاطي الكذب في الحديث
عن الإسلام ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما أيضاً شخصية حركية تعتمد
الأساليب الملتوية . فقد شهد بعضهم على أنه هو ( الأب يوتا ) الذي يتكلم
بأوقع الكلمات وأخسها على الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
وسكت هو على هذا بل وامتدح ما يكتبه ( يوتا ) .
وأشد من هذا أن له حضور في الحراك السياسي في أمريكا ، فهو يقود الاحتجاجات
التي تحدث من أقباط المهجر أو يتواجد مباركاً لها ، وله تطاول مباشر على
شخص رئيس الجمهورية ( هدده بنهاية مشابهة لنهاية السادات والفيديو موجود
ومنتشر على الشبكة ) ، وتطاول على الحكومة المصرية ، وعلى المسلمين عموماً
. بل دعى صراحةً شباب الأقباط للاستعداد للاستشهاد . وذلك بعد أحداث
اسكندرية !!
ومرقس عزيز كذاب من النوع الحركي ، بمعنى أن كذباته تأتي في المجال الحركي
، يكذب كذباً قبيحاً مستفزاً ، فمن كذباته أنه يدعي اغتصاب الفتيات
النصرانيات من قبل المسلمين علانيةً وبشكل جماعي متكرر ، ويدعي أن النصارى
يذبحون في الشوارع ... وقناته هذه التي بدأت من قريب ليست لتعاطي قضايا
فكرية كما كان يفعل زكريا بطرس وإنما كما يقول هو : ( للاهتمام بشأن
الأقباط ) ، والخطوط الرئيسية المعلنة للقناة لا يمكن فهمها بغير إثارة
الفتنة بين الأقباط .
إنها شخصية مستفزة لأبعد درجة ، وإنها شخصية تدعو علانية للثورة والقتال
بين أبناء الوطن . فقدوم مثل هذا لا يعني أبداً تهدئة وإنما تصعيداً .
وأرجو ممن يدعون متابعة المشهد النصراني أن لا يكرروا اسطوانة أن الداخل لا
علاقة له بالخارج ، فمرقس لم ( يشلح ) كما كان يردَد عن بطرس ، ومرقس يتلقى
دعماً من شخصيات رسمية معنية بالصدام الفكري الحالي مع المسلمين كعبد
المسيح بسيط وقد أعلن عن ذلك في مداخلة في برنامج ( من قلب مصر ) ، وهو إلى
اليوم لم يشلح ، ويتواجد في أمريكا بأمر مباشر من الكنيسة كما يعلن هو .
علينا أن نقرأ الأفعال لا الأقوال ، فمن لا يرتضي فعال بطرس ومرقص من
النصارى عليه أن يدلل بأفعاله مع أقواله . على أولئك العقلاء من النصارى أن
ينشطوا في فعاليات تثبت مخالفاتهم للكنيسة ، ومن لا يستطيع من الداخل فمن
الخارج .
لا ينبغي علينا أن نحسب رحيل بطرس انتصار لنا نحن المهتمين بالتصدي للتطاول
النصراني على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل جاء لحسابات سياسية
لصالح النصارى في كل حال . أو جاء لتراكم المشاكل بينه وبينه سيدته التي
يعمل لحسابها ( جويس ماير ) ، ورجوع بطرس في مكانٍ آخر أمر محتمل جداً
وخاصة أن معه فريق عمل مدرب ، ولكنه لن يجد ذاك الترحيب لأن فضائحه كثرت .
وانتشر كذبه وانتفش .
سلبيات هذه الشخصية المتشنجة التي لا تقبل الآخر ( أعني مرقص عزيز تحديداً
) لن يكون على المسلمين وحدهم ، بل على قومها أيضاً ، فمثل هذه الشخصية لا
تقبل المخالف وإن كان نصرانياً مثلها ، ويبدو أن هذه ظاهرة في الجيل القادم
من القيادات الكنسية القبطية ، ولتعرف ذلك تابع تطاولهم على ( البروتستانت
) وغيرها من الطوائف الأخرى ، وتابع ما يحدث بداخلهم من صدام عنيف يؤدي إلى
انشقاق مستمر ؛ مع الأخذ في الحسبان أنهم على راحةِ غيرهم ، ومثل هؤلاء إن
صارت لهم دولة اقتتلوا .
أمر مرقس عزيز أسهل من أمر بطرس ، فقد جاء والناس قد استيقظوا ، ووجه مرقص
أسود كالح ، فقومه يتحدثون بأنهم لا يعرفون له أباً أو أماً ، وهو لا يرد
على هذا الاتهام ، ونحن نعرف منه الكذب الصريح ، وهو يظن بنفسه القدرة على
المواجهة الشاملة مع المسلمين في مصر . فلن يزيد على تأجيج نار الفتنة بين
المسلمين والنصارى ، والنتيجة أنه سيرجع النصارى إلى نقطةٍ أبعد من التي
كانوا عليها قبل نصف قرن من الزمان . ولذا مرقس عزيز لا يصلح كبديل لبطرس ،
ولذا مرقس عزيز فرصة ثمينة فرحت شخصياً بها . !!
محمد جلال
القصاص
ظهر الثلاثاء 18/5/2010
mgelkassas@hotmail.com