|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الكنيسة تنكمش وتتمدد
حتمية النص .. أو حتمية الدلالة للنص عند النصارى معدومة بدليل اختلافهم في
كل شيء ، فكلهم يرجعون لفهومات خاصة لكتابهم ، والفهم الخاص يخضع للظرف
السياسي ، فإن واجه "رجال الدين" ضغطاً انكمشوا وإن وجدوا مساحة من الحرية
تمددوا ، فيوماً يتنادون :" دع مال قيصر لقيصر " ولا تراهم خارج صوامعهم ،
ويوماً كما تراهم الآن يشكلون دولة بكل معانيها .. لها قانوها الخاص بها ،
وله نظام خاص في الثواب والعقاب والتشريع ( المجلس الملي عند أرثوذكس مصر
على حد تصريح بيشوي في حواره مع المصري اليوم ) فتحاكم وتعتقل وتحلل وتحرم
، ويتعدون على مَن معهم في بلد واحدٍ ، تجد رؤس الكنيسة التي مهمتها
الأصلية التبشير ( الكرازة) حركيون ، ولا تكاد تسمع منهم بشارة أو كلاماً
في الدين ، وإنما كأنك تتحدث مع سياسي أو تنصت لسياسي .
تمدد الكنيسة لا يكون فقط على المخالفين ، وإنما أيضاً على الأتباع ( شعب
الكنيسة) وحال الكنيسة في القرون الوسطى في أوروبا وحالها اليوم بعد سيطرة
العلمانية شاهد على ذلك .
وحال الكنيسة المصرية قبل ثلاثين عاماً وحالها اليوم مع أتباعها وبعض
رهبانها ممن خالفوها شاهد على ذلك أيضاً . ، تُضيِِِّق عليهم في أمورهم
الشخصية كالطلاق ( باسم الإنجيل ) وتحاكم وتقيم محاكم وحبس في الأديرة
البعيدة ، وتركت حياة الرهبنة ونزلت للشارع حتى صار ذكرها يتردد في مفردات
عامة الناس يومياً ، وإن اشتد "شعب الكنيسة" وكثر فيهم من ينادون بعودة
الكنيسة إلى مكانها الأول تهتم بالكرازة وتتقي التصادم مع مَن غرتهم غفلتهم
وقد استيقظوا ، إن ظهر هؤلاء واشتد حديثهم عادت الكنيسة سيرتها الأولى ،
وإن لم يظهروا تمددت الكنيسة أكثر.
ما كنا نسمعه من متطرفيهم أمس هو ما يقوله الرجل الثاني في الكنيسة اليوم ،
ولا ندري ماذا سيكون غداً ، فعلينا الآن أن نقف بوجه هذا التمدد ، وأن نعي
جيداً أنهم لن يرجعوا إلا بعد الضغط عليهم . ورجوعهم سهل ميسور جداً إن
وجدوا خشناً يصدق الأقوال بالأفعال . وقد رأينا في الأزمة الأخيرة كيف
تراجع شنودة عن كلامه ، فقد كان يطالب بتسليم أخرى بعد كامليا ، ويعلن أنها
لن تخرج ، وبعد قليل تراجع وراح يستنجد بالجهات الرسمية ونسي مَن كان يطالب
بها .
إن تمدد الكنيسة ليس له سبب مقنع سوى غفلة الأكثرية عن حقهم ، وإن تمدد
الكنيسة يمكن السيطرة عليه بقليل من الجهد ،والخطوة الأولى توعية "شعب
الكنيسة" والمسلمين بخطر هؤلاء إن تمددوا . وقد رأينا المظاهرات السلمية من
بضعة آلاف فقط ماذا فعلت .